سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

الايات ، النساء " 4 " إن الذين توفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك
-بحار الانوار جلد: 6 من صفحه 145 سطر 19 إلى صفحه 153 سطر 18 مأويهم جهنم وساءت مصيرا 97 .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) وزان بحار جمع الصك وهو الكتاب .
( 2 ) في المصدر : ما هو عندك ؟ .
م ( 3 ) في المصدر : بعد السنين ثم بعد الشهور ، وهكذا .
م




[146]


الانفال " 8 " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم وذوقوا عذاب الحريق 50 .
يونس " 10 " الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم 63 - 64 .
الاحزاب " 33 " تحيتهم يوم يلقونه سلام 44 .
السجدة " 41 " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون 30 .
محمد " 47 " فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم 27 .
ق " 50 " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد 19 .
( 1 ) الواقعة " 56 " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنت صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم وتصلية جحيم 83 - 94 .
المنافقين " 63 " وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين 10 .
القيامة " 75 " كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق * ( 2 ) إلى ربك يومئذ المساق 26 - 30 .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) قال الرضى رحمه الله : هذه استعارة ، والمراد بكسرة الموت ههنا الكرب الذى يتغشى المحتضر عند الموت فيفقد تمييزه ويفارق معه معقوله ، فشبه تعالى بالسكرة من الشراب ، إلا أن تلك السكرة منعمة ، وهذه السكرة مؤلمة .
وقوله : " بالحق " يحتمل معنيين : إحداهما أن يكون وجاءت بالحق من أمر الاخرة حتى عرفه الانسان اضطرارا ورآه جهارا ، والاخر أن يكون المراد بالحق ههنا أى بالموت الذى هو الحق .
تلخيص البيان ص 228 .
( 2 ) قال السيد الرضى رضوان الله عليه في ص 268 من تلخيص البيان : هذه استعارة على أكثر الاقوال والمراد به - والله أعلم - صفة الشدتين المجتمعين على المرء من فراق الدنيا ولقاء أسباب الاخرة ، وقد ذكرنا فيما تقدم مذهب العرب في العبارة عن الامر الشديد والخطب الفظيع بذكر *




[147]


الفجر " 89 " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي 27 - 30 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " توفيهم " أي تقبض أرواحهم الملائكة : ملك الموت أو ملك الموت وغيره ، فإن الملائكة تتوفى ، وملك الموت يتوفى ، والله يتوفى ، وما يفعله ملك الموت أو الملائكة يجوز أن يضاف إلى الله تعالى إذا فعلوه بأمره ، وما تفعله الملائكة جاز أن يضاف إلى ملك الموت إذا فعلوه بأمره " فيم كنتم " أي في أي شئ كنتم من دينكم على وجه التقرير لهم والتوبيح لفعلهم " قالوا كنا مستضعفين في الارض " يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا ، ويمنعوننا من الايمان بالله واتباع رسوله ، ولو ترى يا محمد " إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة " أي يقبضون أرواحهم عند الموت " يضربون وجوههم وأدبارهم " يريد إستاههم ، ولكن الله سبحانه كنى عنها ، وقيل وجوههم ما أقبل منهم ، وأدبارهم ما أدبر منهم ، والمراد : يضربون أجسادهم من قدامهم ومن خلفهم ، والمراد بهم قتلى بدر .
وقيل : معناه : سيضربهم الملائكة عند الموت " وذوقوا عذاب الحريق " أي وتقول الملائكة للكفار استخفافا بهم : ذوقوا عذاب الحريق بعد هذا في الآخرة .
وقيل : إنه كان مع الملائكة يوم بدر مقامع من حديد كلما ضربوا المشركين بها التهبت النار في جراحاتهم فذلك قوله : " وذوقوا عذاب الحريق " .
" الذين آمنوا " أي صدقوا بالله ووحدانيته " وكانوا يتقون " مع ذلك معاصيه " لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة " قيل : فيه أقوال أحدهما : أن البشرى في الحياة الدنيا هي ما بشرهم الله تعالى به في القرآن على


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الكشف عن الساق والقيام على ساق ، وقد يجوز أيضا أن يكون الساق ههنا جمع ساقة كما قالوا حاجة وحاج ، وغاية وغاى ، والساقة : هم الذين يكونون في أعقاب الناس يحفزونهم على السير ، وهذا في صفة أحوال الاخرة وسوق الملائكة للناس إلى القيامة ، فكأنه تعالى وصف الملائكة السابقين بالكثرة ( بالكرة خ ) حتى يلتف بعضهم ببعض من شدة الحفز وعنيف السير والسوق ، ومما يقوى ذلك قوله تعالى : " إلى ربك يومئذ المساق " والوجه الاول أقرب ، وهذا الوجه أغرب .
انتهى .
أقول قوله : الملائكة السابقين هكذا في النسخ ولعل الصحيح " السائقين " .





[148]


الاعمال الصالحة ، ونظيره قوله تعالى : " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " وقوله : " يبشرهم ربهم برحمة منه " .
وثانيها : أن البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم : ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
وثالثها : أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة ، يراها المؤمن لنفسه أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة وهي ما تبشرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة إلى أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حالا بعد حال ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ، وروي ذلك في حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه واله .
وروى عقبة بن خالد عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - الخبر بطوله ، ثم قال : إن هذا في كتاب الله وقرأ هذه الآية .
وقيل : إن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة في قبره فيشاهد ما اعد له في الجنة قبل دخولها " لا تبديل لكلمات الله " أي لا خلف لما وعد الله ولا خلاف .
وفي قوله تعالى : " تحيتهم يوم يلقونه سلام " روي عن البراء ( 1 ) أنه قال : يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه .
وفي قوله : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " أي استمروا على أن الله ربهم وحده لم يشركوا به شيئا ، أو ثم استقاموا على طاعته وأداء فرائضه .
وروى محمد ابن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستقامة فقال : هي والله ما أنتم عليه " تتنزل عليهم الملائكة " يعني عند الموت ، وروي ذلك عن أبي عبدالله عليه السلام .
وقيل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله تعالى .
وقيل : إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث " ألا تخافوا ولا تحزنوا " أي يقولون لهم : لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب .
وقيل : لا تخافوا ما أمامكم من امور الآخرة ، ولا تحزنوا على ما وراءكم وعلى ما خلفتم من أهل وولد .
* ( هامش ) * ( 1 ) بالباء المفتوحة والراء المهملة ، والالف والهمزة .





[149]


وقيل : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم ، فإني أغفرها لكم .
وقيل : إن الخوف يتناول المستقبل ، والحزن يتناول الماضي أي لا تخافوا فيما يستقبل من الاوقات ، ولا تحزنوا على ما مضى .
" وجاءت سكرة الموت " أي غمرة الموت ( 1 ) وشدته التي تغشي الانسان وتغلب على عقله " بالحق " أي أمر الآخرة حتى عرفه صاحبه واضطر إليه .
وقيل : معناه : جاءت سكرة الموت بالحق الذي هو الموت " ذلك " أي ذلك الموت " ما كنت منه تحيد " أي تهرب وتميل .
" فلولا إذا بلغت الحلقوم " أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم عند الموت وأنتم يا أهل الميت " حينئذ تنظرون " أي ترون تلك الحال وقد صار إلى أن يخرج نفسه .
وقيل معناه : تنظرون لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا " ونحن أقرب إليه منكم " بالعلم و القدرة " ولكن لا تبصرون " ذلك ولا تعلمونه .
وقيل : معناه : ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون رسلنا " فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها " يعني فهلا ترجعون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم وتردونها إلى موضعها إن كنتم غير مجزيين بثواب وعقاب وغير محاسبين .
وقيل : أي غير مملوكين .
وقيل : أي غير مبعوثين ، والمرد أن الامر لو كان كما تقولونه من أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء ولا إله يحاسب ويجازي فهلا رددتم الارواح والنفوس من حلوقكم إلى أبدانكم إن كنتم صادقين في قولكم ، فإذا لم تقدروا على ذلك فاعلموا أنه من تقدير مقدر حكيم و تدبير مدبر عليم .
" فأما إن كان " ذلك المحتضر " من المقربين " عند الله " فروح " أي فله روح وهو الراحة والاستراحة من تكاليف الدنيا ومشاقها .
وقيل : الروح : الهواء الذي تستلذه النفس ويزيل عنها الهم " وريحان " يعني الرزق في الجنة .
وقيل : هو الريحان المشموم من ريحان الجنة يؤتى به عند الموت فيشمه .
وقيل : الروح : الرحمة ، والريحان : كل نباهة وشرف .
وقيل : الروح : النجاة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) غمرة الشئ : شدته ومزدحمه ، غمرة الموت : مكارهه وشدائده .





