عنوان المحاضرة: الإمام المهدي والمعارضون
المناسبة: ذكرى عاشوراء 1447هـ
الخطيب: الملا حسن الصالح
التاريخ: 12 شهر محرم 1447هـ
الموافق: الإثنين 7 يوليو 2025م
قال اللهُ تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ) الآية 5 – سورة القصص.
يقع الحديث في ثلاث نقاط:
النقطة الأولى: هل إمامُنا المهديُّ عليه السلام حينما يخرج، سيكون جميع الناس طائعين له؟ أم أن هناك من يقف ضده ويعاديه؟
الجواب: بالتأكيد لا، فبحسب ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام، فإن هناك من يُعارض الإمام عليه السلام. والدليل على ذلك رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال:إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية.
أي أن المعارضة للإمام ستكون أشد من تلك التي واجهها النبي مع المشركين.
وسبب ذلك أن شأن المصلحين دومًا أن يواجهوا من يعارض الإصلاح، والإمام سلام الله عليه سيأتي بمشروع إلهي لإملاء الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن مُلئت ظلمًا وجورًا، وهو مشروع لا يُرضي كل الناس، بل يعارضه البعض.
النقطة الثانية: ما الذي يتغير عندما يخرج الإمام؟ ولماذا يُعارَض؟
الجواب: المشروع الإلهي للإمام يتضمن خمسة أمور:
المناسبة: ذكرى عاشوراء 1447هـ
الخطيب: الملا حسن الصالح
التاريخ: 12 شهر محرم 1447هـ
الموافق: الإثنين 7 يوليو 2025م
قال اللهُ تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ) الآية 5 – سورة القصص.
يقع الحديث في ثلاث نقاط:
النقطة الأولى: هل إمامُنا المهديُّ عليه السلام حينما يخرج، سيكون جميع الناس طائعين له؟ أم أن هناك من يقف ضده ويعاديه؟
الجواب: بالتأكيد لا، فبحسب ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام، فإن هناك من يُعارض الإمام عليه السلام. والدليل على ذلك رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال:إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية.
أي أن المعارضة للإمام ستكون أشد من تلك التي واجهها النبي مع المشركين.
وسبب ذلك أن شأن المصلحين دومًا أن يواجهوا من يعارض الإصلاح، والإمام سلام الله عليه سيأتي بمشروع إلهي لإملاء الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن مُلئت ظلمًا وجورًا، وهو مشروع لا يُرضي كل الناس، بل يعارضه البعض.
النقطة الثانية: ما الذي يتغير عندما يخرج الإمام؟ ولماذا يُعارَض؟
الجواب: المشروع الإلهي للإمام يتضمن خمسة أمور:
- إبراز القرآن إبرازًا جديدًا:
وليس المقصود قرآنًا جديدًا، بل هو نفس القرآن الموجود بين أيدينا، لكنه يُبين ويُرتب حسب النزول، كما في مصحف الإمام علي عليه السلام، وتُظهَر معانيه الحقيقية التي طمست أو حرفت معانيها. وقد ورد في الرواية عن الإمام علي عليه السلام: كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل.
فمصحف الإمام علي مرتب بحسب النزول، وأول آية فيه هي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) آية 1 – سورة العلق، ويكون التتابع بحسب النزول، وحتى أن من أبناء العامة من فسر القرآن بتفسير النزول، ومنها:
– بيان المعاني لعبد القادر بن ملّا حويش السيد محمود آل غازي العاني.
– معارج التفكر ودقائق التدبر لعبد الرحمن حبنكة الميداني.
– التفسير الحديث لمحمد عزة دروزة.
وفي دعاء ارد عنه عليه السلام نقرأ: اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك. وهو القرآن الكريم، فالقرآن يتعرض إلى تبديل ليس من حيث الآيات بل في المعاني والحقائق القرآنية. - إحياء السنة النبوية:
السنة النبوية تنقسم إلى:
– قسم منها وصل سليمًا.
– قسم آخر وصل مشوهًا.
– وقسم منه لم يصل إلينا.
ورد عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال عن الإمام المهدي: ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها.
