غروب المحبة
شعــ V I P ــاع
- إنضم
- 14 أغسطس 2008
- المشاركات
- 795
- النقاط
- 0
شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام
شيخ البطحاء أبو طالب مؤمن قريش كان عبد مناف بن عبد المطلب الدرع الواقي للرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ابتداء من حياة أبيه
عبد المطلب ، ولقد شمر عن ساعد الجد في الدفاع عن ابن أخيه منذ طفولته وحداثة سنه وبلوغه وحتى قبل بزوغ شمس الرسالة وبعدها إلى
يوم وفاته ( عليه السلام ) حيث كان كالسد المنيع يحول بينه وبين المشركين ، تلك القوة الوثنية الهائلة التي كانت تحكم الجزيرة العربية بالحديد
والنار ، وتمسك بمقدراتها ، وبين تحقيق أهدافها الضالة في وأد رسالةالسماء ومن يؤمن بها في مهدها . ولأبي طالب مواقف مشهورة
ومشهودة في تصديه للدفاع عن الرسالة فوق التصور ، وقفها مدافعا بكل ما يملك من قوة دون ابن أخيه ورسالته إلى آخر نفس . ولم يزل
الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله )ممنوعا من كل اعتداء ، حتى توفي أبو طالب ( عليه السلام ) ، فقد هاج المشركون في مكة ، وأجمع
طواغيت قريش على الفتك به ، وعند ذلك جاء نداء ربه أن " اخرج من مكة فقد مات ناصرك " ، على رغم كل التضحيات والدفاع عن بيضة
الإسلام والمواقف المشهودة التي وقفها أبو طالب دون تبليغ الرسالة ، نجد تخرصات تصدر من أنفاس مبحوحة تقول إن أبا طالب مات كافرا ،
فمتى كفر هو ؟ ومتى أشرك ؟ حتى يؤمن ويهتدي ، أليس هو من الموحدين وأقواله وأفعاله وأشعاره تدل على إيمانه وإسلامه ؟ سبحانك اللهم
هذا بهتان عظيم . هذا المؤمن المدافع عن بيضة الإسلام ورسوله يقول رواة السوء ، وعبدة الأهواء والتعصب ، والكذابين والوضاعين أنه مات
كافرا ؟ هذا وصخر بن حرب ما انفك من محاربة التوحيد ورسول الإسلام بكل ما أوتي من قوة يموت مسلما مؤمنا وهو من الطلقاء ؟ وأضحك ما
أراك الدهر عجبا .
ولما مات عبد المطلب - شيبة الحمد - أوصى ولده أبو طالب بمحمد النبي دون أولاده العشرة ، لعلمه بإيمانه وتوحيده ، ولأنه شقيق والده عبد
الله من أمه وأبيه ، بقوله :
أوصيك يا عبد مناف بعدي * بواحد بعد أبيه فرد
فارقه وهو ضجيع المهدي * فكنت كالأم له في الوجد
فكفل أبو طالب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأحسن الكفالة وأحاطه بكل ما يملك من عناية ، ودافع عنه وعن رسالته بكل
ما أوتي من قوة ، حتى أظهر الله دينه ، وثبت أركانه ، وكان وهو في النزع الأخير وعلى فراش الموت يدافع عنه ويوصي أولاده وبني عبد
المطلب به خيرا ، حتى خمدت أنفاسه . فسلام عليه يوم ولد ، ويوم جاهد ، ويوم مات مؤمنا موحدا ، ويوم يبعث حيا .