صادق الخطيب
شعــ V I P ــاع
- إنضم
- 6 أبريل 2009
- المشاركات
- 137
- النقاط
- 0
يفي عالم لا ننتمي إليه إلا بالكلمات، وبالكلمات فقط تتحدد المواصفات، ترسمها أنت بالطريقة التي تشاء، تختار الاسم، الجنس، الدراسة أو المهنة، ومكان الإقامة، وإن أردت الاستطراد في معلومات خاصة عنك فاستطرد، مطلق الصلاحية لك في ذلك، باختيار صورة تكشف الجانب الذي تريده عنك، لتضاف مع ما قدمت من معلومات في ملف التعريف الشخصي للهوية المبتدعة. كل شي متاح لدخول المدينة الجديدة مع ضوابط بسيطة تتشابه بمعظمها في مختلف هذه المواقع (الدردشية)، لا تدخل باسم غير لائق، وابتعد عن التعرض للشخصيات السياسية والعربية، تجنب تجاوز حدود الأدب مع باقي الأعضاء، والتزم عدم نشر بريدك الإلكتروني أو إعلانات لمواقع أخرى على الصفحة العامة للدردشة. والآن أبحر أنى ترد وابن مدينتك كما ترغب.
![COLOR].jpg](/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fwww.alwatan.sy%2Fnewsimg%2F2009-04-07%2F54571%2Fma_%5BCOLOR%3Dred%5D+%28+%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%B9+%D8%B9%D8%B1%D8%B6+%D8%A3%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%81+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86+%D8%A3%D8%B0%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9+%29+%5B%2FCOLOR%5D.jpg&hash=11c376ff1afc362bedb16f15e24e640b)
هكذا تكون جزءاً من القصة
تدخل المدينة كأي غريب في مكان جديد تماماً لا تعرف أحداً أو يعرفك أحد. على يمين الصفحة عدد الأعضاء الموجودين وحالتهم وجنسهم، واللون الأسود بجانب الاسم للذكر والزهري للأنثى. وللتفاعل مع الأعضاء ذكوراً كانوا أم إناثاً، لبناء علاقات معهم وتكوين معرفة عنهم هناك طرق عدة فإما أن تقحم نفسك للحديث مع أحدهم بطريقة تقليدية تبدأ بإلقاء التحية وتستكمل بطرح الأسئلة، وإما بطريقة غير تقليدية منها السؤال عن معنى الاسم والتعليق عليه، ومنها أن تراقب المكتوب على الصفحة العامة وترسل تعليقاً عليه، وتصبح بذلك جزءاً من القضية المثارة، وأما الطريقة الثالثة فأن تنتظر أحداً ليتكلم معك وهو النادر الذي يحدث في حال كان اسم دخولك مذكراً، وخلف ستار الاسم المستعار (ممكن سؤال) فتبدأ الجولة الأولى.
«للتسلية فقط» دون أهداف أخرى
يقول الاسم المستعار (أنا مين)- وهو بحسب ما يقول طالب في كلية الحقوق بجامعة حلب- مرات كثيرة أدخل (الشات) باسم فتاة لا بل وباسم فتاة مغر، ثم أبدأ باللعبة، فأغازل هذا وذاك، وربما تنتهي الأمور بمواعدة أحدهم (دون تأكيده الأخيرة)، وحول إذا ما كان من أهداف أخرى لهذا «الأسلوب- العادة» يجيب بالنفي طبعاً ويؤكد أنه يعطي نسبة 90% لكون كل الفتيات شباناً مثله، ويقول: «كيف لي أن أقع في شرك أعددته لغيري، من المستحيل.. لا طبعاً.. أغازل وأغازل للتسلية واللـهو فقط دون أهداف أخرى تذكر».
أحياناً أخرى - يتابع (أنا مين) - أدخل للمراقبة والاستكشاف بقراءة المكتوب على الصفحة العامة دون أن أكلم أو أتكلم مع أحد إلا بغرض محدد.
