أهمية دور المرأة في إصلاح المجتمع
إن إصلاح نصف المجتمع أو أكثر يكون منوطاً بالمرأة. السبب الأول:
أن النساء كالرجال عدداً، إن لم يكن أكثر، أعني أن ذرية آدم أكثرهم من النساء، كما دلت على ذلك السنة النبوية، ولكنها تختلف من بلد إلى بلد ومن زمن إلى زمن، فقد تكون النساء في بلد ما أكثر من الرجال، وقد يكون العكس في بلد آخر، كما أن النساء قد يكن أكثر من الرجال في زمن، والعكس في زمن آخر.
وعلى كل حال فإن للمرأة دوراً كبيراً في إصلاح المجتمع.
السبب الثاني:
أن نشأة الأجيال أول ما تنشأ إنما تكون في أحضان النساء، وبه يتبين أهمية ما يجب على المرأة في إصلاح المجتمع.
مقومات إصلاح المرأة في المجتمع:
لكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع، لا بد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح.. وإليكم جانباً من هذه المقومات:
المقوم الأول: صلاح المرأة:
أن تكون المرأة نفسها صالحة، لتكون أسوة حسنة وقدوة طيبة لبنات جنسها، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح؟ لتعلم كل إمرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم، وما أعنيه هو العلم الشرعي الذي تتلقاه، إما من بطون الكتب - إن أمكنها ذلك - وإما من أفواه العلماء، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو النساء.
وفي عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء، وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة، فإن هذه الأشرطة - ولله الحمد - لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح، إذا استعملت في ذلك.
إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم، لأنه لا صلاح إلا بالعلم.
المقوم الثاني: البيان والفصاحة:
أي أن يمن الله عليها - أي على المرأة - بالبيان والفصاحة، بحيث يكون عندها طلاقة لسان وتعبير بيان تعبر به عما في ضميرها تعبيراً صادقاً، يكشف ما في قلبها وما في نفسها من المعاني، التي قد تكون عند كثير من الناس، ولكن يعجز أن يعبر عنها، أو قد يعبر عنها بعبارات غير واضحة وغير بليغة، وحينئذٍ لا يحصل المقصود الذي في نفس المتكلم من إصلاح الخلق.
وبناءً على ذلك نسأل: ما الذي يوصل إلى هذا؟ أي يوصل إلى البيان والفصاحة والتعبير عما في النفس بعبارة صادقة كاشفة عما في الضمير؟
نقول: الطريق إلى ذلك هو أن يكون عند المرأة شيء من العلوم العربية: نحوها، وصرفها، وبلاغتها، وحينئذٍ لا بد أن يكون للمرأة دروس في ذلك ولو قليلة، بحيث تعبر عما في نفسها تعبيراً صحيحاً تستطيع به أن توصل المعنى إلى أفئدة النساء اللاتي تخاطبهنّ.
المقوم الثالث: الحكمة:
أي أن يكون لدى المرأة حكمة في الدعوة، وفي إيصال العلم إلى من تخاطب، وحكمة في وضع الشيء في موضعه، كما قال أهل العلم، وهي من نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد، أن يؤتيه الله الحكمة. قال الله عز وجل: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [البقرة:269]. وما أكثر ما يفوت المقصود ويحصل الخلل، إذا لم تكن هناك حكمة، فمن الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل أن ينزل المخاطب المنزلة اللائقة به، فإذا كان جاهلاً عومل المعاملة التي تناسب حاله، وإذا كان عالماً، ولكن عنده شيء من التفريط والإهمال والغفلة عومل بما تقتضيه حاله، وإذا كان عالماً ولكن عنده شيء من الاستكبار وردّ الحق عومل بما تقتضيه حاله.
المقوم الرابع: حسن التربية:
أي أن تكون المرأة حسنة التربية لأولادها، لأن أولادها هم رجال المستقبل ونساء المستقبل، وأول ما ينشئون يقابلون هذه الأم، فإذا كانت الأم على جانب من الأخلاق وحسن المعاملة، وظهروا على يديها وتربوا عليها، فإنهم سوف يكون لهم أثر كبير في إصلاح المجتمع.
لذلك يجب على المرأة ذات الأولاد أن تعتني بأولادها، وأن تهتم بتربيتهم، وأن تستعين إذا عجزت عن إصلاحهم وحدها بأبيهم أو بولي أمرهم، إذا لم يكن لهم أب من إخوة أو أعمام أو بني أخوة أو غير ذلك.
