أكرفيه للأبد
شعــ V I P ــاع
- إنضم
- 21 مايو 2008
- المشاركات
- 6,366
- النقاط
- 0
سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده
الايات ، النساء " 4 " إن الذين توفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك
-بحار الانوار جلد: 6 من صفحه 145 سطر 19 إلى صفحه 153 سطر 18 مأويهم جهنم وساءت مصيرا 97 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) وزان بحار جمع الصك وهو الكتاب .
( 2 ) في المصدر : ما هو عندك ؟ .
م ( 3 ) في المصدر : بعد السنين ثم بعد الشهور ، وهكذا .
م
[146]
الانفال " 8 " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم وذوقوا عذاب الحريق 50 .
يونس " 10 " الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم 63 - 64 .
الاحزاب " 33 " تحيتهم يوم يلقونه سلام 44 .
السجدة " 41 " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون 30 .
محمد " 47 " فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم 27 .
ق " 50 " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد 19 .
( 1 ) الواقعة " 56 " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنت صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم وتصلية جحيم 83 - 94 .
المنافقين " 63 " وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين 10 .
القيامة " 75 " كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق * ( 2 ) إلى ربك يومئذ المساق 26 - 30 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) قال الرضى رحمه الله : هذه استعارة ، والمراد بكسرة الموت ههنا الكرب الذى يتغشى المحتضر عند الموت فيفقد تمييزه ويفارق معه معقوله ، فشبه تعالى بالسكرة من الشراب ، إلا أن تلك السكرة منعمة ، وهذه السكرة مؤلمة .
وقوله : " بالحق " يحتمل معنيين : إحداهما أن يكون وجاءت بالحق من أمر الاخرة حتى عرفه الانسان اضطرارا ورآه جهارا ، والاخر أن يكون المراد بالحق ههنا أى بالموت الذى هو الحق .
تلخيص البيان ص 228 .
( 2 ) قال السيد الرضى رضوان الله عليه في ص 268 من تلخيص البيان : هذه استعارة على أكثر الاقوال والمراد به - والله أعلم - صفة الشدتين المجتمعين على المرء من فراق الدنيا ولقاء أسباب الاخرة ، وقد ذكرنا فيما تقدم مذهب العرب في العبارة عن الامر الشديد والخطب الفظيع بذكر *
[147]
الفجر " 89 " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي 27 - 30 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " توفيهم " أي تقبض أرواحهم الملائكة : ملك الموت أو ملك الموت وغيره ، فإن الملائكة تتوفى ، وملك الموت يتوفى ، والله يتوفى ، وما يفعله ملك الموت أو الملائكة يجوز أن يضاف إلى الله تعالى إذا فعلوه بأمره ، وما تفعله الملائكة جاز أن يضاف إلى ملك الموت إذا فعلوه بأمره " فيم كنتم " أي في أي شئ كنتم من دينكم على وجه التقرير لهم والتوبيح لفعلهم " قالوا كنا مستضعفين في الارض " يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا ، ويمنعوننا من الايمان بالله واتباع رسوله ، ولو ترى يا محمد " إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة " أي يقبضون أرواحهم عند الموت " يضربون وجوههم وأدبارهم " يريد إستاههم ، ولكن الله سبحانه كنى عنها ، وقيل وجوههم ما أقبل منهم ، وأدبارهم ما أدبر منهم ، والمراد : يضربون أجسادهم من قدامهم ومن خلفهم ، والمراد بهم قتلى بدر .
وقيل : معناه : سيضربهم الملائكة عند الموت " وذوقوا عذاب الحريق " أي وتقول الملائكة للكفار استخفافا بهم : ذوقوا عذاب الحريق بعد هذا في الآخرة .
وقيل : إنه كان مع الملائكة يوم بدر مقامع من حديد كلما ضربوا المشركين بها التهبت النار في جراحاتهم فذلك قوله : " وذوقوا عذاب الحريق " .
" الذين آمنوا " أي صدقوا بالله ووحدانيته " وكانوا يتقون " مع ذلك معاصيه " لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة " قيل : فيه أقوال أحدهما : أن البشرى في الحياة الدنيا هي ما بشرهم الله تعالى به في القرآن على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الكشف عن الساق والقيام على ساق ، وقد يجوز أيضا أن يكون الساق ههنا جمع ساقة كما قالوا حاجة وحاج ، وغاية وغاى ، والساقة : هم الذين يكونون في أعقاب الناس يحفزونهم على السير ، وهذا في صفة أحوال الاخرة وسوق الملائكة للناس إلى القيامة ، فكأنه تعالى وصف الملائكة السابقين بالكثرة ( بالكرة خ ) حتى يلتف بعضهم ببعض من شدة الحفز وعنيف السير والسوق ، ومما يقوى ذلك قوله تعالى : " إلى ربك يومئذ المساق " والوجه الاول أقرب ، وهذا الوجه أغرب .