قصة الألف ليرة!! وصلاحيات المشرف
الاسم المستعار (مدوخ الحلوين) وهو مشرف في (الشات) كما تدل النجمة بجانب اسمه، إضافة إلى تمتع اسمه بمواصفات أخرى، وسمات تميزه عن باقي الأعضاء العاديين (نمط خط مختلف، وألوان خطوط زاهية يلون بها الاسم) يقول:
أسماء عديدة يظهر بجانبها علامة شخص مهم جداً (VIP)، ومنهم المشرفون وإن أردت أن تكون واحداً من هذه المجموعة المميزة، وتحصل على اسم مميز مثلي، أو على مرتبة الإشراف يترتب عليك بحث الأمر مع الإدارة باسم (التنين الحلو)، تقوم لهذا الغرض بزيارة المركز على أرض الواقع، وتدفع قيمة تفعيل الخدمة البالغة 1000 ليرة سورية فقط لا غير، وتختار بعدها نمط الأحرف، واللون، لظهور الاسم بالطريقة التي تشاء.
ويؤكد اسم مستعار آخر (المحسيري) صحة ما قيل، فبعد طرح السؤال نفسه عليه يجيب الإجابة نفسها مع اختلاف في طريقة الكتابة ويقول: لتتمكن من ذلك عليك أن تدفع (فلوس) للتنين الحلو، وإن كنت من بلد خارج سورية مثلي (والشاب يقول إنه من الأردن)، عندئذ تعطيك الإدارة رقم حساب مصرفي باسم شخص معين تقوم بتحويل المبلغ المطلوب إليه فتصبح من المميزين أو المشرفين.
والمشرف يكمل (المحسيري) شخص يتمتع بصلاحية توجيه الإنذارات للأعضاء غير الملتزمين بحدود الأدب في التواصل مع باقي المشاركين، والخارجين عن القواعد الأخلاقية للعبة كما أسميها، فمثل لعبة كرة القدم لكل نوع من الأخطاء طريقة إنذار تناسبه، الكرت الأصفر للتنبيه يليه الأحمر مع الإبعاد لمدة عشر دقائق أو لمدة يوم في حالات الألفاظ المخلة، وتنتهي بالأخطاء القاتلة المعاقب عليها بالنفي لمدة قرن (باند سريع)، وربما يتم حجب الـ (IP) للجهاز المستخدم من قبل العضو السابق لضمان عدم دخوله باسم آخر.
مسابقات وجوائز
يضيف (المحسيري) الإنذار الأصفر لا يتسبب بالطرد ولكنه يحرمك من ميزات أخرى لا تصح إلا لصاحب السجل النظيف (غير محكوم)، ففي الشات مسابقات بين الفترة والأخرى وما قلته الآن أحد شروط المشاركة الأساسية، والشرط الثاني الذي لا يقل أهمية عن سابقه أن تدخل بأكبر عدد ممكن من الساعات وبإمكانك الانتظار فالإعلان يظهر بين فترة وأخرى على الصفحة. فيظهر الإعلان ونصه الآتي:
«إلى جميع الأعضاء المسجلين والزوار في دردشة (سيريا باث) تقيم الإدارة مسابقة بتاريخ 16/4/ 2009 ولغاية 26/4/2009 بين أكثر 10 أعضاء مسجلين لساعات دخول، والمتمتعين بنزاهة في الدردشة، وغير المعرضين للتنبيه، ستكون المسابقة علمية ثقافية متنوعة، وتكون الجائزة الأولى جهاز موبايل والثانية تلوين اسم مجاني وعضوية، فعلى الجميع الدخول بأكبر ساعات ممكنة للتمكن من الترشح، أجمل الأوقات معنا (إدارة دردشة طريق سورية)».
من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع
من الشخصيات الطريفة المحتمل مقابلتها في هذه المدينة الاسم المستعار (خلوني رايق)، ويقول الشاب - بعد تأكيده معنى الاسم، وإبقائه في مزاج رائق بعدم إكثار الأسئلة عليه-: حصلت وأكثر من مرة أن انتقلت بالشخصيات التي تعرفت عليها في هذه الصفحة من الخيال إلى الواقع وكسرنا حاجز الشاشة.
يبدأ الأمر أولاً بتعزيز التعارف الحاصل في الدردشة إلى تعارف على الماسنجر ثم وبحسب طبيعة الاهتمامات ومكان الإقامة والتقارب في الأعمار بيني وبين المتواصل معهم يتم اللقاء وتعزيز المعرفة، لي الآن أصدقاء كثر شبان وفتيات أخرجتهم من هذه المدن الافتراضية إلى عالمنا الحقيقي.
يتابع (خلوني رايق)- ويظهر أن مزاجه كان في وضع مناسب تماماً- طلب أحدهم مني ذات مرة بعد إن تعرفت عليه بشكل مبدئي أن أكتب له رقم جوالي مبدياً رغبته في الحديث معي ليسأل سؤالاً مهماً يفضل عدم كتابته، كتبت الرقم وأرسلته ولم يكذب الرجل خبراً فاتصل.. وسأل السؤال التالي (شو إن شاء اللـه رايق؟).