ولا ينبغي للمرأة أن تستسلم للواقع، وتقول: سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغيّر، لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع ما تم الإصلاح، إذ إن الإصلاح لا بد أن يغير ما فسد على وجه صالح، ولا بد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح منه حتى تستقيم الأمور.
المقوم الخامس: النشاط في الدعوة:
أي أن يكون للمرأة دور في تثقيف بنات جنسها، وذلك من خلال المجتمع سواء أكان في المدرسة أو الجامعة أو في مرحلة ما بعد الجامعة كالدراسات العليا. كذلك أيضاً من خلال المجتمع فيما بين النساء من الزيارات التي تحصل فيها من الكلمات المفيدة ما يحصل.
ولقد بلغنا - ولله الحمد - أن لبعض النساء دوراً كبيراً في هذه المسألة، وأنهن قد رتّبْنَ جلسات لبنات جنسهن في العلوم الشرعية، والعلوم العربية، وهذا لا شك أمر طيب تحمد المرأة عليه، وثوابه باقٍ لها بعد موتها لقول النبي🙂 إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له (
فإذا كانت المرأة ذات نشاط في مجتمعها في نشر الدعوة: من خلال الزيارات، أو من خلال المجتمعات في المدارس أو غيرها، كان لها أثر كبير، ودور واسع في إصلاح المجتمع.
حقوق المرأة
. لقد أعطى الإسلام الحرية للمرأة.
. إنّ الإسلام ليس فقط مع حرية المرأة، بل إنه الرائد في مجال تحرير المرأة في كل أبعاد حياتها.
. إنّ التشيّع ليس فقط لا يُبعد المرأة عن ساحة الحياة الاجتماعية، بل إنه يضعها موضعاً إنسانياَ رفيعاُ في المجتمع.
. للمرأة في النظام الإسلامي نفس الحقوق التي للرجل: حق التعلم، حق العمل، حق الملكية، حق الإدلاء بالرأي، وحق الترشيح.
. ليس بين المرأة والرجل تفاوت من الناحية الحقوقية الإنسانية، سيما وأنّ كلاهما إنسان، فللمرأة حق تقرير مصيرها، كما هو الحال بالنسبة للرجل.
. المرأة حرة مثل الرجل في تقرير مصيرها ونشاطها.
. يمكن للمرأة في النظام الإسلامي المشاركة الفعّالة مع الرجل في بناء المجتمع الإسلامي.
. لقد أنقذ الإسلام النساء مما كنّ عليه في الجاهلية، والله العالِم أنّ المدى الذي قدّم فيه الإسلام الخدمات للمرأة قد يفوق ما بلغه فيما قدّمه للرجل.
. الإسلام يرى أنّ للنساء دوراً حساساً في بناء المجتمع الإسلامي، لذا فقد ارتقى بالمرأة الى الحد الذي تستطيع معه أن تستعيد موقعها الإنساني في المجتمع، وأن تخرج من كونها شيئاً حتى تتمكن من خلال ذلك تحمّل مسؤولياته في بنية الحكومة الإسلامية.
. على النساء اليوم أن يؤدّين مسؤوليتهن الاجتماعية الدينية، وان يحافظن على العفة العامة، وأن يؤدين الأعمال الاجتماعية والسياسية مع تمسكهن بعدم خدش هذه العفة العامة.
. إنّ ما يخالفه الإسلام ويعدّه حراماً هو الفساد، سواء كان من جانب الرجل أم من جانب المرأة، فلا فرق في ذلك، ونحن إنما نريد تحرير النساء من الفساد الذي يتهددهن.
. إننا نريد للمرأة أن تتسلم مقامها الإنساني الرفيع، لا أن تكون ألعوبة.
. إنّ الإسلام لا يريد للمرأة أن تكون شيئاً وألعوبة بيد الرجال.
. الإسلام يريد المحافظة على شخصية المرأة وجعلها إنساناً جدياً وفعّالاً.
.لقد أراد الإسلام للمرأة والرجل المحافظة على حيثيتهما الإنسانية.
مقام الأم
. ليس هناك عمل أشرف من الأمومة.
. إنّ دور الأم في المجتمع أهم من دور المعلّم، بل (أهم) من دور الجميع.
. إنّ أول مدرسة يدخلها الطفل هي حضن الأم.
. إنّ الأطفال يتربون في أحضان الأمهات أفضل مما يتربونه عند الأساتذة.
. حضن الأم أسمى مدرسة يتربى فيها الطفل.
. الأم الصالحة تربّي طفلاً صالحاً.
. إذا كانت الأمهات فاضلات قدّمن للمجتمع أولاداً فضلاء.