انتهى .
أقول قوله : الملائكة السابقين هكذا في النسخ ولعل الصحيح " السائقين " .
[148]
الاعمال الصالحة ، ونظيره قوله تعالى : " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " وقوله : " يبشرهم ربهم برحمة منه " .
وثانيها : أن البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم : ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
وثالثها : أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة ، يراها المؤمن لنفسه أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة وهي ما تبشرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة إلى أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حالا بعد حال ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ، وروي ذلك في حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه واله .
وروى عقبة بن خالد عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - الخبر بطوله ، ثم قال : إن هذا في كتاب الله وقرأ هذه الآية .
وقيل : إن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة في قبره فيشاهد ما اعد له في الجنة قبل دخولها " لا تبديل لكلمات الله " أي لا خلف لما وعد الله ولا خلاف .
وفي قوله تعالى : " تحيتهم يوم يلقونه سلام " روي عن البراء ( 1 ) أنه قال : يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه .
وفي قوله : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " أي استمروا على أن الله ربهم وحده لم يشركوا به شيئا ، أو ثم استقاموا على طاعته وأداء فرائضه .
وروى محمد ابن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستقامة فقال : هي والله ما أنتم عليه " تتنزل عليهم الملائكة " يعني عند الموت ، وروي ذلك عن أبي عبدالله عليه السلام .
وقيل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله تعالى .
وقيل : إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث " ألا تخافوا ولا تحزنوا " أي يقولون لهم : لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب .
وقيل : لا تخافوا ما أمامكم من امور الآخرة ، ولا تحزنوا على ما وراءكم وعلى ما خلفتم من أهل وولد .
* ( هامش ) * ( 1 ) بالباء المفتوحة والراء المهملة ، والالف والهمزة .
[149]
وقيل : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم ، فإني أغفرها لكم .
وقيل : إن الخوف يتناول المستقبل ، والحزن يتناول الماضي أي لا تخافوا فيما يستقبل من الاوقات ، ولا تحزنوا على ما مضى .
" وجاءت سكرة الموت " أي غمرة الموت ( 1 ) وشدته التي تغشي الانسان وتغلب على عقله " بالحق " أي أمر الآخرة حتى عرفه صاحبه واضطر إليه .
وقيل : معناه : جاءت سكرة الموت بالحق الذي هو الموت " ذلك " أي ذلك الموت " ما كنت منه تحيد " أي تهرب وتميل .
" فلولا إذا بلغت الحلقوم " أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم عند الموت وأنتم يا أهل الميت " حينئذ تنظرون " أي ترون تلك الحال وقد صار إلى أن يخرج نفسه .
وقيل معناه : تنظرون لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا " ونحن أقرب إليه منكم " بالعلم و القدرة " ولكن لا تبصرون " ذلك ولا تعلمونه .
وقيل : معناه : ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون رسلنا " فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها " يعني فهلا ترجعون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم وتردونها إلى موضعها إن كنتم غير مجزيين بثواب وعقاب وغير محاسبين .
وقيل : أي غير مملوكين .
وقيل : أي غير مبعوثين ، والمرد أن الامر لو كان كما تقولونه من أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء ولا إله يحاسب ويجازي فهلا رددتم الارواح والنفوس من حلوقكم إلى أبدانكم إن كنتم صادقين في قولكم ، فإذا لم تقدروا على ذلك فاعلموا أنه من تقدير مقدر حكيم و تدبير مدبر عليم .
" فأما إن كان " ذلك المحتضر " من المقربين " عند الله " فروح " أي فله روح وهو الراحة والاستراحة من تكاليف الدنيا ومشاقها .
وقيل : الروح : الهواء الذي تستلذه النفس ويزيل عنها الهم " وريحان " يعني الرزق في الجنة .
وقيل : هو الريحان المشموم من ريحان الجنة يؤتى به عند الموت فيشمه .
وقيل : الروح : الرحمة ، والريحان : كل نباهة وشرف .
وقيل : الروح : النجاة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) غمرة الشئ : شدته ومزدحمه ، غمرة الموت : مكارهه وشدائده .
[150]
من النار ، والريحان : الدخول في دار القرار .
وقيل : روح في القبر ، وريحان في الجنة .
وقيل : روح في القبر ، وريحان في القيامة .