قصص ننسجها في عالمنا الافتراضي
من أرض الواقع هذه المرة يقول علي خير بك الطالب في كلية هندسة الميكانيك: أدمنت الدخول إلى مواقع (الشات) في مرحلة مضت، وكنت في مرات عديدة أدخل بثلاثة أسماء أو أكثر في وقت واحد وطبعاً للموقع نفسه، ثم أبدأ بصنع القصص أو اختلاق المشكلات بيني وبين نفسي، وبتوضيح بين اسم وآخر من الأسماء الثلاثة التي ابتدعتها، وكثيراً ما ينضم أحد الأشخاص إلى الحوار الذي أديره مع نفسي فيقف بجانب اسم على حساب آخر. وواقع الحال أنني كلا الاسمين كما قلت، ويكمل علي: كنت ألعب هذه اللعبة عندما ينتابني الملل من اسم واحد أو للإيقاع بأحدهم، وأحياناً لتحريك مسألة نقاش حول موضوع معين في المنتدى وهذه الأخيرة كانت الأجمل.
رأيان في مسألة أكثر أهمية
كثرت الموضوعات التي تناولت مواقع الدردشة هذه المدن الافتراضية إن كان نقداً أم مدحاً أم سرداً لقصص مختلفة حدثت أو يمكن أن تحدث إن كان على مستوى النتائج أو الآثار، ويبقى موضوع اللغة الموضوع الأكثر أهمية والأشد إلحاحاً- أقله في عالمنا العربي - إذ درجت مواقع الدردشة منذ بدايتها على استعمال اللـهجة المحكية أسلوباً للكتابة، وطريقة للتعبير عن الأفكار على الصفحة الافتراضية. وسواء قبلنا بذلك أم لم نقبل، يبقى هذا واقع الحال، وطريقة الكتابة التي من الصعب تغييرها بسهولة كان فيها رأيان الأول يتحدث عن خطورة ما يحدث ويرفض بشكل قاطع مسايرة هذه المدن في هدمها للغة وقواعدها، ويرى فيها بما لا يدع مجالاً للشك تهديداً وتحدياً جدياً للغتنا العربية السليمة. أما الرأي الثاني فيرى أن هذه المدن ذات أثر ضعيف في محاربة اللغة العربية بحجة أن العربية أكبر بكثير من أن تضعف عند من يرتاد هذه المدن. ومن وجهة نظر شخصية نرى أن القضية تبدأ قبل الدخول إلى عالم الدردشة، أي إن المسألة لها علاقة بالتعليم وبوضع ومستوى الفرد اللغوي منذ الصغر، وبتأسيسهم السليم والمحصن. وصاحب اللغة السليمة أصلاً لن يتأثر بكل ما يحصل في صفحات الدردشة من تعد على اللغة حتى وإن أصبح جزءاً منها.
منقول
تدخل المدينة كأي غريب في مكان جديد تماماً لا تعرف أحداً أو يعرفك أحد. على يمين الصفحة عدد الأعضاء الموجودين وحالتهم وجنسهم، واللون الأسود بجانب الاسم للذكر والزهري للأنثى. وللتفاعل مع الأعضاء ذكوراً كانوا أم إناثاً، لبناء علاقات معهم وتكوين معرفة عنهم هناك طرق عدة فإما أن تقحم نفسك للحديث مع أحدهم بطريقة تقليدية تبدأ بإلقاء التحية وتستكمل بطرح الأسئلة، وإما بطريقة غير تقليدية منها السؤال عن معنى الاسم والتعليق عليه، ومنها أن تراقب المكتوب على الصفحة العامة وترسل تعليقاً عليه، وتصبح بذلك جزءاً من القضية المثارة، وأما الطريقة الثالثة فأن تنتظر أحداً ليتكلم معك وهو النادر الذي يحدث في حال كان اسم دخولك مذكراً، وخلف ستار الاسم المستعار (ممكن سؤال) فتبدأ الجولة الأولى.
