نـمـلـــــــــــه

.
.
.
.
تستلقي سعاد في حديقة منزلها تتأمل جمال الزهور وحلاوة عبق رحيقها وتسعد أذنيها بأصوات تغريد البلبل وتغريد العصفور وصياح الديك وهديل الحمام ... فيقطع عليها هذا الصمت الغناء وخزه صغيره شعرت بها في طرف أناملها فرفعت يدها بتألم ونظرت للأرض بنظرة عتاب تبحث عن ما سبب لها هذه الوخزه ، وإذا بها نملة صغيره فقالت: مخلوقه حقيرة صغيره تسبب لي الألم؟ لماذا ؟ ولماذا أصلاً هذه النملة تستطيع أن تخزني؟ وأنا لا ؟ لكنني استطيع فعل ما هوأشنع
نهضت سعاد وسارعت في خلع نعلها بغضب لتضرب النملة فقرصتها نمله أخرى في رجلها ....
نظرت تعجب في وجه سعاد.... هل هي الحرب ؟
دخلت لتعالج تلك القرصات لكنها كانت حارقه جداً فأخذت بالتفكر .... سبحان الله كل هذا يخرج من نمله ؟ لماذا ؟
وعندما كانت تصلي شاءت الصدفة أن تقراء في كتاب الله الآيه من سورة النمل
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
ابتسمت سعاد ... خرجت للحديقة ... نثرت فتات الخبز وانتظرت وبعد قليل أتت نمله فاعتذر سعاد لها وكأنها تخاطبها.. بعد قليل أتت نمله أخرى اعتذرت لها سعاد لم تعرف أيهما قرصتها مع مرور الوقت اتى النمل واخذ كل الفتات وصار يمشي في طريق منتظم وكأنهم في منظمه عسكريه وعندما عثروا على نمله ميتة طرحوا الفتات وحملوا أختهم معهم ؟ عجباً
مع مرور الوقت تعلمت سعاد أن تتأمل حتى في اصغر مخلوقات الله لأنك تجد مالا تجده لذا بعض العقول البشرية والتي يجب أن تكون ارفع من نمله او حيوان لأنه يملك العقل غير إن بعض البشرية تجردوا من العقل وظلوا في وسط شهواتهم الحيوانية ...
عرفت لماذا تستطيع النملة القرص ... وذلك حتى يشعر بها من هو فوقها ... وإلا لماتت دون أن نشعر بها... فهذا من رحمة ربك بها ............ فسبحان الله
عقائد:
فوائد ذكر قصص النمل والنحل ؟
القرآن الكريم من أصغر آياته إلى أطولها يحمل لنا العبر والوعظ بين صفحاته بذكر القصص عن الأقوام السابقة كذلك في ذكر قصص عن الحيوانات والحشرات وهي المخلوقات الصغيرة ليدل لنا الله عز وجل على عظمة خلقه في أصغر مخلوقاته والتي نظن أنها مجرد حشرات حقيرة بلا فائدة بينما القرآن الكريم يثبت لنا عكس ذلك
ونأتي بمثال قصة النملة مع النبي سليمان عليه السلام وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ[17]حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ[18]} [سورة النمل].
عندما نتأمل هذه النملة نرى كيف أنها أدركت الخطر المحدق بها وعشيرتها لصغر حجمها فنادت النمل أن يدخلوا لمساكنهم حتى لا يحطمهم سليمان لأنه لا يشعر بوجودنا كغيره ...فلم تهتم بذاتها فقط بل خشيت على قومها
وأنها لم تضعف عندما رأت جيش سليمان لكنها قامت بواجبها وحذرت قومها
فا لنمله لم تتصرف بأنانيه وتختبئ دون تحذير قومها
فعندما يتمعن الإنسان في هذه القصة وفي البطل الصغير لها قد يتعظ ويرى أنه يجب أن يكون هو الأخر يحمل دور بطوله ،!؟ فتتحرر جوانب ودوافع الخير لدى الإنسان ليكون الأفضل
كذلك في قصة الهدهد مع النبي سليمان عليه السلام عندما رأى قوم يعبدون الشمس بدون الله وانه لم يعجبه ذلك فأخبر النبي سليمان بذلك وكان في النهاية إيمان القوم ،فانظر هدهد واحد كيف أستطاع بمشية خالق أن يهدي القوم
أولسنا أحق منه في هذا الشرف بما أننا بشر ولنا عقل وفكر ويجب علينا أن نحارب دفاعاً عن معتقدنا وديننا في وجه من سخر وتجبر واهن الإسلام ورسالته ومرسله...
فسبحان الواحد الجبار
حقاً لنتفكر في مخلوقات الله ونبدأ بأصغرها