
برعاية صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية ، يفتتح محافظ القطيف عبدالله بن سعد العثمان ، فى الساعة الثالثة من عصر اليوم مهرجان الدوخلة الرابع في بلدة سنابس بجزيرة تاروت بمحافظة القطيف ، والذي يعد أحد المهرجانات التي تقام في المحافظة لتنمية السياحة المحلية وإحياء التراث ويقام للعام الرابع على التوالي ويستمر 5 ايام، برعاية اعلامية من ”اليوم” .
ويأتي المهرجان هذا العام بأطر وأساليب مختلفة لإدخال الفرحة والبهجة في نفوس الزائرين لاسيما الأطفال الذين هم أحباب الله، وقد أكد ذلك رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية علي عيسى آل حسن في إشارة إلى فعاليات مهرجان الدوخلة السنوي الذي يحييه أطفال سنابس بمشاركة أطفال مدن وقرى محافظة القطيف، والذي يأتي إحياءً للتراث ودعماً للسياحة المحلية بالمحافظة.
واوضح المنسق الاعلامي للمهرجان علي الدرورة ان فعاليات المهرجان تتضمن القرية التراثية والتى تحوي الدكاكين والنهج الفلكلوري القديم وهي أكبر من القرى التي أقيمت في الأعوام السابقة، ومن مميزاتها لهذا العام أنها تضم معرضاً للقرآن الكريم. مضيفا الى انه سيتم عرض مجموعة من المصاحف الكريمة بينها أكبر مصحف في العالم، وأصغر مصحف في الوطن العربي، ومجموعة نادرة من المصاحف ذات الخطوط المختلفة التي كتبت في عصور مختلفة، ويدير العرض سعيد آل طلاق المدير التنفيذي للمهرجان. مشيرا الى ان هناك الصناعات والحرف التقليدية المتوارثة متعددة الأغراض والمهام. واضاف الدرورة ان هناك خيمة ضخمة خصصت للمسرح لا سيما العروض الفكاهية التي تدخل السرور على الأطفال، وعليها تقام المسرحيات اليومية . واشار الدرورة الى اقامة عرض مباشر للنحت على الرمال وهو من الفنون الجميلة التي لقيت استحسان الجميع لما أبدعه فنانو هذا الأسلوب الجميل في التعامل مع الطبيعة. مشيرا الى ان هناك المسابقات الثقافية والرياضية والفنية وكذلك مسابقة أجمل دوخلة وأكبر دوخلة، مؤكدا ان مهرجان الدوخلة امتاز بالألعاب المنوعة في الهواء الطلق للأطفال من جميع الأعمار.
1600 متفرج
وقال مشرفا المسرح والحفل رشدي الفردان ومهدي الجصاص ان المسرح يمتاز هذا العام بأنه مخصص لاستيعاب 1600 متفرج وستكون أول الفعاليات فيه ترديد أنشودة الدوخلة حيث تدرب على إنشادها 90 طفلاً من مختلف مناطق محافظة القطيف، إلى جانب أن هناك مسرحا آخر مفتوحا في الهواء الطلق والذي يشرف على هندسة الصوت فيهما علي عبدالله العبيدي.
5 معارض
وقال مشرف المعرض التشكيلي والنحت على الرمال الفنان عبدالعظيم الضامن ان المهرجان يضم 5 معارض هي التصوير الضوئي و الفن التشكيلي بعنوان (كلنا فداك يا رسول الله)، وهو مخصص لكافة فناني المملكة إلى جانب مسابقة الرسم من وحي المهرجان مباشرة للجمهور ثم معرض الخط العربي بمختلف أساليبه كالكوفي والثلث والريحاني والديواني والرقعة والنسخ وغيرها من الفنون المتبعة عند الخطاطين قديماً وحديثاً ويشرف عليه الخطاط صالح الحداد . اضافة لمعرض التراث البحري .
واوضح نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان حسن سعيد الصفار أنه تمت إضافة أجنحة وفعاليات كثيرة لم تكن موجودة في الأعوام السابقة، وذلك تشجيعاً ورقيًّا بالمستوى السياحي في المحافظة لا سيما وأن إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار هي إحدى الجهات الداعمة للمهرجان. وقدم الصفار شكره الى دار ”اليوم” للصحافة والإعلام على رعايتها الاعلامية للمهرجان.