«للتسلية فقط» دون أهداف أخرى
يقول الاسم المستعار (أنا مين)- وهو بحسب ما يقول طالب في كلية الحقوق بجامعة حلب- مرات كثيرة أدخل (الشات) باسم فتاة لا بل وباسم فتاة مغر، ثم أبدأ باللعبة، فأغازل هذا وذاك، وربما تنتهي الأمور بمواعدة أحدهم (دون تأكيده الأخيرة)، وحول إذا ما كان من أهداف أخرى لهذا «الأسلوب- العادة» يجيب بالنفي طبعاً ويؤكد أنه يعطي نسبة 90% لكون كل الفتيات شباناً مثله، ويقول: «كيف لي أن أقع في شرك أعددته لغيري، من المستحيل.. لا طبعاً.. أغازل وأغازل للتسلية واللـهو فقط دون أهداف أخرى تذكر».
أحياناً أخرى - يتابع (أنا مين) - أدخل للمراقبة والاستكشاف بقراءة المكتوب على الصفحة العامة دون أن أكلم أو أتكلم مع أحد إلا بغرض محدد.
قصة الألف ليرة!! وصلاحيات المشرف
الاسم المستعار (مدوخ الحلوين) وهو مشرف في (الشات) كما تدل النجمة بجانب اسمه، إضافة إلى تمتع اسمه بمواصفات أخرى، وسمات تميزه عن باقي الأعضاء العاديين (نمط خط مختلف، وألوان خطوط زاهية يلون بها الاسم) يقول:
أسماء عديدة يظهر بجانبها علامة شخص مهم جداً (VIP)، ومنهم المشرفون وإن أردت أن تكون واحداً من هذه المجموعة المميزة، وتحصل على اسم مميز مثلي، أو على مرتبة الإشراف يترتب عليك بحث الأمر مع الإدارة باسم (التنين الحلو)، تقوم لهذا الغرض بزيارة المركز على أرض الواقع، وتدفع قيمة تفعيل الخدمة البالغة 1000 ليرة سورية فقط لا غير، وتختار بعدها نمط الأحرف، واللون، لظهور الاسم بالطريقة التي تشاء.
ويؤكد اسم مستعار آخر (المحسيري) صحة ما قيل، فبعد طرح السؤال نفسه عليه يجيب الإجابة نفسها مع اختلاف في طريقة الكتابة ويقول: لتتمكن من ذلك عليك أن تدفع (فلوس) للتنين الحلو، وإن كنت من بلد خارج سورية مثلي (والشاب يقول إنه من الأردن)، عندئذ تعطيك الإدارة رقم حساب مصرفي باسم شخص معين تقوم بتحويل المبلغ المطلوب إليه فتصبح من المميزين أو المشرفين.
والمشرف يكمل (المحسيري) شخص يتمتع بصلاحية توجيه الإنذارات للأعضاء غير الملتزمين بحدود الأدب في التواصل مع باقي المشاركين، والخارجين عن القواعد الأخلاقية للعبة كما أسميها، فمثل لعبة كرة القدم لكل نوع من الأخطاء طريقة إنذار تناسبه، الكرت الأصفر للتنبيه يليه الأحمر مع الإبعاد لمدة عشر دقائق أو لمدة يوم في حالات الألفاظ المخلة، وتنتهي بالأخطاء القاتلة المعاقب عليها بالنفي لمدة قرن (باند سريع)، وربما يتم حجب الـ (IP) للجهاز المستخدم من قبل العضو السابق لضمان عدم دخوله باسم آخر.
مسابقات وجوائز
يضيف (المحسيري) الإنذار الأصفر لا يتسبب بالطرد ولكنه يحرمك من ميزات أخرى لا تصح إلا لصاحب السجل النظيف (غير محكوم)، ففي الشات مسابقات بين الفترة والأخرى وما قلته الآن أحد شروط المشاركة الأساسية، والشرط الثاني الذي لا يقل أهمية عن سابقه أن تدخل بأكبر عدد ممكن من الساعات وبإمكانك الانتظار فالإعلان يظهر بين فترة وأخرى على الصفحة. فيظهر الإعلان ونصه الآتي:
«إلى جميع الأعضاء المسجلين والزوار في دردشة (سيريا باث) تقيم الإدارة مسابقة بتاريخ 16/4/ 2009 ولغاية 26/4/2009 بين أكثر 10 أعضاء مسجلين لساعات دخول، والمتمتعين بنزاهة في الدردشة، وغير المعرضين للتنبيه، ستكون المسابقة علمية ثقافية متنوعة، وتكون الجائزة الأولى جهاز موبايل والثانية تلوين اسم مجاني وعضوية، فعلى الجميع الدخول بأكبر ساعات ممكنة للتمكن من الترشح، أجمل الأوقات معنا (إدارة دردشة طريق سورية)».