" فسلام لك من أصحاب اليمين " أي فترى فيهم ما تحب لهم من السلامة من المكاره والخوف .
وقيل : معناه : فسلام لك أيها الانسان الذي هو من أصحاب اليمين من عذاب الله ، وسلمت عليك ملائكة الله ، قال الفراء : فسلام لك إنك من أصحاب اليمين ، فحذف إنك .
وقيل : معناه : فسلام لك منهم في الجنة لانهم يكونون معك ويكون " لك " بمعنى عليك .
" فنزل من حميم " أي فنزلهم الذي اعد لهم من الطعام والشراب من حميم جهنم " وتصلية جحيم " أي إدخال نار عظيمة " كلا " أي ليس يؤمن الكافر بهذا .
وقيل : معناه حقا " إذا بلغت " أي النفس أو الروح " التراقي " أي العظام المكتنفة بالحلق ، وكني بذلك عن الاشفاء على الموت .
وقيل : " من راق " أي وقال من حضره : هل من راق أي من طيب شاف يرقيه ويداويه فلا يجدونه ، أو قالت الملائكة : من يرقي بروحه ؟ أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ وقال الضحاك : أهل الدنيا يجهزون البدن وأهل الآخرة يجهزون الروح " وظن إنه الفراق " أي وعلم عند ذلك أنه الفراق من الدنيا والاهل والمال والولد ، وجاء في الحديث أن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته ، ومفاصله يسلم بعضها على بعض تقول : عليك السلام تفارقني وافارقك إلى يوم القيامة .
" والتفت الساق بالساق " فيه وجوه : أحدها التفت شدة أمر الآخرة بأمر الدنيا ، والثاني التفت حال الموت بحال الحياة ، والثالث التفت ساقاه عند الموت لانه تذهب القوة فتصير كجلد بعضه ببعض ، وقيل : هو أن يضطرب فلا يزال يمد إحدى رجليه و يرسل الاخرى ويلف إحداهما بالاخرى .
وقيل : هو التفاف الساقين في الكفن ، والرابع التفت ساق الدنيا بساق الآخرة وهو شدة كرب الموت بشدة هول المطلع ، والمعنى في الجميع أنه تتابعت عليه الشدائد فلا يخرج من شدة إلا جاء أشد منها .
" إلى ربك يومئذ المساق " أي مساق الخلائق إلى المحشر الذي لا يملك فيه الامر
الايات ، النساء " 4 " إن الذين توفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك
-بحار الانوار جلد: 6 من صفحه 145 سطر 19 إلى صفحه 153 سطر 18 مأويهم جهنم وساءت مصيرا 97 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) وزان بحار جمع الصك وهو الكتاب .
( 2 ) في المصدر : ما هو عندك ؟ .
م ( 3 ) في المصدر : بعد السنين ثم بعد الشهور ، وهكذا .
م
[146]
الانفال " 8 " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم وذوقوا عذاب الحريق 50 .
يونس " 10 " الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم 63 - 64 .
الاحزاب " 33 " تحيتهم يوم يلقونه سلام 44 .
السجدة " 41 " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون 30 .
محمد " 47 " فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم 27 .
ق " 50 " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد 19 .
( 1 ) الواقعة " 56 " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنت صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم وتصلية جحيم 83 - 94 .
المنافقين " 63 " وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين 10 .
القيامة " 75 " كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق * ( 2 ) إلى ربك يومئذ المساق 26 - 30 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) قال الرضى رحمه الله : هذه استعارة ، والمراد بكسرة الموت ههنا الكرب الذى يتغشى المحتضر عند الموت فيفقد تمييزه ويفارق معه معقوله ، فشبه تعالى بالسكرة من الشراب ، إلا أن تلك السكرة منعمة ، وهذه السكرة مؤلمة .
وقوله : " بالحق " يحتمل معنيين : إحداهما أن يكون وجاءت بالحق من أمر الاخرة حتى عرفه الانسان اضطرارا ورآه جهارا ، والاخر أن يكون المراد بالحق ههنا أى بالموت الذى هو الحق .
تلخيص البيان ص 228 .