فكل السنة النبوية تصل إلينا سالمة دون تشويه أو تحريف. - إبطال أحكام التقية:
كل الأئمة كانوا يركزون على التقية، والروايات فيها كثيرة، منها ما قاله الإمام الصادق عليه السلام: التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له.
لكن التقية لها وقت، تمتد وتبقى حتى ظهور الإمام، فيبطل أحكامها، كما جاء في حديث محمد بن مسلم الطائفي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن القائم إذا قام بأي سيرة يسير في الناس؟
فقال: بسيرة ما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يظهر الاسلام.
قلت: وما كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قال: أبطل ما كانت في الجاهلية، واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل.
أبو جعفر محمد بن مسلم بن رباح فقيه ومحدث من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم عليهم السلام، وردت الكثير من الروايات الشريفة عن أهل بيت العصمة التي ذكرت فضله ومنزلته في الدنيا والآخرة، وأجمع العلماء على وثاقته، فقد كان من فقهاء الشيعة الذين كان الأئمة يُرجعون الشيعة إليهم لأخذ معالم دينهم عنهم، وقد روى 46000 رواية عن الإمامين الصادقين، وله من الآثار كتاب الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام، توفي سنة 150 هـ، وكان له من العمر سبعون عاماً.
المصدر: ويكي شيعة
- إظهار الأحكام الواقعية:
الأحكام الشرعية تنقسم إلى قسمين:
– أحكام واقعية: كوجوب الصلاة، والصوم، والحج لمن يستطيع، حرمة شرب الخمر، وحرمة الزنا.
– الأحكام الظاهرية: ولتبيان ذلك نذكر مثال؛ حكم صلاة الجمعة، وقد اختلف الفقهاء فيها، فمنهم من قال أن صلاة الجمعة واجبة بالوجوب التعييني (أي أنه يجب على المكلف أن يصلي الجمعة لا يجوز له أن يصلي صلاة الظهر)، رأي آخر يقول أن صلاة الجمعة واجبة وجوبًا تخييريًا (آي أن المكلف يخير بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر)، رأي آخر يرى حرمة صلاة الجمعة في زمن الغيبة وعلى المكلق أن يصلي صلاة الظهر فقط؛ وهنا يرجع المكلف إلى مرجع التقليد؛ وهذا أمر ظاهري نعرف حكمه إذا ظهر الإمام سلام الله عليه.
وكذلك اختلف الفقهاء في حكم تغطية المرأة للوجه؛ رأي يقول بوجوب التغطية بنحو الفتوى فتستر وجهها بالكامل، رأي آخر يقول بوجبها على النحو الإحتياط الوجوبي، ورأي يقول باستحباب تغطية الوجه، ورأي يقول بالاحتياط الاستحبابي، بالتالي فإننا نجهل الحكم الواقعي للمسألة.وهذا ما ورد عن إمام الصادق عليه السلام: عليكم بالتسليم، والرد إلينا، وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم، ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا، ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض، كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لأنكم أهل البصائر فتكم ذلك اليوم.
والإمام يُظهر الأحكام الواقعية كما أنزلها الله على النبي صلى الله عليه وآله. ويبينها إلى الناس.
- الصرامة والشدة:
ورد في كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني الكثير من الروايات حول هذا الشأن، ونشير هنا إلى رواية منها ما ورد عن الإمام الإمام الباقر عليه السلام: يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم.البعض عندما يسمع هذه الرواية وأمر السيف والقتل يظن أن الإمام يأتي لقطع جميع الرقاب، والبعض يتصور بأنه عليه السلام سيكون حملًا وديعًا ويسامح لأنه مظهر من مظاهر الرحمة، والصحيح أنه أمر بين أمرين، فمن تاب واستحق الرحمة والشفقة فمن المُسَلم به أن يكون الإمام مظهر من مظاهر الرحمة معه، والذي سيقف ضد المشروع الإلهي واستحق القتل فلا يُتصور أن يكون عليه السلام رحيمًا معه ويعفو عنه.
النقطة الثالثة: المعارضون للإمام:
وهي أهم هذه النقاط، وذلك ليعرف الانسان بنفسه هل هو قريب منهم فيبتعد! أو هو بعيد فيحمد الله ويدعوه سبحانه بالثبات وأن يكون من أنصار الإمام صاحب العصر والزمان.
