عاشقة الشهادة
شعاع جديد
وصلني عبر الايميل
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق محمد و آله الطاهرين . وبه نستعين .
أما بعد ، قال مولانا و سيدنا الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) : {أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا} .
لوحظ في الآونة الأخيرة شياع بعض الأفكار المخالفة و البعيدة كل البعد عن المسيرة الحسينية الخالدة الباقية بقاء القرآن الشريف الذي لا ينفك عن أهل البيت (عليهم السلام) و لا يفترق أبداً كما بين ذلك الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله و سلم) في جملة من الأحاديث المتواترة التي أطبقت عليها المسلمون ، و تتضمن هذه الأفكار فصل البكاء و العزاء و الرثاء على سيد الشهداء (عليه السلام) عن المحاضرات العلمية الثقافية التوعوية و التي تخالف سيرة الطائفة الإمامية في كيفية طرح قضية النهضة الحسينية و تخالف الحقائق القرآنية و السنة النبوية المطهرة التي تبين لنا أن أصل البكاء و العزاء و الرثاء ممدوح و مطلوب و مثني عليه من قبل الباري (جل ذكره) و من قبل سيرة النبي الخاتم (صلى الله عليه و آله و سلم) و أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) و أحاديثهم المباركة ، كما دل على ذلك الآية الشريفة في قولة تعالى : {... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} سورة المائدة الآية 82 – 83 و التي تبين بوضوح أن الدموع و البكاء هو مقدمة أساسية للتمسك بالحق و الدخول إلى الإيمان لأن الآية الشريفة قدمت الدمع و البكاء على التمسك بالحق و الدخول في الإيمان ، كما تشير الآية التالية لذلك المطلب و الحقيقة الإلهية في رثاء الله (سبحانه و تعالى) لأصحاب الأخدود في قوله تعالى : {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} سورة البروج الآيات 4 – 5 – 6 – 7 ، و ما زالت هذه الآية تتلى آناء الليل و أطراف النهار دون توقف و هي حالة رثائية مستمرة ، فالقرآن منذ نزوله على قلب النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله و سلم) إلى هذه الساعة يرثي و يرشد إلى البكاء و يمتدح البكاء ، و نحن نعلم أن رثاء سيد الشهداء و الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) أعظم عبادة من رثاء أصحاب الأخدود بنص القرآن الشريف و السنة النبوية المطهرة في مقام و مكانة سيد الأحرار (عليه السلام) و عُظْم البكاء عليه كما هي سيرة الطاهرين من عترة النبي (صلى الله عليه و آله) .
فلا نجد من وراء هذه الأطروحات التي لا أصل لها إلا عناوين رنانة باسم الثقافة و الانفتاح و العلم و هي بعيدة كل البعد عن المنهج السليم و المنهل العذب و العلم الغزير الذي يتمثل في أهل البيت (عليهم السلام) ، فالفصل بين البكاء و المحاضرات العلمية ليس إلا ابتعاداً عن فهم القرآن الشريف و السنة النبوية المطهرة و ضرباً للمسيرة الحسينية التي تنطبق في العِبرَة و العَبرة ، و ما تربى المجتمع و الأجيال إلا من تحت ذلك المنبر الحسيني و لم تتطور حالة الوعي الثقافي و الفكري و السياسي و الديني و الاجتماعي و الخُلقي إلا بسبب تلك الدموع و تلك العاطفة التي تعلقت بخزانة علم الله و هم أهل البيت (عليهم السلام) .
و لو تأمل المتأمل في قصة السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان عندما سأله صاحب المطبعة في عدم كتابته للنقاط في تفسيره ، فأجاب بأنه لا يوجد وقت لكتابة النقاط ، و مع ذلك كان يراه صاحب المطبعة في مجالس الحسين (عليه السلام) لفترات طويلة ، فعندما سأله أجابه السيد الطباطبائي : بأن كل إنجازاتي العلمية في هذا التفسير و غيره ببركة البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) .
و أرجو من المجتمع الحسيني الواعي لمثل هذه الأفكار و الأطروحات المنحرفة عن خط الرسالة المحمدية الحسينية الخالدة الباقية أن يواجه مثل هذه الأفكار الواهية الباطلة المنحرفة التي تمس بثوابت الدين و لا ترمو إلا لإبعاد المجتمع عن وعيه واتباعه لسلالة الطاهرين (عليهم السلام)...
والله ولي الذين آمنوا و هو ولي التوفيق
حرر في تاريخ
1 / 3 / 2010 م
سماحة الشيخ محمد الحداد البحراني
النجف الأشرف
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق محمد و آله الطاهرين . وبه نستعين .
