شجعت عائلة من محافظة القطيف، أطفالها على تأسيس مشروعات خاصة بهم، حيث استغلت العائلة زيارة الخميس الأسبوعية، أثناء تجمع الأطفال في بيت الجد، لتأسيس مشروع خاص يهدف إلى تعزيز روح العمل الجماعي لدى الأطفال. ويقف الأطفال الذين يبلغ عددهم تسعة مقابل منزل جدهم، على طاولة صغيرة، فيبيعون أطباقاً جهزوها مسبقاً، وتشرف عليهم خالتهم «زهراء السليمان»، منذ أن لاحظت اهتمام أطفال أخواتها وإخوتها بمساعدتها بينما كانت تعد وجبة لإحدى المناسبات. وتتراوح أعمار الأطفال بين عامين و12 عاماً من البنات والأولاد، وقررت خالتهم أن تؤسس لهم مشروعاً خاصاً، حيث تكفلت بإعداد الأطباق المتنوعة أسبوعياً، وتركت المجال للأطفال حتى يتعلموا البيع إضافة إلى التعامل مع الناس. حيث جهزت لهم خالتهم طاولة صغيرة أمام المنزل، يعرضون بضاعتهم عليها، لممارسة مهنة البيع الجماعي، كما يعد المشروع فرصة لاستغلال نشاط الأطفال وطاقتهم في عمل مفيد. وتشعر السليمان أن مدارك الأطفال توسعت، وأن الحس التجاري لديهم قد نما، وبدأوا يستشعرون قيمة الأموال من جهدهم الشخصي. ويحصل الأطفال على مقابل مادي «راتب»، بعد عملهم، يحرم منه الطفل عند ارتكاب أي خطأ أو فعل سيئ، كمحاولة لتنمية الأخلاق والقيم. واكتسب الأطفال قيماً إيجابية، منها أنهم أصبحوا يتصدقون ببعض أرباحهم على الفقراء، واعتاد الجيران على هذا السوق الأسبوعي، وباتوا يطالبون بعودته، في حال توقفه، ويعد السوق أسبوعياً لمدة ساعتين، من الرابعة وحتى السادسة فقط، وتُفَعّل السليمان المشروع خلال اعتدال الجو، بسبب صعوبة احتمال الأطفال حرارة الجو صيفاً، وتذكر أنها غير متأكدة من استمرار المشروع حتى العام المقبل، ولكنها تتمنى أن يكمل الأطفال العمل فيه، حتى لو تركته، وتأمل السليمان أن يكون لأحدهم بعد سنوات مشروعه الخاص كالمطعم مثلاً.