[150]


من النار ، والريحان : الدخول في دار القرار .
وقيل : روح في القبر ، وريحان في الجنة .
وقيل : روح في القبر ، وريحان في القيامة .
" فسلام لك من أصحاب اليمين " أي فترى فيهم ما تحب لهم من السلامة من المكاره والخوف .
وقيل : معناه : فسلام لك أيها الانسان الذي هو من أصحاب اليمين من عذاب الله ، وسلمت عليك ملائكة الله ، قال الفراء : فسلام لك إنك من أصحاب اليمين ، فحذف إنك .
وقيل : معناه : فسلام لك منهم في الجنة لانهم يكونون معك ويكون " لك " بمعنى عليك .
" فنزل من حميم " أي فنزلهم الذي اعد لهم من الطعام والشراب من حميم جهنم " وتصلية جحيم " أي إدخال نار عظيمة " كلا " أي ليس يؤمن الكافر بهذا .
وقيل : معناه حقا " إذا بلغت " أي النفس أو الروح " التراقي " أي العظام المكتنفة بالحلق ، وكني بذلك عن الاشفاء على الموت .
وقيل : " من راق " أي وقال من حضره : هل من راق أي من طيب شاف يرقيه ويداويه فلا يجدونه ، أو قالت الملائكة : من يرقي بروحه ؟ أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ وقال الضحاك : أهل الدنيا يجهزون البدن وأهل الآخرة يجهزون الروح " وظن إنه الفراق " أي وعلم عند ذلك أنه الفراق من الدنيا والاهل والمال والولد ، وجاء في الحديث أن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته ، ومفاصله يسلم بعضها على بعض تقول : عليك السلام تفارقني وافارقك إلى يوم القيامة .
" والتفت الساق بالساق " فيه وجوه : أحدها التفت شدة أمر الآخرة بأمر الدنيا ، والثاني التفت حال الموت بحال الحياة ، والثالث التفت ساقاه عند الموت لانه تذهب القوة فتصير كجلد بعضه ببعض ، وقيل : هو أن يضطرب فلا يزال يمد إحدى رجليه و يرسل الاخرى ويلف إحداهما بالاخرى .
وقيل : هو التفاف الساقين في الكفن ، والرابع التفت ساق الدنيا بساق الآخرة وهو شدة كرب الموت بشدة هول المطلع ، والمعنى في الجميع أنه تتابعت عليه الشدائد فلا يخرج من شدة إلا جاء أشد منها .
" إلى ربك يومئذ المساق " أي مساق الخلائق إلى المحشر الذي لا يملك فيه الامر
 

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

والنهي إلا الله تعالى .
وقيل : يسوق الملك بروحه إلى حيث أمر الله به ، إن كان من أهل الجنة فإلى عليين ، وإن كان من أهل النار فإلى سجين .
" يا أيتها النفس المطئمنة " بالايمان ، المؤمنة ، الموقنة بالثواب والبعث .
وقيل المطمئنة الآمنة بالبشارة بالجنة عند الموت ويوم البعث .
وقيل : النفس المطمئنة التي يبيض وجهها وتعطى كتابها بيمينها فحينئذ تطمئن " ارجعي إلى ربك " أي يقال لها عند الموت وقيل : عند البعث : ارجعي إلى ثواب ربك وما أعده لك من النعيم .
وقيل ارجعي إلى الموضع الذي يختص الله سبحانه بالامر والنهي فيه دون خلقه .
وقيل : إن المراد : ارجعي إلى صاحبك وجسدك فيكون الخطاب للروح أن ترجع إلى الجسد " راضية " بثواب الله " مرضية " أعمالها التي عملتها .
وقيل : راضية عن الله بما أعد لها ، مرضية رضي عنها ربها بما عملت من طاعته .
وقيل : راضية بقضاء الله في الدنيا حتى رضي الله عنها ورضي باعتقادها وأفعالها " فادخلى في عبادي " أي في زمرة عبادي الصالحين المصطفين الذين رضيت عنهم " وادخلي جنتي " التي وعدتكم بها وأعددت نعيمكم فيها .
( 1 ) 1 - ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : الناس اثنان واحد أراح ، وآخر استراح ، فأما الذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها ، وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيرا من الناس " ج 1 ص 17 " .
2 - مع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .
" ص 47 " 3 - جا ، ما : المفيد ، عن الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، ومحمد بن سنان معا ، عن محمد بن عطية ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : الموت كفارة لذنوب المؤمنين .
" ما 68 "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) سيأتى في تفسير الاية حديث عن الكافى في باب ما يعاين المؤمن عند الموت تحت رقم 50 .





[152]


4 - ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه ، فالتفت إلي أبوعبدالله عليه السلام فقال لي : يا أبا الفضل ألا احدثك بحال المؤمن عند الله ؟ فقلت : بلى فحدثني جعلت فداك ، فقال : إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا : يارب عبدك ونعم العبد ، كان سريعا إلى طاعتك ، بطيئا عن معصيتك ، وقد قبضته إليك ، فما تأمرنا من بعده ؟ فيقول الجليل الجبار : اهبطا إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي ومجداني وسبحاني وهللاني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره .
" ص 122 " أقول : سيأتي تمامه في باب قضاء حاجة المؤمن .
5 - ما : المفيد ، عن عمرو بن محمد الصيرفي ، عن محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن سعيد بن عمر ، عن الحسن بن ضوء ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : قال الله عزوجل : ما من شئ أتردد عنه ترددي عن قبض روح المؤمن ، ( 1 ) يكره الموت وأنا أكره مساءته ، فإذا حضره أجله الذي لا يؤخر فيه ( 2 ) بعثت إليه بريحانتين من الجنة ، تسمى إحداهما المسخية ، والاخرى المنسية ، فأما المسخية فتسخيه عن ماله ، ( 3 ) وأما المنسية فتنسيه أمر الدنيا .
" ص 264 " 6 - ن : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام قال : قيل للصادق عليه السلام : صف لنا الموت ، قال عليه السلام : للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس ( 4 ) لطيبه وينقطع التعب والالم كله عنه ، وللكافر كلسع الافاعي ولدغ العقارب أو أشد .
قيل : فإن قوما يقولون : إنه أشد من نشر بالمناشير ! ( 5 ) وقرض بالمقاريض ! ورضخ بالاحجار ! وتدوير قطب الارحية على الاحداق ، قال : كذلك هو على


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : اتردد فيه مثل ترددى عند قبض روح المؤمن .
م ( 2 ) في المصدر : لا تاخير فيه .
م ( 3 ) كأنه من سخوت نفسى عن الشئ اى تركته ولم تنازعنى إليه نفسى .
( 4 ) أى تأخذه فترة في حواسه فقارب النوم .
( 5 جمع المنشار وهى آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه .





[153]


بعض الكافرين والفاجرين ، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد ؟ فذلكم الذي هو أشد من هذا لا من عذاب الآخرة فإنه أشد من عذاب الدنيا ، قيل : فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفئ وهو يحدث ويضحك ويتكلم ، وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟ فقال ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا ، نظيفا ، مستحقا لثواب الابد ، لا مانع له دونه ، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب ، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله له بعد نفاد حسناته ( 1 ) ذلكم بأن الله عدل لا يجور .
" ص 151 - 152 " ع ، مع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي الناصري ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الثاني ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصادق عليهم السلام مثله .
" ص 108 ص 83 " 7 - مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن أبي محمد الانصاري - وكان خيرا - عن عمار الاسدي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لو أن مؤمنا أقسم على ربه عزوجل أن لا يميته ما أماته أبدا ، ولكن إذا حضر أجله بعث الله عزوجل إليه ريحين : ريحا يقال له : المنسية ، وريحا يقال له : المسخية ، فأما المنسية فإنها تنسيه أهله وماله ، فأما المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتى يختار ما عند الله تبارك وتعالى .
" ص 47 " 8 - ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام : تمسكوا بما أمركم الله به ، فما
-بحار الانوار جلد: 6 من صفحه 153 سطر 19 إلى صفحه 161 سطر 18 بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إلا أن يحضره رسول الله صلى الله عليه واله ، وما عند الله خير وأبقى ، وتأتيه البشارة من الله عزوجل فتقر عينه ويحب لقاء الله .
" ص 157 " بيان : الاغتباط : كون الانسان على حال يغبطه الناس ويتمنون حاله .
9 - مع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي الناصري ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الجواد ، عن آبائه عليهم السلام قال : قيل لامير المؤمنين عليه السلام : صف


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) ليس في المصدر قوله : بعد نفاد حسناته .
م .





[154]


لنا الموت ، فقال : على الخبير سقطتم ، هو أحد ثلاثة امور يرد عليه : إما بشارة بنعيم الابد ، وإما بشارة بعذاب الابد ، وإما تحزين ( 1 ) وتهويل وأمره مبهم ، لا تدري من أي الفرق هو ، فأما ولينا المطيع لامرنا فهو المبشر بنعيم الابد ، وأما عدونا الخالف علينا فهو المبشر بعذاب الابد ، وأما المبهم أمره الذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله ، يأتيه الخبر مبهما مخوفا ، ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا ، فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلوا ( 2 ) ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة .
وسئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام : ما الموت الذي جهلوه ؟ قال : أعظم سرور يرد على المؤمنين إذا نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الابد ، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذا نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد .
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : لما اشتد الامر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لانهم كلما اشتد الامر تغيرت ألوانهم و ارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم ، وكان الحسين صلوات الله عليه وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم ، وتهدئ جوارحهم ، وتسكن نفوسهم ، فقال بعضهم لبعض انظروا لا يبالي بالموت ! فقال لهم الحسين عليه السلام : صبرا بني الكرام ! فما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسطة والنعيم الدائمة ، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر ؟ وما هو لاعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب ، إن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه واله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ، ما كذبت ولا كذبت .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : تخوين ( تخويف خ ل ) .
م ( 2 ) في المصدر : فاعلموا واطيعوا ولا تتكلموا .
م ( 3 ) في المصدر : الدنيا .

 

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

وقال محمد بن علي عليه السلام : قيل لعلي بن الحسين عليه السلام : ما الموت ؟ قال : للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة ، وفك قيود وأغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح ، وأوطئ المراكب ، وآنس المنازل ، وللكافر كخلع ثياب فاخرة ، والنقل عن منازل أنيسة ، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش المنازل وأعظم العذاب .
وقيل لمحمد بن علي عليه السلام : ما الموت ؟ قال : هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة ، إلا أنه طويل مدته ، لا ينتبه منه إلا يوم القيامة ، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره ومن أصناف الاهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه ؟ هذا هو الموت فاستعدوا له .
" ص 83 " بيان : النكد الشدة والعسر .
والثبور : الهلاك 10 - مع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام قال : دخل موسى بن جعفر عليه السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا فقالوا له : يابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف حال صاحبنا ؟ فقال : الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم ، وتصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم ، وأما صاحبكم هذا فقد نخل ( 1 ) من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية ، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الابد .
" ص 83 - 84 " 11 - مع : بهذا الاسناد ، عن محمد بن علي عليه السلام قال : مرض رجل من أصحاب الرضا عليه السلام فعاده فقال : كيف تجدك ؟ قال : لقيت الموت بعدك - يريد ما لقيه من شدة مرضه - فقال : كيف لقيته ؟ فقال : أليما شديدا ، فقال : ما لقيته إنما لقيت ما ينذرك به ، ويعرفك بعض حاله ، إنما الناس رجلان : مستريح بالموت ، ومستراح به منه ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) نخل الدقيل : غربله وأزال نخالته ، ونخل الشئ : اختاره وصفاه .





[156]


فجدد الايمان بالله وبالولاية تكن مستريحا ، ففعل الرجل ذلك ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
( 1 ) " ص 84 12 - مع : بهذا الاسناد ، عن علي بن محمد عليه السلام قال : قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات الله عليه : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟ قال : لانهم جهلوه فكرهوه ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عزوجل لاحبوه ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا .
ثم قال عليه السلام : يا أبا عبدالله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للالم عنه ؟ قال : لجهلهم بنفع الدواء ، قال : والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من استعد للموت حق الاستعداد فهو ( 2 ) أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج ، أما إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامة .
" 84 " 13 - مع : بهذا الاسناد عن الحسن بن علي عليه السلام قال : دخل علي بن محمد عليه السلام على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت ، فقال له : يا عبدالله تخاف من الموت لانك لا تعرفه ، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك وأصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك ؟ أو تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك ؟ قال : بلى يابن رسول الله ، قال : فذلك الموت هو ذلك الحمام ، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك و تنقيتك من سيئاتك ، فإذا أنت وردت عليه وجاورته فقد نجوت من كل غم وهم و أذى ، ووصلت إلى كل سرور وفرح ، فسكن الرجل ونشط واستسلم وغمض عين نفسه ومضى لسبيله .
وسئل الحسن بن علي بن محمد عليه السلام عن الموت ما هو ؟ فقال : هو التصديق بما لا يكون .
حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصادق عليه السلام قال : إن المؤمن إذا مات لم يكن ميتا ، فإن الميت هو الكافر ، إن الله عزوجل يقول : " يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي " يعني المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن .
" ص 74 " .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) يأتى الحديث مرسلا في باب ما يعاين المؤمن تحت رقم 46 عن دعوات الراوندى في صورة مفصلة .
( 2 ) في المصدر : لهو .
م




[157]


بيان قوله عليه السلام : هو التصديق بما لا يكون أي هو ما يستلزم التصديق بامور لا تكون بزعمه أي لا يتوقع حصولها ما يشاهده من غرائب أحوال النشأة الآخرة ، أو المعنى : أن الموت أمر ، التصديق به تصديق بما لا يكون ، إذ المؤمن لا يموت بالموت ، و الكافر أيضا لا يموت بالموت بل كان ميتا قبله ، ففيه حذف مضاف أي التصديق بالموت تصديق بما لا يكون .
14 - ل : الاربعمائة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، إما في مال ، وإما في ولد ، و إما في نفسه حتى يلقى الله عزوجل وماله ذنب ، وإنه ليبقى عليه الشئ من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته .
" ج 2 ص 162 " 15 - ع : أبي ، عن علي بن محمد ما جيلويه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا مفضل إياك والذنوب ، وحذرها شيعتنا ، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم ، إن أحدكم لتصيبه المعرة من السلطان وما ذاك إلا بذنوبه ، وإنه ليصيبه السقم وما ذاك إلا بذنوبه ، وإنه ليحبس عنه الرزق وما هو إلا بذنوبه ، وإنه ليشدد عليه عند الموت وما هو إلا بذنوبه ، حتى يقول من حضره : لقد غم بالموت ، فلما رأى ما قد دخلني قال : أتدري لم ذاك يا مفضل ؟ قال : قلت : لا أدري جعلت فداك ، قال ذاك والله إنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة وعجلت لكم في الدنيا .
" ص 108 " بيان : قال الفيروز آبادي : المعرة : الاثم ، والاذى ، والغرم ، والدية ، والخيانة .
قوله عليه السلام : لقد غم بالموت أي صار مغموما متألما بالموت غاية الغم لشدته ، وقال الجوهري : غم يومنا بالفتح ، فهو يوم غم : إذا كان يأخذ بالنفس من شدة الحر .
16 - مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن علي بن الصلت ، ( 1 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كنا معه في جنازة فقال بعض القوم : بارك الله