أما بعد ، قال مولانا و سيدنا الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) : {أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا} .
لوحظ في الآونة الأخيرة شياع بعض الأفكار المخالفة و البعيدة كل البعد عن المسيرة الحسينية الخالدة الباقية بقاء القرآن الشريف الذي لا ينفك عن أهل البيت (عليهم السلام) و لا يفترق أبداً كما بين ذلك الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله و سلم) في جملة من الأحاديث المتواترة التي أطبقت عليها المسلمون ، و تتضمن هذه الأفكار فصل البكاء و العزاء و الرثاء على سيد الشهداء (عليه السلام) عن المحاضرات العلمية الثقافية التوعوية و التي تخالف سيرة الطائفة الإمامية في كيفية طرح قضية النهضة الحسينية و تخالف الحقائق القرآنية و السنة النبوية المطهرة التي تبين لنا أن أصل البكاء و العزاء و الرثاء ممدوح و مطلوب و مثني عليه من قبل الباري (جل ذكره) و من قبل سيرة النبي الخاتم (صلى الله عليه و آله و سلم) و أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) و أحاديثهم المباركة ، كما دل على ذلك الآية الشريفة في قولة تعالى : {... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} سورة المائدة الآية 82 – 83 و التي تبين بوضوح أن الدموع و البكاء هو مقدمة أساسية للتمسك بالحق و الدخول إلى الإيمان لأن الآية الشريفة قدمت الدمع و البكاء على التمسك بالحق و الدخول في الإيمان ، كما تشير الآية التالية لذلك المطلب و الحقيقة الإلهية في رثاء الله (سبحانه و تعالى) لأصحاب الأخدود في قوله تعالى : {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} سورة البروج الآيات 4 – 5 – 6 – 7 ، و ما زالت هذه الآية تتلى آناء الليل و أطراف النهار دون توقف و هي حالة رثائية مستمرة ، فالقرآن منذ نزوله على قلب النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله و سلم) إلى هذه الساعة يرثي و يرشد إلى البكاء و يمتدح البكاء ، و نحن نعلم أن رثاء سيد الشهداء و الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) أعظم عبادة من رثاء أصحاب الأخدود بنص القرآن الشريف و السنة النبوية المطهرة في مقام و مكانة سيد الأحرار (عليه السلام) و عُظْم البكاء عليه كما هي سيرة الطاهرين من عترة النبي (صلى الله عليه و آله) .
فلا نجد من وراء هذه الأطروحات التي لا أصل لها إلا عناوين رنانة باسم الثقافة و الانفتاح و العلم و هي بعيدة كل البعد عن المنهج السليم و المنهل العذب و العلم الغزير الذي يتمثل في أهل البيت (عليهم السلام) ، فالفصل بين البكاء و المحاضرات العلمية ليس إلا ابتعاداً عن فهم القرآن الشريف و السنة النبوية المطهرة و ضرباً للمسيرة الحسينية التي تنطبق في العِبرَة و العَبرة ، و ما تربى المجتمع و الأجيال إلا من تحت ذلك المنبر الحسيني و لم تتطور حالة الوعي الثقافي و الفكري و السياسي و الديني و الاجتماعي و الخُلقي إلا بسبب تلك الدموع و تلك العاطفة التي تعلقت بخزانة علم الله و هم أهل البيت (عليهم السلام) .
و لو تأمل المتأمل في قصة السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان عندما سأله صاحب المطبعة في عدم كتابته للنقاط في تفسيره ، فأجاب بأنه لا يوجد وقت لكتابة النقاط ، و مع ذلك كان يراه صاحب المطبعة في مجالس الحسين (عليه السلام) لفترات طويلة ، فعندما سأله أجابه السيد الطباطبائي : بأن كل إنجازاتي العلمية في هذا التفسير و غيره ببركة البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) .
و أرجو من المجتمع الحسيني الواعي لمثل هذه الأفكار و الأطروحات المنحرفة عن خط الرسالة المحمدية الحسينية الخالدة الباقية أن يواجه مثل هذه الأفكار الواهية الباطلة المنحرفة التي تمس بثوابت الدين و لا ترمو إلا لإبعاد المجتمع عن وعيه واتباعه لسلالة الطاهرين (عليهم السلام)...
والله ولي الذين آمنوا و هو ولي التوفيق
حرر في تاريخ
1 / 3 / 2010 م
سماحة الشيخ محمد الحداد البحراني
النجف الأشرف