المعارضون للإمام ينقسمون إلى أربع فئات:
وعن ابن أبي يعفور أنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده نفر من أصحابه، فقال لي: يا ابن أبي يعفور؛ هل قرأت القرآن؟
قال: قلت: نعم، هذه القراءة؟
قال: عنها سألتك ليس عن غيرها.
قال: فقلت: نعم جعلت فداك، ولم؟
قال: لان موسى عليه السلام حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر، فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، ولان عيسى عليه السلام حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، وهو قول الله عز وجل: (فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)، وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم، وهي آخر خارجة تكون.
ويُقابل هؤلاء فئة المُسلِمون الذي إذا سمع قول الإمام، قال: سمعًا وطاعة، وهذا ما كان عليه أصحاب الحسين عليه السلام، حيث سلموا أرواحهم وأموالهم وكل شيء بين يدي الإمام عليه السلام، وهم يعلمون بأنه سيقتلون ويقطعون، ولكنهم وقفوا دفاعًا عن الإمام الحسين عليه السلام، حتى استشهدوا.
وهي أهم هذه النقاط، وذلك ليعرف الانسان بنفسه هل هو قريب منهم فيبتعد! أو هو بعيد فيحمد الله ويدعوه سبحانه بالثبات وأن يكون من أنصار الإمام صاحب العصر والزمان.
المعارضون للإمام ينقسمون إلى أربع فئات:
- البتريون: أول من أطلق هذا المصطلح هو زيد بن علي بن زين العابدين الشهيد، أطلقه على من يجمع بين ولاية علي وولاية أعدائه، والولاء لا يجتمع مع البراءة.
وفي رواية مخيفة وردت عن الإمام الصادق عليه السلام: إذا خرج القائم عليه السلام خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر. والأمر هنا تعني الولاية.
وورد عن الإمام الباقر عليه السلام: ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم وسمروا ساماتهم وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة إرجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف. ومع الأسف يستغل البعض هذه الرواية ويفسرها بقوله: كيف تطلبون منا أن تقلد مراجع سيضع الإمام سيفه على رقابهم؟ وهنا نقول بكذبه لأنهم لا يخرجون إلا بظهور الإمام، فإذا قلت بظهوره وأن هذا عصر الظهور، فنقول بكذبه أيضا لما ورد في الروايات: كذب الوقاتون. - المتأولون:
ورد عن الفضيل بن يسار أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر.
يؤولون القرآن بحسب أهوائهم ويعارضون الإمام رغم أنه يحتج عليهم بالقرآن. - الناعِمون:
وهم المتساهلين في الدين، لا يبالون إن ذهبت القيم والمباديء أو اندثرت العقيدة، يقول الإمام الباقر عليه السلام: لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه، مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم. - الماديون:
وهم الذين لا يؤمنون إلا بما يدركونه بحواسهم، فيشككون في الغيب، والمعجزات، والكرامات، والإمام المهدي عليه السلام. بينما المؤمن الحقيقي، كما في نموذج ابن أبي يعفور، يُسلم بكل ما يقوله الإمام، وقد روي عنه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت ان الذي قلت حلال: حلال، وان الذي قلت حرام: حرام. قال: رحمك الله، رحمك الله.
وعن ابن أبي يعفور أنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده نفر من أصحابه، فقال لي: يا ابن أبي يعفور؛ هل قرأت القرآن؟
قال: قلت: نعم، هذه القراءة؟
قال: عنها سألتك ليس عن غيرها.
قال: فقلت: نعم جعلت فداك، ولم؟
قال: لان موسى عليه السلام حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر، فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، ولان عيسى عليه السلام حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، وهو قول الله عز وجل: (فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)، وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم، وهي آخر خارجة تكون.
ويُقابل هؤلاء فئة المُسلِمون الذي إذا سمع قول الإمام، قال: سمعًا وطاعة، وهذا ما كان عليه أصحاب الحسين عليه السلام، حيث سلموا أرواحهم وأموالهم وكل شيء بين يدي الإمام عليه السلام، وهم يعلمون بأنه سيقتلون ويقطعون، ولكنهم وقفوا دفاعًا عن الإمام الحسين عليه السلام، حتى استشهدوا.









متابعة القراءة...