( 2 ) قال السيد الرضى رضوان الله عليه في ص 268 من تلخيص البيان : هذه استعارة على أكثر الاقوال والمراد به - والله أعلم - صفة الشدتين المجتمعين على المرء من فراق الدنيا ولقاء أسباب الاخرة ، وقد ذكرنا فيما تقدم مذهب العرب في العبارة عن الامر الشديد والخطب الفظيع بذكر *
[147]
الفجر " 89 " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي 27 - 30 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " توفيهم " أي تقبض أرواحهم الملائكة : ملك الموت أو ملك الموت وغيره ، فإن الملائكة تتوفى ، وملك الموت يتوفى ، والله يتوفى ، وما يفعله ملك الموت أو الملائكة يجوز أن يضاف إلى الله تعالى إذا فعلوه بأمره ، وما تفعله الملائكة جاز أن يضاف إلى ملك الموت إذا فعلوه بأمره " فيم كنتم " أي في أي شئ كنتم من دينكم على وجه التقرير لهم والتوبيح لفعلهم " قالوا كنا مستضعفين في الارض " يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا ، ويمنعوننا من الايمان بالله واتباع رسوله ، ولو ترى يا محمد " إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة " أي يقبضون أرواحهم عند الموت " يضربون وجوههم وأدبارهم " يريد إستاههم ، ولكن الله سبحانه كنى عنها ، وقيل وجوههم ما أقبل منهم ، وأدبارهم ما أدبر منهم ، والمراد : يضربون أجسادهم من قدامهم ومن خلفهم ، والمراد بهم قتلى بدر .
وقيل : معناه : سيضربهم الملائكة عند الموت " وذوقوا عذاب الحريق " أي وتقول الملائكة للكفار استخفافا بهم : ذوقوا عذاب الحريق بعد هذا في الآخرة .
وقيل : إنه كان مع الملائكة يوم بدر مقامع من حديد كلما ضربوا المشركين بها التهبت النار في جراحاتهم فذلك قوله : " وذوقوا عذاب الحريق " .
" الذين آمنوا " أي صدقوا بالله ووحدانيته " وكانوا يتقون " مع ذلك معاصيه " لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة " قيل : فيه أقوال أحدهما : أن البشرى في الحياة الدنيا هي ما بشرهم الله تعالى به في القرآن على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الكشف عن الساق والقيام على ساق ، وقد يجوز أيضا أن يكون الساق ههنا جمع ساقة كما قالوا حاجة وحاج ، وغاية وغاى ، والساقة : هم الذين يكونون في أعقاب الناس يحفزونهم على السير ، وهذا في صفة أحوال الاخرة وسوق الملائكة للناس إلى القيامة ، فكأنه تعالى وصف الملائكة السابقين بالكثرة ( بالكرة خ ) حتى يلتف بعضهم ببعض من شدة الحفز وعنيف السير والسوق ، ومما يقوى ذلك قوله تعالى : " إلى ربك يومئذ المساق " والوجه الاول أقرب ، وهذا الوجه أغرب .
انتهى .
أقول قوله : الملائكة السابقين هكذا في النسخ ولعل الصحيح " السائقين " .
[148]
الاعمال الصالحة ، ونظيره قوله تعالى : " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " وقوله : " يبشرهم ربهم برحمة منه " .
وثانيها : أن البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم : ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
وثالثها : أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة ، يراها المؤمن لنفسه أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة وهي ما تبشرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة إلى أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حالا بعد حال ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ، وروي ذلك في حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه واله .
وروى عقبة بن خالد عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - الخبر بطوله ، ثم قال : إن هذا في كتاب الله وقرأ هذه الآية .
وقيل : إن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة في قبره فيشاهد ما اعد له في الجنة قبل دخولها " لا تبديل لكلمات الله " أي لا خلف لما وعد الله ولا خلاف .
وفي قوله تعالى : " تحيتهم يوم يلقونه سلام " روي عن البراء ( 1 ) أنه قال : يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه .
وفي قوله : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " أي استمروا على أن الله ربهم وحده لم يشركوا به شيئا ، أو ثم استقاموا على طاعته وأداء فرائضه .
وروى محمد ابن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستقامة فقال : هي والله ما أنتم عليه " تتنزل عليهم الملائكة " يعني عند الموت ، وروي ذلك عن أبي عبدالله عليه السلام .
وقيل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله تعالى .
وقيل : إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث " ألا تخافوا ولا تحزنوا " أي يقولون لهم : لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب .
وقيل : لا تخافوا ما أمامكم من امور الآخرة ، ولا تحزنوا على ما وراءكم وعلى ما خلفتم من أهل وولد .
* ( هامش ) * ( 1 ) بالباء المفتوحة والراء المهملة ، والالف والهمزة .
[149]
وقيل : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم ، فإني أغفرها لكم .
وقيل : إن الخوف يتناول المستقبل ، والحزن يتناول الماضي أي لا تخافوا فيما يستقبل من الاوقات ، ولا تحزنوا على ما مضى .
