فن

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
فن
بقلم
حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس
Hasaleem

ناعس الأحداق مسهد, حنيت الرأس قليلا فوق الكتف, فتعرقت هامتي الخالية من الشعيرات, نفح نسيمات أثير منعش, محمل ببعض نديات الرطوبة... غلبت علي فجأة تقديرية خارج منظومة الروتينيات, ترددات موجات أثيريات الوجد, المتهاديات إنسيابا لطيفا من خلف الحجب والمستور, وكأنها الرذاذات الساقطات بحنو, على وجهي وجسدي وهامتي, لتغدو في دفئها الترحالي, تستكمل الرحلة القدرية, وكأنها تنشد الوصول إلى دواخلي وأعماقي, لفعل التمسك عنوة في عناصر شغاف القلب, قبل أن تحلو لها قيامة سكناها في ثنايات فكري...

رؤيا عابرة أمام بصري الضبابي, من كثافة فعل الساد في عدسة عيني, عبور الرؤية كما شرائح مشهديات الأفلام المدبلجة في هذا العصر, وافدة علينا من بقايا حثالات الفن, والمعروضة عند واجهة مرقاب زئبقي زمني السيالات, تخلص ذات يوم من ذبذبات إشعاعات كاثودية كهرومغناطيسية الفعل... رؤى تناهت إلي من الأبعاد المتناهية في الخيالات, حلت لها إستعراض كينونتها في هدأة من سكنات الظهيرة, التي أنعم بها ببعض الراحة من الإجهادات والإرهاقات, الناتجات من كثافة الجهد في عملي ...

معتكف في وحدتي القاتلة, المتحررة من كل أصناف الفضول, أعيد النظر في خصائص أفكاري... أرخي جفناي, أغمض عيناي, وأهدابي متشابكة ببقايا الجفاف, من بقايا قطرات الدمعات, المترقرقات قدرا فوق وجنتي خدودي, منسابة خلسة بين شعيرات الرموش, دون أن أدري, تشعرني بعذابات أخرى من إيحاءات الذكريات, تجتاحني كل جيوش الأمس في حاضري, تقيم معظمة الندبات في قربان نفسي...

حرية فعل التحرر النفسي من ربقة الجسد, مرهونة بمدى الوعي الباطني في دواخلي, وأنا أمارس لملمة بقايا أشلاء من شذرات أفكاري, التائهة في عوالم أخرى وضاءة الذات, أفكاري المرماة عنوة فنية في مطاوي عوالم الكتابات... أوغلت بها بعيدا في رؤى الخيالات, أطوي المسافات تلو المسافت, والمسافات أمام خيالي تمارس فعل إلإمتدادات, لا أنا قادر على مسك المسافات من الإمتدادات, ولا المسافات قادرة على أن تعيق توغلي الخيالي في متاهات الإمتدادات...

أنا والنفس الأمارة بكل السوء, المطهرة دوريا بفعل قدسية الروح, كلانا تماما في العشق غارق, لا تردعه روادع الأيام, نمارس التجديف في بحار متلاطمات الأمواج, الداخل في عبابها مفقود من الأمل, والخارج من لججها مولود إلى أجل...لست أبالغ في الحب, فالحب إله عظيم يسكن في قلوب العشاق... يرقى رفعة إلى عوالم خالصات بالنبل, وينحدر دناءة إلى دركات ساحقات في أعماق الخساسة...

تتشكل معالم لوحات الجمال, في نظرات العين العاشقة, مشهديات أخرى من سيالات الأنوار, تتفتق الإيجابيات عن النتائج, فإذا كل الأشياء تنمو بإطراد, كما لهب الشمعة في هدأة الليل, ويزدهر الزرع والضرع... وتتفتق السلبيات عن الخلاصات, فإذا كل الأشياء تبلى, ويعم القحط والجدب, وتتفشى الأوبئة وتشيع الأمراض... فعل الجنون في تصرفات الفرد, طورا آخر من حركة الإبداع في الجنون, فمن يمتلك قوة العقل والتفكر, ليصنف العاقل من المجنون في لعبة العقل والجنون؟!...

بداية الخلق كينونة من حمأ مسنون, قوة عظمى نفخت فيها نسغ الحياة, فأتت صيرورة كبرى فيها كل الصفات... إرتعشت يوما بأمر الروح القدوس, تمددت وتنامت بالأمر وسكنت الجنان, علمت من العلم الشيء الكثير, تنافخت كبرياءا في جسد حطام, وإستكبرت في كيان رميم... تطلع الجسم المخلوق إلى السماء, شيطنة إبليسية في محاكاة لفعل الإرتقاء, فشطرته القوة المطلقة شطرين, أضعفت من قوته وخففت من غروره, وراح كل شطر يبحث عن شطره الآخر, فإذا ما إلتقيا تعانقا بقوة, لكأنهما يريدان أن يعودا كائنا واحدا كما كانا...

فن الرؤى, حركة بين الكينونة الملموسة والمجردة, ومنظومة ترددات السيالات الإشعاعية, المحمولة الذبذبات على صهوات الخيال الأثيري... مشهديات فنية من نوع سوريالي أو تجريدي, تسجد لها في محراب الفن الأفكار, فمعظمة فعل الإيحاءات المتهادية إلى العقل البشري من خلف الملموسات, فعل تشكيل الإبداعات التخاطرية من رذاذات الأمس في معالم فنية رؤى الحاضر, إستشرافا وإستشراقا فنيا تشكيليا لرؤى الغد, وصولا لقيامة المعظمة الفنية التشكيلية الكبرى, عبر قرابين الخلق والإبداع في ساح الإتساعات, لعرض ملامح فلسفة الفن العصرية, تكرز بها النفوس المكلفة الهداية, لقيامة دين الفن, تمجيدا لعظمة الفنان الأكبر الأعظم...
كتبت ظهر يوم الإثنين الواقع في 29 / 10 / 2007 للميلاد في بيروت
 
عودة
أعلى أسفل