عنوان المحاضرة: زيارة الأربعين: دلالاتها الروحية ورسالتها العالمية
المناسبة: ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام 1447هـ
الخطيب: السيد إبراهيم المحافظة
التاريخ: 20 صفر 1447هـ
الموافق: الجمعة 15 أغسطس 2025م
ورد في كامل الزيارات عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام -يعني الإمام الصادق سلام الله عليه- فقيل لي: ادخل، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول: “… فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وارحم تلك الا عين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا”.
زيارة الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر، وهي زيارة الأربعين، من الزيارات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام. وكما تعلمون، تنقسم زيارت الإمام الحسين عليه السلام إلى قسمين:
المناسبة: ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام 1447هـ
الخطيب: السيد إبراهيم المحافظة
التاريخ: 20 صفر 1447هـ
الموافق: الجمعة 15 أغسطس 2025م
ورد في كامل الزيارات عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام -يعني الإمام الصادق سلام الله عليه- فقيل لي: ادخل، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول: “… فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وارحم تلك الا عين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا”.
زيارة الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر، وهي زيارة الأربعين، من الزيارات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام. وكما تعلمون، تنقسم زيارت الإمام الحسين عليه السلام إلى قسمين:
- القسم الأول: الزيارات العامة المطلقة: وهي التي يزار بها الإمام في أي وقت وأي يوم من أيام السنة، ولا يستهين أحد بها، والكثيرة من الروايات التي وردت في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام إنما هي واردة في مطلق الزيارة.
- القسم الثاني: الزيارات المخصوصة: وهي التي ترتبط بحدث أو زمن معين، مثل زيارته عليه السلام في يوم عرفة، وفي عاشوراء، وفي العيدين، وفي ليلة القدر، وفي ليلة النصف من شعبان أو في رجب، وهكذا. وزيارة الأربعين من هذا القسم، وقد وردت نصوص معتبرة تؤكدها.
ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله في تهذيب الأحكام، وهو أحد الكتب الأربعة عند أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، في الجزء السادس بسند يصل إلى صفوان الجمال، عن الإمام الصادق عليه السلام في زيارة الأربعين: “تزور عند ارتفاع النهار وتقول: السلام علي ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه السلام على صفي الله وابن صفيه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات…” إلى أخر الزيارة، وهي زيارة معروفة مخصوصة بهذا اليوم، وقد وردت عند أهل البيت عليهم السلام.
اليوم لم يعد النقاش حول ثبوت هذه الزيارة أو صحتها مطروحًا، وقد تجاوز العلماء هذه المرحلة، وأثبتوا مشروعيتها واستحبابها المؤكد. بل أصبحت زيارة الأربعين أمرًا واقعيًا يفرض نفسه، وحدثًا عالميًا يشارك فيه الملايين من أكثر من ثمانين دولة، وربما يصل العدد إلى أكثر من مئة أو مئة وأربعين دولة، حيث يفد الزائرون أفراداً لا وفوداً رسمية.
أحد فقهاء النجف شبه زيارة الأربعين بنموذج مصغر للمدينة الفاضلة، ففي المدينة الفاضلة ترى الناس مثاليين، فتجد المرأة المؤمنة في زيارة الأربعين تسير مئات الكيلومترات وهي تأمن على نفسها ومالها وعرضها. هذه الزيارة وهذا التجمع العالمي يحقق أمور يطلبها منا أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولا تتحقق إلا في زيارة الأربعين، ومنها: توحد القلوب المشتتة، وتكسر التحزب والانقسام، فيجتمع الناس على اختلاف جنسياتهم وتوجهاتهم وتحزباتهم تحت راية “يا حسين”، وتحقق الشعار العظيم: “الحسين يوحدنا”.
والتحدي الأكبر ليس في إثبات مشروعية الزيارة، بل في كيفية إيصال رسالتها إلى العالم: رسالة الحسين ومبادئه وأهدافه. فالمؤتمر العالمي هذا فرصة لن تتكرر في أي مناسبة أخرى.
وزيارة الإمام الحسين عليه السلام لا تُترك في أي حال، فالروايات تدعو لعدم ترك زيارة الإمام ولو عن بُعد.
اليوم لم يعد النقاش حول ثبوت هذه الزيارة أو صحتها مطروحًا، وقد تجاوز العلماء هذه المرحلة، وأثبتوا مشروعيتها واستحبابها المؤكد. بل أصبحت زيارة الأربعين أمرًا واقعيًا يفرض نفسه، وحدثًا عالميًا يشارك فيه الملايين من أكثر من ثمانين دولة، وربما يصل العدد إلى أكثر من مئة أو مئة وأربعين دولة، حيث يفد الزائرون أفراداً لا وفوداً رسمية.
أحد فقهاء النجف شبه زيارة الأربعين بنموذج مصغر للمدينة الفاضلة، ففي المدينة الفاضلة ترى الناس مثاليين، فتجد المرأة المؤمنة في زيارة الأربعين تسير مئات الكيلومترات وهي تأمن على نفسها ومالها وعرضها. هذه الزيارة وهذا التجمع العالمي يحقق أمور يطلبها منا أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولا تتحقق إلا في زيارة الأربعين، ومنها: توحد القلوب المشتتة، وتكسر التحزب والانقسام، فيجتمع الناس على اختلاف جنسياتهم وتوجهاتهم وتحزباتهم تحت راية “يا حسين”، وتحقق الشعار العظيم: “الحسين يوحدنا”.
والتحدي الأكبر ليس في إثبات مشروعية الزيارة، بل في كيفية إيصال رسالتها إلى العالم: رسالة الحسين ومبادئه وأهدافه. فالمؤتمر العالمي هذا فرصة لن تتكرر في أي مناسبة أخرى.
وزيارة الإمام الحسين عليه السلام لا تُترك في أي حال، فالروايات تدعو لعدم ترك زيارة الإمام ولو عن بُعد.
روي عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير؛ تزور قبر الحسين عليه السلام في كل يوم؟
قلت: جعلت فداك لا.
قال: ما أجفاكم فتزوره في كل شهر؟
قلت: لا.
قال: فتزوره، في كل سنة؟
قلت: قد يكون ذلك.
قال: يا سدير؛ ما أجفاكم للحسين عليه السلام، أما علمت أن الله تبارك وتعالى ألف ألف ملك شعث غبر، يبكون ويزورون ولا يفترون، وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة خمس مرات، أو في كل يوم مرة.
قلت: جعلت فداك، بيننا وبينه فراسخ كثيرة.
فقال لي: اصعد فوق سطحك ثم التفت يمنة ويسرة، ثم ارفع رأسك إلى السماء، ثم تنحو نحو القبر فتقول: “السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته” تكتب لك بذلك، زورة الزورة حجة وعمرة.
قال سدير: فربما فعلت ذلك في الشهر أكثر من عشرين مرة.






متابعة القراءة...