استعدادات مبكرة
وأشار رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية ببلدة سنابس علي عيسى آل حسن إلى أن الاستعدادات بدأت مبكرة حيث كانت الاجتماعات مكثفة لإنجاح مهرجان الدوخلة قبل ستة أشهر، أما الاستعداد الفعلي ليكون المهرجان على أكمل وجه فقد تمت قبل شهرين. وقال المشرف العام على المهرجان حسن حبيب آل طلاق ان المهرجان يضم 24 لجنة تضم600 عضو من الكوادر المدربة من الجنسين وتتكون كل لجنة من الرجال هناك أخرى مشابهة من النساء ، وذلك لإعطاء الصورة المشرفة للمهرجان المقام على شاطئ الجزيرة. مشيرا الى ان المهرجان هذا العام برعاية الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبنك الرياض، ودار اليوم للصحافة والإعلام، وشركة مطابع البيان العربي المحدودة، ومؤسسة الشلال الذهبي للخيام. واكد مشرف لجنة النظام محمد حسن القروص ان إدارة المهرجان تتطلع لتعاون الجميع في إدخال البهجة والسرور على كل أبناء وضيوف المهرجان من داخل المنطقة الشرقية وخارجها، وكذلك من الوفود القادمة من دول الخليج وإن الحضور هو دعم للبرامج السياحية التي يتطلع له الجميع.
فرحة الأطفال
وقالت المشرفة العامة على الجانب النسائي في المهرجان فاطمة آل طلاق إن الهدف من المهرجان هو اضفاء فرحة العيد على الأطفال واسعادهم من خلال غرس الموروثات مشيرة الى تنوع الاستعدادات من خلال تدريب الأطفال على أهزوجة الدوخلة والتي سيغنيها الأطفال أول أيام المهرجان بحضور غفير كما درجت العادة منذ أول عام للمهرجان. واضافت ال طلاق هناك الكثير من النشاطات التي تنوعت بين المسرحيات والندوات التثقيفية والمسابقات الخاصة بالأطفال منها: الألعاب الهوائية، والرسم الحر، وارسم شخصيتك، والألعاب الشعبية، والتلوين بالرمل، وفقاعات الصابون، ومسرح العرائس ولون قصاصتك وواحة الطفل مضيفة ان هناك المسرح الكبير للمسرحيات وهذا مشترك (رجال ونساء)، ومسرح الفعاليات بالخيمة النسائية.
تراث قديم
وأشار المشرف على لجنة الدوخلة حسن الدرورة الى ان المهرجان يعتبر تقليدا ثقافيا وتراثيا قديما يتميز به عيد الأضحى المبارك حيث انه ومنذ حلول شهر ذي الحجة تتم زراعة الشعير أو أي نوع من الحبوب في زنبيل من الخوص أو علبة معدنية تملأ بالطين والسماد وتسمى بـ ”الدوخلة” وتتم سقايتها يومياً لتواصل نموها حتى يوم العيد، واضاف الدرورة ان الدوخلة هي عبارة عن إناء خوصي يدعى الإسعنة وهو شبيه إلى حد كبير بـ(القُفَّة) يوضع فيه تربة زراعية ويزرع فيها حبوب الشعير أو اللوبيا فهما أسرع نمواً من أي حبوب أخرى، او يزرع القمح أو الحلبة أو العدس. مضيفا ان الأطفال يعتنون بالزراعة يوماً بعد يوم من حيث المراقبة والسقاية والعناية التامة، وهذا الاعتناء قد يمتد من عشرة إلى عشرين يوماً أي معدل ثلاثة أسابيع حتى يكون النبات قد اشتد عوده وزها منظره، والحفاظ على هذه الزراعة الصغيرة تعد تعلُّقاً وطنيًّا وحبًّا في تملك الأرض وعملاً شريفاً فالزراعة هي كذلك تعلم الإنسان الصبر وتعلّقه في حب الأرض الذي هو حب الوطن والتضحية من أجله، إذ إن الرمز هي الزراعة.
---------------------------------------------------------------------
جعفر الصفار – جزيرة تاروت
اليوم