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أقول : الموجود في نسخة المصنف والمطبوع ونسخة مخطوطة اخرى من البحار ( على بن الصلت ) والظاهر أنه لا يصح لان على بن الصلت لم يدرك أبا عبدالله عليه السلام ، ولعله تصحيف ( على بن الصامت ) كما في معانى الاخبار المطبوع ، فليراجع الحديث في ص 108 منه .





[158]


لي في الموت وفيما بعد الموت ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : فيما بعد الموت فضل ، إذا بورك لك في الموت فقد بورك لك فيما بعده .
" ص 108 " 17 - ع : علي بن حاتم ، عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن الحسين ، عن الحسين ابن الوليد ، عن عمران بن الحجاج ، عن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت لاي علة إذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا ، وحيث ركبت لم يعلم به ؟ قال لانه نما عليها البدن .
" ص 111 " .
بيان : قوله عليه السلام : لانه نما عليها البدن أي أن الالم إنما هو لالفة الروح بالبدن لنموه عليها لا لمحض الاخراج حتى يكون لادخال الروح أيضا ألم ، أو أنه لما نما عليها البدن وبلغ حدا يعرف الآلام والاوجاع فلذا يتألم بإخراج الروح ، بخلاف حالة الادخال فإنه قبل دخول الروح ما كان يجد شيئا لعدم الحياة ، وبعده لا ألم يحس به ، ويحتمل وجها ثالثا وهو أن السائل لما توهم أن الروح يدخل حقيقة في البدن سأل عن الحكمة في عدم تأثر البدن بدخول الروح وتأثره بالخروج ، مع أن العكس أنسب ، فأجاب عليه السلام بأن الروح الحيواني لا يدخل من خارج في البدن ، بل إنما تتولد فيه وينمو البدن عليها .
( 1 ) والمس أول ما يحس به من التعب والالم منه .
18 - ن ، ل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن أحمد بن حمزة الاشعري ، عن ياسر الخادم قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ، وقد سلم الله عزوجل على يحيى عليه السلام في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا " وقد سلم عيسى بن مريم عليه السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال : " والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا " .
" ص 142 ج 1 ص 35 "


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) لو بدل رحمه الله الروح الحيوانى بالروح الانسانى انطبق على الحركة الجوهرية القائلة بكون الروح الانسانى إحدى مراتب البدن الاستكمالية كما يدل عليه قوله تعالى : " ثم انشأناه خلقا آخر " الاية والمدرك للذة والالم هو النفس فيتم البيان ، فالروح حدوثه كمال للبدن وهو نفسه فلا يشعر به ، ومفارقته مفارقة ما أنس به بالتعلق والتصرف فيوجب التألم .

 

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

9 - ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري عن عبدالرزاق ، عن معمر عن الزهري قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات : الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ، والساعة التي يقوم فيها من قبره ، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى فإما إلى الجنة وإما إلى النار .
ثم قال : إن نجوت يابن آدم عند الموت فأنت أنت وإلا هلكت ، وإن نجوت يابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلا هلكت ، وإن نجوت حين يحمل الناس على الصراط فأنت أنت وإلا هلكت ، وإن نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت أنت وإلا هلكت .
ثم تلا : " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " قال : هو القبر ، وإن لهم فيه لمعيشة ضنكا ، والله إن القبر لروضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار .
ثم أقبل على رجل من جلسائه فقال له : قد علم ساكن السماء ساكن الجنة من ساكن النار فأى الرجلين أنت ؟ وأي الدارين دارك ؟ .
" ج 1 ص 59 " 20 - لي : أبي ، عن سعد ، عن النهدي ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : " وقيل من راق " قال : ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت ، قال : هل من طبيب ؟ هل من دافع ؟ ( 1 ) قال " وظن أنه الفراق " يعني فراق الاهل والاحبة عند ذلك ، قال : " والتفت الساق بالساق " قال : التفت الدنيا بالآخرة ، قال : " إلى ربك يومئذ المساق " إلى رب العالمين يومئذ المصير .
" ص 185 " 21 - كا : علي ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مثله .
( 2 ) " ف ج 1 ص 71 " 22 - لي ، ن : الطالقاني ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه عن الرضا عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام قال : لما حضرت الحسن بن علي عليهما السلام الوفاة بكى فقيل : يابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله صلى الله عليه واله مكانك الذي أنت به ( 3 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في الامالى المطبوع : هل من طبيب ؟ هل من راق ؟ الخ .
( 2 ) مع اختلاف في الالفاظ م ( 3 ) في الامالى : ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله الذى انت به .
م




[160]


وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه واله ما قال ، وقد حججت عشرين حجة ماشيا ، وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل ؟ فقال عليه السلام : إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع ، وفراق الاحبة .
" ص 133 - 134 ص 168 " 23 - ين : النضر ، عن ابن سنان ، عمن سمع أبا جعفر عليه السلام مثله ، وفيه : وقد حججت عشرين حجة راكبا ، وعشرين حجة ماشيا .
وما في رواية الصدوق أظهر .
24 - سن : ابن فضال ، عن ابن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال الله تبارك وتعالى : ما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي عن المؤمن ، فإني احب لقاءه ويكره الموت ، فأزويه عنه ، ولو لم يكن في الارض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي ، وجعلت له من إيمانه انسا لا يحتاج معه إلى أحد .
" ص 160 " 25 - سن : ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام قال الله تبارك وتعالى : ليأذن بحرب مني مستدل عبدي المؤمن ، وما ترددت عن شئ كترددي في موت المؤمن ، إنى لاحب لقاءه ويكره المو فأصرفه عنه ، وإنه ليدعوني في أمر ( 1 ) فأستجيب له لما هو خير له ، ( 2 ) ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه انسا لا يستوحش فيه إلى أحد .
" ص 160 " بيان : قوله تعالى : فأستجيب له لما هو خير له أي اعطيه عوضا عما يسألني من الامور الفانية ما أعلمه أنه خير له من اللذات الباقية .
26 - سن : أبي ، عمن حدثه ، عن أبي سلام النحاس ، عن محمد بن مسلم قال قال أبوعبدالله عليه السلام : والله لا يصف عبد هذا الامر فتطعمه النار ، قلت : إن فيهم من يفعل ويفعل ! فقال : إنه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق الله عليه في رزقه ، فإن ذلك كفارة لذنوبه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : في الامر .
م ( 2 ) ليست هذه الجملة إلى قوله : عن جميع خلقى موجودة في المصدر ، وفيه ايضا : " اجعل له " بدل " لجعلت له " .
 

