نزار العبادي
الحديث عن التأمين على الحياة لابد أن يواجه بسخرية في معظم الحالات، وأول ردة فعل قد تأتيك لن تخرج عن منطق القول :« الله وحده بيده الحياة والموت» .. فثمة من يعتقد أن المقصود هو «تأمين على النفس من الموت»!
الثقافة التأمينية لا وجود لها في مجتمعنا ليس لعدم وجود شركات تأمين بل لأن هذه الجهات لم تقدم نفسها للمجتمع ولم تسع إلى بناء ثقافة تأمينية في أوساطه المختلفة بل اكتفت بالتعامل مع المؤسسات والشركات الحكومية والاهلية حتى ظل نشاطها محصوراً ضمن هذه الدائرة دون غيرها.
معظمنا لا يعرف معنى أو فائدة التأمين على الممتلكات ـ كالسيارة مثلاً ـ مع اننا جميعاً نتعرض لحوادث سير ولا يسلم أحد منا إطلاقاً .. فما بالكم لو نتحدث في التأمين على الحياة..! وما بالكم عندما يجرى ذلك الحديث في مجتمع ترتفع فيه معدلات الأمية عن النصف..! وفي بلد لا يعرف من الترويج غير ان ينشر صورة رمزية في صحيفة أو مجلة ، أو يوزع ولاعات تحمل شعار الجهة أو المنتوج !
مسؤولون في المؤسسة العامة للتأمينات يعترفون انهم مقصرون بالترويج لموضوع التأمين ومع هذا فانهم يحثون وسائل الإعلام للقيام بالمهمة بالنيابة عنهم .. كما لو كانت هذه الوسائل مشاركة بأرباح وساهمت بها مع المؤسسة .. وفي إحدى شركات التأمين وجدت الرأي نفسه والموقف عينه لدى الإخوة العاملين في الشركة .. بل ويؤكدون ان لا وجود لوعي تأميني في اليمن .. وللأسف الشديد ان جميع المستثمرين في المجال التأميني ظلت نظرتهم للترويج التأميني لا تمتد أطول من نشر صفحة تهنئة في إحدى الصحف بمناسبة وطنية .. مع أن الجميع يعلم ان ذلك لا يلفت أنظار أحد.
وفي الحقيقة ان فكرة التأمين رائعة لكونها تمنح الفرد ضمانة مستقبلية على نفسه وممتلكاته .. فهناك التأمين على الحياة والذي يعني دفع أقساط سنوية للجهة المؤمّنة مقابل ان تكفل هذه الجهة للمؤمن عليه تقديم الرعاية الصحية الكاملة له في حالة تعرضه لمرض ما ـ خاصة عندما يكون العلاج باهضاً كإجراء العمليات الكبرى وغيرها .. أو عند حدوث إعاقة له فتتولى تلك الجهة تقديم الدعم المادي له ولأسرته .. وطبعاً هناك أنواع متعددة من التأمين لهذا النوع.
لاشك ان ثقافة التأمين على الحياة تكاد تكون معدومة في اليمن لأسباب تتعلق بالجهل بمنافعها وربما حتى بوجودها .. لكن الشائع هو التأمين على السيارات والذي تتكفل فيه الجهة المؤمنة تحمل تكاليف أية اضرار تلحق بالسيارة .. ولو تعرضت السيارة للسرقة مثلاً فان تلك الجهة ملزمة بالتعويض بقيمتها مهما كان ثمنها باهضاً.
وهناك تأمين على الشركات والمؤسسات .. وأيضاً على السفن والبواخر والطائرات وغير ذلك .. وكل هذه المؤسسات تحرص على تأمين ممتلكاتها لأنها لا تثق بالاقدار وتتوقع ان يصيبها مكروه في أي لحظة وبالتالي فانها تكون مطمئنة ان هناك من يعوضها.
في الآونة الأخيرة أولت الحكومة اليمنية اهتماماً غير مسبوق بموضوع التأمين واصدرت نظاماً للتأمين خاصاً بالمغتربين في الخارج .. وهي فكرة ـ على ما يبدو ـ مستوحاة من نكبة المهجر اليمني إبان حرب الخليج الثانية حين وجد أكثر من مليون وربع المليون مغترب في الخليج أنفسهم يعودون إلى نقطة الصفر ويخسرون كل شيء.
وبحسب الاخبار التي ترد إلينا من المملكة العربية السعودية فإن وزير المغتربين ووزير الخدمة المدنية والتأمينات ورئيس مؤسسة التأمينات توفقوا نوعاً ما في الترويج لنظام التأمين وقد كان شيئاً طيباً ان نعلم بأن هذه الحملات بتوجيه من لدن الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، فبتقديرنا انها تمثل التفاتة ابوية نوعية لغرس ثقافة انسانية تضمن مستقبل المغترب اليمني وأسرته .. وما نتمناه ان تكون هناك حملات مماثلة في الداخل لأننا جميعاً بحاجة إلى من يعلمنا كيف نؤمن على أطفالنا من غدر الزمان ونوائبه.