" وجاءت سكرة الموت " أي غمرة الموت ( 1 ) وشدته التي تغشي الانسان وتغلب على عقله " بالحق " أي أمر الآخرة حتى عرفه صاحبه واضطر إليه .
وقيل : معناه : جاءت سكرة الموت بالحق الذي هو الموت " ذلك " أي ذلك الموت " ما كنت منه تحيد " أي تهرب وتميل .
" فلولا إذا بلغت الحلقوم " أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم عند الموت وأنتم يا أهل الميت " حينئذ تنظرون " أي ترون تلك الحال وقد صار إلى أن يخرج نفسه .
وقيل معناه : تنظرون لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا " ونحن أقرب إليه منكم " بالعلم و القدرة " ولكن لا تبصرون " ذلك ولا تعلمونه .
وقيل : معناه : ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون رسلنا " فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها " يعني فهلا ترجعون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم وتردونها إلى موضعها إن كنتم غير مجزيين بثواب وعقاب وغير محاسبين .
وقيل : أي غير مملوكين .
وقيل : أي غير مبعوثين ، والمرد أن الامر لو كان كما تقولونه من أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء ولا إله يحاسب ويجازي فهلا رددتم الارواح والنفوس من حلوقكم إلى أبدانكم إن كنتم صادقين في قولكم ، فإذا لم تقدروا على ذلك فاعلموا أنه من تقدير مقدر حكيم و تدبير مدبر عليم .
" فأما إن كان " ذلك المحتضر " من المقربين " عند الله " فروح " أي فله روح وهو الراحة والاستراحة من تكاليف الدنيا ومشاقها .
وقيل : الروح : الهواء الذي تستلذه النفس ويزيل عنها الهم " وريحان " يعني الرزق في الجنة .
وقيل : هو الريحان المشموم من ريحان الجنة يؤتى به عند الموت فيشمه .
وقيل : الروح : الرحمة ، والريحان : كل نباهة وشرف .
وقيل : الروح : النجاة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) غمرة الشئ : شدته ومزدحمه ، غمرة الموت : مكارهه وشدائده .
[150]
من النار ، والريحان : الدخول في دار القرار .
وقيل : روح في القبر ، وريحان في الجنة .
وقيل : روح في القبر ، وريحان في القيامة .
" فسلام لك من أصحاب اليمين " أي فترى فيهم ما تحب لهم من السلامة من المكاره والخوف .
وقيل : معناه : فسلام لك أيها الانسان الذي هو من أصحاب اليمين من عذاب الله ، وسلمت عليك ملائكة الله ، قال الفراء : فسلام لك إنك من أصحاب اليمين ، فحذف إنك .
وقيل : معناه : فسلام لك منهم في الجنة لانهم يكونون معك ويكون " لك " بمعنى عليك .
" فنزل من حميم " أي فنزلهم الذي اعد لهم من الطعام والشراب من حميم جهنم " وتصلية جحيم " أي إدخال نار عظيمة " كلا " أي ليس يؤمن الكافر بهذا .
وقيل : معناه حقا " إذا بلغت " أي النفس أو الروح " التراقي " أي العظام المكتنفة بالحلق ، وكني بذلك عن الاشفاء على الموت .
وقيل : " من راق " أي وقال من حضره : هل من راق أي من طيب شاف يرقيه ويداويه فلا يجدونه ، أو قالت الملائكة : من يرقي بروحه ؟ أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ وقال الضحاك : أهل الدنيا يجهزون البدن وأهل الآخرة يجهزون الروح " وظن إنه الفراق " أي وعلم عند ذلك أنه الفراق من الدنيا والاهل والمال والولد ، وجاء في الحديث أن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته ، ومفاصله يسلم بعضها على بعض تقول : عليك السلام تفارقني وافارقك إلى يوم القيامة .
" والتفت الساق بالساق " فيه وجوه : أحدها التفت شدة أمر الآخرة بأمر الدنيا ، والثاني التفت حال الموت بحال الحياة ، والثالث التفت ساقاه عند الموت لانه تذهب القوة فتصير كجلد بعضه ببعض ، وقيل : هو أن يضطرب فلا يزال يمد إحدى رجليه و يرسل الاخرى ويلف إحداهما بالاخرى .
وقيل : هو التفاف الساقين في الكفن ، والرابع التفت ساق الدنيا بساق الآخرة وهو شدة كرب الموت بشدة هول المطلع ، والمعنى في الجميع أنه تتابعت عليه الشدائد فلا يخرج من شدة إلا جاء أشد منها .
" إلى ربك يومئذ المساق " أي مساق الخلائق إلى المحشر الذي لا يملك فيه الامر