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

وإلا شدد الله عليه عند موته حتى يأتي الله ولا ذنب له ، ثم يدخله الجنة .
" ص 172 " 27 - سن : ابن محبوب ، عن محمد بن القاسم ، عن داود بن فرقد ، عن يعقوب بن شعيب قال : لابي عبدالله عليه السلام : رجل يعمل بكذا وكذا - فلم أدع شيئا إلا قلته - وهو يعرف هذا الامر ، فقال : هذا يرجى له والناصب لا يرجى له ، وإن كان كما تقول لا يخرج من الدنيا حتى يسلط الله عليه شيئا يكفر الله عنه به ، إما فقرا وإما مرضا .
" ص 172 " 28 - جع : قال رسول الله صلى الله عليه واله : فوالذي نفس محمد بيده لو يرون مكانه و يسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على نفوسهم ، حتى إذا حمل الميت على نعشه رفرف روحه فوق النعش ، وهو ينادي : ياأهلي وياولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي فجمعت المال من حله وغير حله ، ثم خلفته لغيري فالمهنأ له والتبعة علي ، فاحذروا مثل ما حل بي .
وقيل : ما من ميت يموت حتى يتراءى له ملكان الكاتبان عمله فإن كان مطيعا قالا له : جزاك الله عنا خيرا ، فرب مجلس صدق أجلستنا ، وعمل صالح قد أحضرتنا ، وإن كان فاجرا قالا : لا جزاك الله عنا خيرا فرب مجلس سوء قد أجلستنا ، وعمل غير صالح قد أحضرتنا ، وكلام قبيح قد أسمعتنا .
29 - وقال النبي صلى الله عليه واله : إذا رضي الله عن عبد قال : ياملك الموت اذهب إلى فلان فأتني بروحه ، حسبي من عمله ، قد بلوته فوجدته حيث احب ، فينزل ملك الموت و معه خمسمائة من الملائكة معهم قضبان الرياحين واصول الزعفران ، كل واحد منهم يبشره ببشارة سوى بشارة صاحبه ، ويقوم الملائكة صفين لخروج روحه ، معهم الريحان
-بحار الانوار جلد: 6 من صفحه 161 سطر 19 إلى صفحه 169 سطر 18 فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثم صرخ ، فيقول له جنوده : مالك ياسيدنا ؟ فيقول : أما ترون ما اعطي هذا العبد من الكرامة ؟ أين كنتم عن هذا ؟ قالوا : جهدنا به فلم يطعنا .
30 - كنز : أبوطاهر المقلد بن غالب ، عن رجاله بإسناده المتصل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام : وهوساجد يبكي علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء ، فقلنا : يا أمير



[162]


المؤمنين لقد أمرضنا بكاؤك وأمضنا وشجانا ، ( 1 ) وما رأيناك قد فعلت مثل هذا الفعل قط ، فقال : كنت ساجدا أدعوا ربي بدعاء الخيرات في سجدتي فغلبني عيني فرأيت رؤيا هالتني وأقلقتني ، رأيت رسول الله صلى الله عليه واله قائما وهو يقول : يا أبا الحسن طالت غيبتك فقد اشتقت إلى رؤياك ، وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك .
فقلت يارسول الله وما الذي أنجز لك في ؟ قال : أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذريتك في الدرجات العلى في عليين ، قلت : بأبي أنت وامي يا رسول الله فشيعتنا ؟ قال : شيعتنا معنا ، وقصورهم بحذاء قصورنا ، ومنازلهم مقابل منازلنا ، قلت : يارسول الله فما لشيعتنا في الدنيا ؟ قال : الامن والعافية ، قلت : فما لهم عند الموت ؟ قال : يحكم الرجل في نفسه ويؤمر ملك الموت بطاعته ، قلت : فما لذلك حد يعرف ؟ قال : بلى ، إن أشد شيعتنا لنا حبا يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في يوم الصيف الماء البارد الذي ينتقع به القلوب وإن سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على فراشه كأقر ما كانت عينه بموته .
31 - فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام جعلت فداك يستكره المؤمن على خروج نفسه ؟ قال : فقال : لا والله ، قال : قلت : وكيف ذاك ، قال : إن المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول الله صلى الله عليه واله وأهل بيته : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الائمة عليهم الصلاة والسلام ، - ولكن أكنوا عن اسم فاطمة - ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ( 2 ) عليهم السلام ، قال : فيقول أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يارسول الله إنه كان ممن يحبينا ويتولانا فأحبه ، قال فيقول رسول الله صلى الله عليه واله : ياجبرئيل إنه ممن كان يحب عليا وذريته فأحبه ، وقال جبرئيل لميكائيل وإسرافيل عليهم السلام مثل ذلك ، ثم يقولون جميعا لملك الموت : إنه ممن كان يحب محمدا وآله ويتولى عليا وذريته فارفق به قال فيقول ملك الموت : والذي اختاركم وكرمكم واصطفى محمدا صلى الله عليه واله بالنبوة ، وخصه بالرسالة لانا أرفق به من والد رفيق ، وأشفق عليه من أخ شفيق ، ثم قام إليه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أمضه الامر : أحرقه وشق عليه .
أمضه الجرح ونحوه : أوجعه .
وشجا الرجل : أحزنه .
( 2 ) في المصدر : وعزرائيل وملك الموت .
م




[163]


ملك الموت فيقول : يا عبدالله أخذت فكاك رقبتك ؟ أخذت رهان أمانك ؟ فيقول : نعم ، فيقول الملك : فبماذا ؟ فيقول : بحبي محمدا وآله ، وبولايتي علي بن أبي طالب وذريته ، فيقول : أما ما كنت تحذر فقد آمنك الله منه ، وأما ما كنت ترحو فقد أتاك الله به ، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك ، قال : فيفتح عينيه فينظر إليهم واحدا واحدا ، ويفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها ، فيقول له : هذا ما أعد الله لك ، وهؤلاء رفقاؤك ، أفتحب اللحاق بهم أو الرجوع إلى الدنيا ؟ قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام : أما رأيت شخوصه ( 1 ) ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله : لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها ؟ ويناديه مناد من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته : يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد ووصية والائمة من بعده ارجعي إلى ربك راضية بالولاية ، مرضية بالثواب ، فادخلي في عبادي مع محمد وأهل بيته وادخلي جنتى غير مشوبة .
" ص 210 " بيان : قوله عليه السلام : ولكن أكنوا عن اسم فاطمة أي لا تصرحوا باسمها عليها السلام لئلا يصير سببا لانكار الضعفاء من الناس .
قوله عليه السلام : من قوله : لا حاجة أي رفع حاجبيه إشارة إلى الاباء والامتناع عن الرجوع إلى الدنيا .
قوله عليه السلام : غير مشوبة أي حال كون الجنة غير مشوبة بالمحن والآلام .
32 - فر : محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان ، معنعنا عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : سمع الافريقي يقول : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن المؤمن : أيستكره على قبض روحه ؟ قال : لا والله ، قلت : وكيف ذاك ؟ قال : لانه إذا حضره ملك الموت جزع ، فيقول له ملك الموت : لا تجزع فوالله لانا أبر بك وأشفق ( 2 ) من والد رحيم لو حضرك ، افتح عينيك وانظر ، قال : ويتهلل له رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن و الحسين والائمة من بعدهم والزهراء عليهم الصلاة والسلام ، قال : فينظر إليهم فيستبشر بهم ،


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شخص الشئ : ارتفع .
شخص بصره : فتح عينيه فلم يطرف ، شخص الميت بصره وببصره رفعه .
وفى المصدر : شخصه .
( 2 ) في المصدر : واشفق عليك .
م




[164]