من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع
من الشخصيات الطريفة المحتمل مقابلتها في هذه المدينة الاسم المستعار (خلوني رايق)، ويقول الشاب - بعد تأكيده معنى الاسم، وإبقائه في مزاج رائق بعدم إكثار الأسئلة عليه-: حصلت وأكثر من مرة أن انتقلت بالشخصيات التي تعرفت عليها في هذه الصفحة من الخيال إلى الواقع وكسرنا حاجز الشاشة.
يبدأ الأمر أولاً بتعزيز التعارف الحاصل في الدردشة إلى تعارف على الماسنجر ثم وبحسب طبيعة الاهتمامات ومكان الإقامة والتقارب في الأعمار بيني وبين المتواصل معهم يتم اللقاء وتعزيز المعرفة، لي الآن أصدقاء كثر شبان وفتيات أخرجتهم من هذه المدن الافتراضية إلى عالمنا الحقيقي.
يتابع (خلوني رايق)- ويظهر أن مزاجه كان في وضع مناسب تماماً- طلب أحدهم مني ذات مرة بعد إن تعرفت عليه بشكل مبدئي أن أكتب له رقم جوالي مبدياً رغبته في الحديث معي ليسأل سؤالاً مهماً يفضل عدم كتابته، كتبت الرقم وأرسلته ولم يكذب الرجل خبراً فاتصل.. وسأل السؤال التالي (شو إن شاء اللـه رايق؟).
قصص ننسجها في عالمنا الافتراضي
من أرض الواقع هذه المرة يقول علي خير بك الطالب في كلية هندسة الميكانيك: أدمنت الدخول إلى مواقع (الشات) في مرحلة مضت، وكنت في مرات عديدة أدخل بثلاثة أسماء أو أكثر في وقت واحد وطبعاً للموقع نفسه، ثم أبدأ بصنع القصص أو اختلاق المشكلات بيني وبين نفسي، وبتوضيح بين اسم وآخر من الأسماء الثلاثة التي ابتدعتها، وكثيراً ما ينضم أحد الأشخاص إلى الحوار الذي أديره مع نفسي فيقف بجانب اسم على حساب آخر. وواقع الحال أنني كلا الاسمين كما قلت، ويكمل علي: كنت ألعب هذه اللعبة عندما ينتابني الملل من اسم واحد أو للإيقاع بأحدهم، وأحياناً لتحريك مسألة نقاش حول موضوع معين في المنتدى وهذه الأخيرة كانت الأجمل.
رأيان في مسألة أكثر أهمية
كثرت الموضوعات التي تناولت مواقع الدردشة هذه المدن الافتراضية إن كان نقداً أم مدحاً أم سرداً لقصص مختلفة حدثت أو يمكن أن تحدث إن كان على مستوى النتائج أو الآثار، ويبقى موضوع اللغة الموضوع الأكثر أهمية والأشد إلحاحاً- أقله في عالمنا العربي - إذ درجت مواقع الدردشة منذ بدايتها على استعمال اللـهجة المحكية أسلوباً للكتابة، وطريقة للتعبير عن الأفكار على الصفحة الافتراضية. وسواء قبلنا بذلك أم لم نقبل، يبقى هذا واقع الحال، وطريقة الكتابة التي من الصعب تغييرها بسهولة كان فيها رأيان الأول يتحدث عن خطورة ما يحدث ويرفض بشكل قاطع مسايرة هذه المدن في هدمها للغة وقواعدها، ويرى فيها بما لا يدع مجالاً للشك تهديداً وتحدياً جدياً للغتنا العربية السليمة. أما الرأي الثاني فيرى أن هذه المدن ذات أثر ضعيف في محاربة اللغة العربية بحجة أن العربية أكبر بكثير من أن تضعف عند من يرتاد هذه المدن. ومن وجهة نظر شخصية نرى أن القضية تبدأ قبل الدخول إلى عالم الدردشة، أي إن المسألة لها علاقة بالتعليم وبوضع ومستوى الفرد اللغوي منذ الصغر، وبتأسيسهم السليم والمحصن. وصاحب اللغة السليمة أصلاً لن يتأثر بكل ما يحصل في صفحات الدردشة من تعد على اللغة حتى وإن أصبح جزءاً منها.
منقول