في الأربعاء 09 مايو 2007 12:00:00 ص
الثقافة التأمينية لا وجود لها في مجتمعنا ليس لعدم وجود شركات تأمين بل لأن هذه الجهات لم تقدم نفسها للمجتمع ولم تسع إلى بناء ثقافة تأمينية في أوساطه المختلفة بل اكتفت بالتعامل مع المؤسسات والشركات الحكومية والاهلية حتى ظل نشاطها محصوراً ضمن هذه الدائرة دون غيرها.
معظمنا لا يعرف معنى أو فائدة التأمين على الممتلكات ـ كالسيارة مثلاً ـ مع اننا جميعاً نتعرض لحوادث سير ولا يسلم أحد منا إطلاقاً .. فما بالكم لو نتحدث في التأمين على الحياة..! وما بالكم عندما يجرى ذلك الحديث في مجتمع ترتفع فيه معدلات الأمية عن النصف..! وفي بلد لا يعرف من الترويج غير ان ينشر صورة رمزية في صحيفة أو مجلة ، أو يوزع ولاعات تحمل شعار الجهة أو المنتوج !
مسؤولون في المؤسسة العامة للتأمينات يعترفون انهم مقصرون بالترويج لموضوع التأمين ومع هذا فانهم يحثون وسائل الإعلام للقيام بالمهمة بالنيابة عنهم .. كما لو كانت هذه الوسائل مشاركة بأرباح وساهمت بها مع المؤسسة .. وفي إحدى شركات التأمين وجدت الرأي نفسه والموقف عينه لدى الإخوة العاملين في الشركة .. بل ويؤكدون ان لا وجود لوعي تأميني في اليمن .. وللأسف الشديد ان جميع المستثمرين في المجال التأميني ظلت نظرتهم للترويج التأميني لا تمتد أطول من نشر صفحة تهنئة في إحدى الصحف بمناسبة وطنية .. مع أن الجميع يعلم ان ذلك لا يلفت أنظار أحد.
وفي الحقيقة ان فكرة التأمين رائعة لكونها تمنح الفرد ضمانة مستقبلية على نفسه وممتلكاته .. فهناك التأمين على الحياة والذي يعني دفع أقساط سنوية للجهة المؤمّنة مقابل ان تكفل هذه الجهة للمؤمن عليه تقديم الرعاية الصحية الكاملة له في حالة تعرضه لمرض ما ـ خاصة عندما يكون العلاج باهضاً كإجراء العمليات الكبرى وغيرها .. أو عند حدوث إعاقة له فتتولى تلك الجهة تقديم الدعم المادي له ولأسرته .. وطبعاً هناك أنواع متعددة من التأمين لهذا النوع.
لاشك ان ثقافة التأمين على الحياة تكاد تكون معدومة في اليمن لأسباب تتعلق بالجهل بمنافعها وربما حتى بوجودها .. لكن الشائع هو التأمين على السيارات والذي تتكفل فيه الجهة المؤمنة تحمل تكاليف أية اضرار تلحق بالسيارة .. ولو تعرضت السيارة للسرقة مثلاً فان تلك الجهة ملزمة بالتعويض بقيمتها مهما كان ثمنها باهضاً.
وهناك تأمين على الشركات والمؤسسات .. وأيضاً على السفن والبواخر والطائرات وغير ذلك .. وكل هذه المؤسسات تحرص على تأمين ممتلكاتها لأنها لا تثق بالاقدار وتتوقع ان يصيبها مكروه في أي لحظة وبالتالي فانها تكون مطمئنة ان هناك من يعوضها.
في الآونة الأخيرة أولت الحكومة اليمنية اهتماماً غير مسبوق بموضوع التأمين واصدرت نظاماً للتأمين خاصاً بالمغتربين في الخارج .. وهي فكرة ـ على ما يبدو ـ مستوحاة من نكبة المهجر اليمني إبان حرب الخليج الثانية حين وجد أكثر من مليون وربع المليون مغترب في الخليج أنفسهم يعودون إلى نقطة الصفر ويخسرون كل شيء.
وبحسب الاخبار التي ترد إلينا من المملكة العربية السعودية فإن وزير المغتربين ووزير الخدمة المدنية والتأمينات ورئيس مؤسسة التأمينات توفقوا نوعاً ما في الترويج لنظام التأمين وقد كان شيئاً طيباً ان نعلم بأن هذه الحملات بتوجيه من لدن الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، فبتقديرنا انها تمثل التفاتة ابوية نوعية لغرس ثقافة انسانية تضمن مستقبل المغترب اليمني وأسرته .. وما نتمناه ان تكون هناك حملات مماثلة في الداخل لأننا جميعاً بحاجة إلى من يعلمنا كيف نؤمن على أطفالنا من غدر الزمان ونوائبه.
في الأربعاء 09 مايو 2007 12:00:00 ص