فما رأيت شخوصه ؟ ( 1 ) قلت : بلى ، قال : فإنما ينظر إليهم قال : قلت : جعلت فداك قد يشخص المؤمن والكافر ، قال : ويحك إن الكافر يشخص منقلبا إلى خلفه لان ملك الموت إنما يأتيه ليحمله من خلفه ، والمؤمن أمامه ، وينادي روحه مناد من قبل رب العزة من بطنان العرش فوق الافق الاعلى ويقول : يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وآله - صلوات الله عليهم - ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ، فيقول ملك الموت : إني قد امرت أن اخيرك الرجوع إلى الدنيا والمضي ، فليس شئ أحب إليه من إسلال روحه .
( 2 ) " ص 210 " 33 - نهج : لا ينزجر من الله بزاجر ، ولا يتعظ منه بواعظ ، وهو يرى المأخوذين على الغرة ( 3 ) حيث لا إقالة ولا رجعة كيف نزل بهم ما كانوا يجهلون ، وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون ، ( 4 ) وقدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون ، فغير موصوف ما نزل بهم ، ( 5 ) اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة الفوت ، ففترت لها أطرافهم ، و تغيرت لها ألوانهم ، ثم ازداد الموت فيهم ولوجا فحيل بين أحدهم وبين منطقه ، وإنه لبين أهله ينظر ببصره ويسمع باذنه على صحة من عقله وبقاء من لبه ، ويفكر فيم أفنى عمره ؟ وفيم أذهب دهره ؟ ويتذكر أموالا جمعها أغمض في مطالبها ، ( 6 ) وأخذها من مصرحاتها ( 7 ) ومشتبهاتها ، قد لزمته تبعات جمعها ، ( 8 ) وأشرف على فراقها ، تبقى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : شخصه .
م ( 2 ) من سل الشئ من الشئ : إذا انتزعه وأخرجه برفق .
( 3 ) بكسر الغين المعجمة أى بغتة وعلى غفلة .
( 4 ) من الموت وما بعده ، لان الغافل حال انهماكه في لذات الدنيا واشتغاله باللهو واللعب فيها لا يعرض له خوف الموت ، بل يكون آمنا منه وغافلا عنه .
( 5 ) أى لا يمكن توصيف ما نزل بهم من الاهوال والحسرات حقيقة ، بل كل ما يقال في ذلك تمثيل يقرب ذلك إلى ذهن الفاهم .
( 6 ) أى تساهل في وجوه اكتسابها ، لم يفرق بين حلالها وحرامها ، فكأنه أغمض عينيه وأطبق جفنيها فلم ينظر إلى حرامها ومشتبهها .
( 7 ) الصرح : الخالص من كل شئ .
( 8 ) تبعات بفتح فكسر : ما يطالبه به الناس من حقوقهم فيها أو ما يحاسبه به الله من منع حقه منها وتخطى حدود شرعه في جمعها .


 

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

لمن وراءه ينعمون بها ( 1 ) فيكون المهنأ لغيره ، ( 2 ) والعبء على ظهره ، والمرء قد غلقت رهونه بها ، يعض يده ندامة على ما اصحر له عند الموت من أمره ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ، ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه ، فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط سمعه ، ( 3 ) فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ولا يسمع بسمعه ، يردد طرفه بالنظر في وجوههم ، يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم ، ثم ازداد الموت التياطا فقبض بصره كما قبض سمعه ، وخرجت الروح من جسده فصار جيفة بين أهله ، قد أوحشوا من جانبه ، وتباعدوا من قربه ، لا يسعد باكيا ولا يجيب داعيا ، ثم حملوه إلى مخط من الارض ، ( 4 ) وأسلموه فيه إلى عمله ، وانقطعوا عن زورته حتى إذا بلغ الكتاب أجله .
إلى آخر ما سيأتي في باب صفة المحشر .
بيان : ما كانوا يجهلون أي من تفصيل أهواله وسكراته أو لعدم استعدادهم له كأنهم جاهلون ، والولوج : الدخول : والمصرحات : يحتمل الحلال الصريح والحرام الصريح ، والعبء بالكسر : الحمل ، ( 5 ) ويقال : غلق الرهن يغلق غلوقا : إذا بقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على فكه ، على ما اصحر له أي انكشف ، وأصله الخروج إلى الصحراء ، والضمير في أمره راجع إلى الموت أو المرء ، ولا يسمع رجع كلامهم أي ما يتراجعونه بينهم من الكلام ، والالتياط : الالتصاق ، قد أوحشوا من جانبه أي وجعلوا مستوحشين ، والمستوحش : المهموم الفزع .
34 - كا : العدة ، عن سهل ، ( 6 ) عن محمد بن الفضيل ، عن أ بي حمزة قال : سمعت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الموجود في النهج : ينعمون فيها ويتمتعون بها .
( 2 ) المهنأ : ما أتاك بلا مشقة .
( 3 ) في النهج : حتى خالط لسانه سمعه .
أى شارك السمع اللسان عن أداء وظيفته ، وفيه إشارة إلى أن ما تبطل أولا من الاعضاء اللسان ، ثم السمع ، ثم البصر .
( 4 ) المخط : موضع الخط : كناية عن القبر ، يخط أولا ثم يحفر .
ويروى بالحاء ، ومحط القوم : منزلهم ، قاله ابن ميثم .
( 5 ) والثقل .
( 6 ) الصحيح كما في الكافى والمرآت : سهل بن زياد ، عن محمد بن على ، عن محمد بن الفضيل .





[166]


أبا جعفر عليه السلام يقول : إن آية المؤمن إذا حضره الموت يبيض وجهه أشد من بياض لونه ، ويرشح جبينه ، ويسيل من عينيه كهيئة الدموع فيكون ذلك خروج نفسه ، وإن الكافر تخرج نفسه سيلا من شدقه ، ( 1 ) كزبد البعير ، أو كما تخرج نفس البعير .
" ف ج 1 ص 38 " 35 - كا : علي ، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن إدريس القمي قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الله عزوجل يأمر ملك الموت فيرد نفس المؤمن ليهون عليه ويخرجها من أحسن وجهها فيقول الناس : لقد شدد على فلان الموت ، وذلك تهوين من الله عزوجل عليه .
وقال : يصرف عنه إذا كان ممن سخط الله عليه ، أو ممن أبغض الله أمره أن يجذب الجذبة التي بلغتكم بمثل السفود من الصوف المبلول ، فيقول الناس : لقد هون على فلان الموت .
" ف ج 1 ص 38 " بيان : قوله عليه السلام : فيرد نفس المؤمن أي يرد الروح إلى بدنه بعد قرب النزع مرة بعد اخرى لئلا يشق عليه مفارقة الدنيا دفعة ، والكافر يصرف عنه ذلك ، وقيل يراه منزله في الجنة ثم يرد إليه الروح كاملا ليرضى بالموت ويهون عليه ، أو يرد عليه روحه مرة بعد اخرى ليخفف بذلك سيئاته ويهون عليه أمر الآخرة ، والاول أظهر .
والسفود بالتشديد : الحديدة التي يشوى بها اللحم .
36 - فس : في قوله تعالى : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " أي على ولاية أمير المؤمينين عليه السلام " نتنزل عليهم الملائكة " قال : عند الموت " ألا تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا " قال : كنا نحرسكم من الشياطين " وفي الآخرة " أي عند الموت " ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون " يعني في الجنة " نزلا من غفور رحيم " .
" ص 592 - 593 " 37 - كا : علي ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الميت إذا حضره الموت أوثقه ملك الموت ولولا ذلك ما استقر .
( 2 ) " ف ج 1 ص 68 - 69 "


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الشدق : جانب الفم .
( 2 ) قال المصنف قدس الله روحه في كتابه مرآت العقول - بعد تضعيفه الحديث - : الايثاق إما *




[167]


38 - يه : سئل رسول الله صلى الله عليه واله : كيف يتوفى ملك الموت المؤمن ؟ فقال : إن ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى فيقوم هو وأصحابه لا يدنو منه حتى يبدأ ( 1 ) بالتسليم ويبشره بالجنة .
" ص 33 " 39 - لى : بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من صام من رجب أربعة وعشرين يوما فإذا نزل به ملك الموت تراءى له في صورة شاب ، عليه حلة من ديباج أخضر ، على فرس من أفراس الجنان ، وبيده حرير أخضر ممسك بالمسك الاذفر ، وبيده قدح من ذهب مملوء من شراب الجنان ، فسقاه إياه عند خروج نفسه يهون عليه سكرات الموت ، ثم يأخذ روحه في تلك الحرير فيفوح منها رائحة يستنشقها أهل سبع سماوات فيظل في قبره ريان حتى يرد حوض النبي صلى الله عليه واله .
" ص 321 " أقول : سيأتي الحديث بإسناده في كتاب الصوم .
40 - ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن سلمة ، عن إبراهيم بن محمد ، عن الحسن بن حذيفة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مرض رجل من أصحاب سلمان رحمه الله فافتقده فقال : أين صاحبكم ؟ قالوا : مريض ، قال : امشوا بنا نعوده ، فقاموا معه فلما دخلوا على الرجل إذا هو يجود بنفسه ، فقال سلمان : يا ملك الموت ارفق بولى الله ، فقال ملك الموت بكلام سمعه من حضر : يا أبا عبدالله إني أرفق بالمؤمنين ، ولو ظهرت لاحد لظهرت لك .
" ص 80 " عد : الاعتقاد في الموت قيل لامير المؤمنين عليه السلام : صف لنا الموت ، فقال : على الخبير سقطتم ، وساق الحديث إلى آخر ما رويناه من كتاب معاني الاخبار عن كل إمام في ذلك .
( 2 ) وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرحه : ترجم الباب بالموت وذكر غيره وقد كان ينبغي أن يذكر حقيقة الموت ، أو يترجم الباب بمآل الموت وعاقبة الاموات


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* على الحقيقة وإن لم ترا الوثاق ، أو هو كناية عن أن بعد رؤيته لا تبقى له قوة تقدر على الحركة ، وقال الوالد رحمه الله : يوثقه بالبشارة بما أعد الله له ، أو باراءة الجنة ومراتبها المعدة له : أو بمشاهدته ، كما ترى أنه إذا رأى الشخص أسدا كأنه يتوثق ولا يمكنه الحركة ، أو بأنياب المنية ، أو بغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى وحججه عليهم السلام .
( 1 ) في المصدر : حتى يبدأه .
م ( 2 ) تقدم الحديث تحت رقم 9 .





[168]


فالموت هو مضاد الحياة ، يبطل معه النمو ، ويستحيل معه الاحساس ، وهو من فعل الله تعالى ، ليس لاحد فيه صنع ، ولا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى ، قال الله سبحانه " وهو الذي يحيى ويميت " ( 1 ) فأضاف الاحياء والاماتة إلى نفسه ، وقال : " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " ( 2 ) فالحياة ما كان بها النمو والاحساس ، ويصح معها القدرة والعلم ، والموت ما استحال معه النمو والاحساس ، ولم يصح معه القدرة والعلم ، وفعل الله تعالى الموت بالاحياء لنقلهم من دار العمل والامتحان إلى دار الجزاء والمكافاة ، وليس يميت الله عبدا إلا وإماتته أصلح له من بقائه ، ولا يحييه إلا وحياته أصلح له من موته ، وكل ما يفعله الله تعالى بخلقه فهو أصلح لهم وأصوب في التدبير ، وقد يمتحن الله تعالى كثيرا من خلقه بالالآم الشديدة قبل الموت ويعفي آخرين من ذلك ، وقد يكون الالم المتقدم للموت ضربا من العقوبة لمن حل به ، ويكون استصلاحا له ولغيره ، ويعقبه نفعا عظيما وعوضا كثيرا ، وليس كل من صعب عليه خروج نفسه كان بذلك معاقبا ، ولا كل من سهل عليه الامر في ذلك كان به مكرما مثابا ، وقد ورد الخبر ( 3 ) بأن الآلام التي تتقدم الموت تكون كفارات لذنوب المؤمنين ، وتكون عقابا للكافرين ، وتكون الراحة قبل الموت استدراجا للكافرين ، وضربا من ثواب المؤمنين ، وهذا أمر مغيب عن الخلق ، لم يظهر الله تعالى أحدا من خلقه على إرادته فيه ، تنبيها له حتى يميز له حال الامتحان من حال العقاب ، وحال الثواب من حال الاستدراج ، تغليظا للمحنة ليتم التدبير الحكمي في الخلق .
فأما ما ذكره أبوجعفر من أحوال الموتى بعد وفاتهم فقد جاءت الآثار به على التفصيل ، وقد أورد بعض ما جاء في ذلك إلا أنه ليس مما ترجم به الباب في شئ ، و الموت على كل حال أحد بشارات المؤمن ، إذ كان أول طرقه إلى محل النعيم ، وبه يصل إلى ثواب الاعمال الجميلة في الدنيا ، وهو أول شدة تلحق الكافر من شدائد العقاب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المؤمن : 68 .
( 2 ) الملك : 2 .
( 3 ) تقدم في الباب أخبار عديدة تدل على ذلك .

 

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

وأول طرقه إلى حلول العقاب إذ كان الله تعالى جعل الجزاء على الاعمال بعده ، وصيره سببا لنقله من دار التكليف إلى دار الجزاء ، وحال المؤمن بعد موته أحسن من حاله قبله ، وحال الكافر بعد موته أسوء من حاله قبله ، إذ المؤمن صائر إلى جزائه بعد مماته ، والكافر صائر إلى جزائه بعد مماته .
41 - وقد جاء الحديث من آل محمد عليهم السلام أنهم قالوا : الدنيا سجن المؤمن ، والقبر بيته ، والجنة مأواه ، والدنيا جنة الكافر ، والقبر سجنه ، والنار مأواه .
42 - وروي عنهم عليهم السلام أنهم قالوا : الخير كله بعد الموت ، والشر كله بعد الموت .
ولا حاجة بنا مع نص القرآن بالعواقب إلى الاخبار ، وقد ذكر الله جزاء الصالحين فبينه ، وذكر عقاب الفاسقين ففصله ، وفي بيان الله وتفصيله غنى عما سواه انتهى .
أقول : سيأتي خبر طويل يشتمل على تكلم سلمان مع الاموات في باب أحواله رضي الله عنه .
43 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام قوله عزوجل : " فلولا إذا بلغت الحلقوم " إلى قوله : " إن كنتم صادقين " فقال إنها إذا بلغت الحلقوم اري ( 1 ) منزله في الجنة فيقول : ردوني إلى الدنيا حتى اخبر أهلي بما أرى ، فيقال له : ليس إلى ذلك سبيل .
" ف ج 1 ص 38 " 44 - كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الهيثم بن واقد ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل رسول الله صلى الله عليه واله على رجل من أصحابه وهو
-بحار الانوار جلد: 6 من صفحه 169 سطر 19 إلى صفحه 177 سطر 18 يجود بنفسه فقال : ياملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن ، فقال : أبشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق ، واعلم يا محمد إني أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول : ما هذا الجزع فوالله ما تعجلناه قبل أجله ، وماكان لنا في قبضه من ذنب ، فإن تحتسبوه وتصبروا تؤجروا ، وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا ، واعلموا أن لنا فيكم عودة ثم عودة ، فالحذر الحذر ! إنه ليس في شرقها ولا في غربها ( 2 ) أهل بيت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : ثم ارى .
م .
( 2 ) الضمير في الكلمتين يرجع إلى الارض ، ولم يذكرها اعتمادا على القرينة .





[170]


مدر ولا وبر ( 1 ) إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ، ولانا أعلم بصغيرهم و كبيرهم منهم بأنفسهم ، ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى يأمرني ربي بها .
فقال رسول الله صلى الله عليه واله : إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة ، فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ونحى عنه ملك الموت إبليس .
" ف ج 1 ص 38 " 45 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله بأدني تغيير .
" ف ج 1 ص 38 " بيان : استدل بهذا الخبر على أن القابض لارواح غير الانسان من الحيوانات أيضا هو ملك الموت عليه السلام ، وفيه نظر .
46 - كا : علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال ، إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه اشتكى عينه فعاده النبي صلى الله عليه واله فإذا هو يصيح ، فقال له النبي ( 2 ) أجزعا أم وجعا ؟ فقال : يا رسول الله ما وجعت وجعا قط أشد منه ! فقال : يا علي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فنزع روحه به فتصيح جهنم ، فاستوى علي عليه السلام جالسا فقال : يارسول الله أعد علي حديثك فقد أنساني وجعي ما قلت ، ثم قال : هل يصيب ذلك أحدا من امتك ؟ قال : نعم حاكم جائر ، وآكل مال اليتيم ظلما ، وشاهد زور .
" ف ج 1 ص 70 " 47 - كا : على بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد ، عن عبدالله بن سليم العامري ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : إن عيسى بن مريم عليه السلام جاء إلى قبر يحيى بن زكريا عليهما السلام وكان سأل ربه أن يحييه له ، فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر ، فقال له : ما تريد مني ؟ فقال له : اريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا ، فقال له : يا عيسى ما سكنت عني حرارة الموت ( 3 ) وأنت تريد أن تعيدني إلى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أراد من أهل بيت المدر أهل القرى ، ومن أهل بيت الوبر أهل البوادي وأهل الفساطيط والخيم .
( 2 ) في المصدر : فقال النبي .
م ( 3 ) في نسخة من الكافي : مرارة السوق .
وفى الوافى : حزازة السوق .
وهو وجع في القلب من الغيظ ونحوه .
والسوق بالفتح : النزع كأن روح الانسان تساق لتخرج من بدنه
 

أكرفيه للأبد

شعــ V I P ــاع
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
6,366
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

الدنيا وتعود علي حرارة الموت ، فتركه فعاد إلى قبره .
" ف ج 1 ص 72 " بيان : لعل ذوق حرارة الموت إنما يكون بعد استمرار التعيش في الدنيا و عود التعلقات كما كانت .
48 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبدين ، وكانت العبادة في أولاد ملوك بني إسرائيل ، وأنهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا فمروا بقبر على ظهر الطريق ( 1 ) قد سفى عليه السافي ، ليس يتبين منه إلا رسمه ، ( 2 ) فقالوا لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فساءلناه كيف وجد طعم الموت ؟ فدعوا الله ، وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به : أنت إلهنا ياربنا ، ليس لنا إله غيرك ، والبديع الدائم ، غير الغافل ، الحي الذي لا يموت ، لك في كل يوم شأن ، تعلم كل شئ بغير تعليم ، انشر لنا هذا الميت بقدرتك .
قال : فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس و اللحية ينفض رأسه من التراب فزعا ، شاخصا بصره إلى السماء ، فقال لهم : ما يوقفكم على قبري ؟ فقالوا : دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت ؟ فقال لهم : لقد سكنت ( 3 ) في قبري تسعة وتسعين سنة ، ما ذهب عني ألم الموت وكربه ، ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقى ، فقالوا له : مت يوم مت وأنت على ما نرى أبيض الرأس واللحية ؟ قال : لا ، ولكن لما سمعت الصيحة : " اخرج " اجتمعت تربة عظامي إلى روحى ، فبقيت فيه فخرجت فزعا ، شاخصا بصري ، مهطعا ( 4 ) إلى صوت الداعي ، فابيض لذلك رأسي ولحيتي .
" ف ج 1 ص 72 " توضيح : قال الجزري : السافي : الريح التي تسفي التراب .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : على ظهر طريق ( الطريق خ ل ) .
م ( 2 ) في المصدر : ليس منه الا رسمه .
م ( 3 ) في المصدر : سكنت ( مكثت خ ل ) .
م ( 4 ) هطع كمنع هطعا وهطوعا : أسرع مقبلا خائفا ، وأقبل ببصره على الشئ ولا يقلع عنه ، وأهطع : مد عنقه وصوب رأسه .





[172]


49 - محص : عن منصور ، عن معاوية ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : قال الله تعالى : ما من عبد اريد أن ادخله الجنة إلا ابتليته في جسده ، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا سلطت عليه سلطانا ، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيقت عليه في رزقه ، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا شددت عليه عند الموت متى ؟ يأتيني ولا ذنب له ثم أدخله الجنة ، وما من عبد اريد أن ادخله النار إلا صححت له جسمه ، فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلا آمنت خوفه من سلطانه فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلا وسعت عليه رزقه ، فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلا يسرت عليه عند الموت حتى يأتيني ولا حسنة له ثم ادخله النار .
أقول : سيأتي مثله بأسانيد في باب شدة ابتلاء المؤمن وباب علة ابتلائه .
50 - ما : الغضائري ، عن علي بن محمد العلوي ، عن الحسن بن علي بن صالح الصوفي ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قيل للصادق جعفر بن محمد عليه السلام : صف لنا الموت ، قال : للمؤمن كأطيب طيب يشمه فينعس لطيبه وينقطع التعب والالم عنه ، والكافر ( 1 ) كلسع الافاعي ولدغ العقارب وأشد .
" ص 55 " 51 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد بن قيس ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : الناس اثنان : رجل أراح ، ورجل استراح ، فأما الذي استراح ( 2 ) فالمؤمن استراح من الدنيا ونصبها ، وافضي إلى رحمة الله وكريم ثوابه ، وأما الذي أراح فالفاجر أراح ( 3 ) منه الناس والشجر والدواب و افضي إلى ما قدم " ص 106 - 107 " 52 - دعوات الراوندي : روي بأن المحتضر يحضره صف من الملائكة عن يمينه عليهم ثياب خضر ، وصف عن يساره عليهم ثياب سود ، ينتظر كل واحد من الفريقين في قبض روحه ، والمريض ينظر إلى هؤلاء مرة وإلى هؤلاء اخرى ، ويبعث الله


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كذا في النسخ والظاهر : للكافر .
( 2 ) ليس في المصدر جملة " فاما الذي استراح " .
م ( 3 ) في المصدر : راح .





[173]


ملكا إلى المؤمن يبشره ، ويأمر ملك الموت أن يتراءى له في أحسن صورة ، فإذا أخذ في قبض روحه وارتقى إلى ركبتيه شفع إلى جبرئيل وقد أمره الله أن ينزل إلى عبده أن يرخص له في توديع أهله وولده ، فيقول له : أنت مخير بين أن أمسح عليك جناحي ، أو تنظر إلى ميكائيل ، فيقول : أين ميكائيل ؟ فإذا به وقد نزل في جوق من الملائكة فينظر إليه ويسلم عليه ، فإذا بلغت الروح إلى بطنه وسرته شفع إلى ميكائيل أن يمهله فيقول له : أنت مخير بين أن أمسح عليك جناحي ، أو تنطر إلى الجنة ، فيختار النظر إلى الجنة فيتضاحك ، ويأمر الله ملك الموت أن يرفق به ، فإذا فارقته روحه تبعاه الملكان اللذان كانا موكلين به يبكيان ويترحمان عليه ، ويقولان : رحم الله هذا العبد كم أسمعنا الخير ، وكم أشهدنا على الصالحات ، وقالا : يا ربنا إنا كنا موكلين به وقد نقلته إلى جوارك فما تأمرنا ؟ فيقول تعالى : تلزمان قبره وتترحمان عليه وتستغفران له إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة أتياه بمركب فأركباه ومشيا بين يديه إلى الجنة وخدماه في الجنة .
 

نـ العيون ـور

شعــ V I P ــاع
إنضم
25 يوليو 2008
المشاركات
5,359
النقاط
0
رد: سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

أكرفيه للأبد

مشكوره على الموضوع
يعطيك العافيه
 
عودة
أعلى أسفل