عنوان المحاضرة:عقيدة القضاء والقدر
المناسبة: مجلس تعزية الحاجة مدينة عبد الله سند
الخطيب: الشيخ رائد الستري
التاريخ: 22 صفر 1447هـ
الموافق: السبت 16 أغسطس 2025م
قال تعالى: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} آية 3 – سورة الطلاق
يتحدث المولى عز وجل في قرآنه المجيد عن عقيدة تعرف بعقيدة القضاء والقدر، ليبين تقديره للأمور وإحكام الأشياء على وفق ما قدر، {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} آية 3 – سورة الطلاق، فالحياة مرتبطة بتقدير الله عز وجل، وهنا عقيدة القضاء والقدر عقيدة موجودة عند جميع المسلمين، وواجه العلماء تحديا في تفسير هذه العقيدة بما يلتئم مع اختيار الإنسان من جهة، أو البناء على جبره، أو التفويض، وكذلك ما يرتبط بتفسير صحة الإثابة والعقوبة مع وجود عقيدة القضاء والقدر.
وما يهمنا هو تفسير أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، شرق أو غرب فإنك لا تجد علما إلا هاهنا، ويشير الإمام إلى نفسه.
المناسبة: مجلس تعزية الحاجة مدينة عبد الله سند
الخطيب: الشيخ رائد الستري
التاريخ: 22 صفر 1447هـ
الموافق: السبت 16 أغسطس 2025م
قال تعالى: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} آية 3 – سورة الطلاق
يتحدث المولى عز وجل في قرآنه المجيد عن عقيدة تعرف بعقيدة القضاء والقدر، ليبين تقديره للأمور وإحكام الأشياء على وفق ما قدر، {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} آية 3 – سورة الطلاق، فالحياة مرتبطة بتقدير الله عز وجل، وهنا عقيدة القضاء والقدر عقيدة موجودة عند جميع المسلمين، وواجه العلماء تحديا في تفسير هذه العقيدة بما يلتئم مع اختيار الإنسان من جهة، أو البناء على جبره، أو التفويض، وكذلك ما يرتبط بتفسير صحة الإثابة والعقوبة مع وجود عقيدة القضاء والقدر.
وما يهمنا هو تفسير أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، شرق أو غرب فإنك لا تجد علما إلا هاهنا، ويشير الإمام إلى نفسه.
عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي مريم قال قال: أبو جعفر عليه السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: “شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت”.
فما هي عقيدة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام في القضاء والقدر؟ الروايات تبين أن القضاء والقدر على أقسام وتقسيمات عديدة تختلف باختلاف النظر إلى مقسمها. فلنذكر قسما يلحظ فيه مسؤولية الإنسان وعدم مسؤوليته.
بمعنى أن القضاء والقدر الذي يجري على الإنسان نوع أول تنخفض فيه مسؤولية الإنسان وتتضاءل لتصبح في بعضها معدومة، وقسم ثان من القضاء والقدر الإنسان له فيه نحو من المسؤولية، وكأنما الإنسان هو الذي صنع قضائه وقدره.
فمثلا الله يجري على الإنسان أقدارا وأقضية لا دور له فيها، كمثل أن جعل له أبًا وأمًا، لم يختر الإنسان أباه ولا أمه، ولا خاله، ولا عائلته، وكذلك شكله ولونه وطوله وبنيته وما يرتبط بالوراثة، لا دور للإنسان فيها، وإن كان العلم الحديث قد أعطى الإنسان قدرة على تحسين بعض هذه الأمور، إلا أن الأصلا لا دخل له فيه، وكذلك لم نختر مكان ولادتنا ولا زمانها، بل غيرنا هو الذي قدر ذلك، هذه الأقدار من صنف الأقدار التي لا دور لنا فيها.
وقس على ذلك ما يجري للإنسان من حوادث عارضة خارجة عن إرادته، كأن تهب ريح فتسقط شيئا على رأسه وهو لا يدري، وهذه أقضية وأقدار يجريها الله عز وجل.
أما القسم الآخر فهو ما نحن نختاره ونتسبب فيه، كالسعي في الرزق مثلا. يقول تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} آية 6 – سورة هود، أي أن رزقك مكتوب ومقدر لك، ولا يستطيع الناس منعه عنك ولو اجتمعوا جميعًا، وإن منعوك من سبب من أسباب هذا الرزق، وصلك من طريق آخر، ولكن على الإنسان أن يسعى، فإن جلس يائسا فقد فوت على نفسه السبيل.
بمعنى أن القضاء والقدر الذي يجري على الإنسان نوع أول تنخفض فيه مسؤولية الإنسان وتتضاءل لتصبح في بعضها معدومة، وقسم ثان من القضاء والقدر الإنسان له فيه نحو من المسؤولية، وكأنما الإنسان هو الذي صنع قضائه وقدره.
فمثلا الله يجري على الإنسان أقدارا وأقضية لا دور له فيها، كمثل أن جعل له أبًا وأمًا، لم يختر الإنسان أباه ولا أمه، ولا خاله، ولا عائلته، وكذلك شكله ولونه وطوله وبنيته وما يرتبط بالوراثة، لا دور للإنسان فيها، وإن كان العلم الحديث قد أعطى الإنسان قدرة على تحسين بعض هذه الأمور، إلا أن الأصلا لا دخل له فيه، وكذلك لم نختر مكان ولادتنا ولا زمانها، بل غيرنا هو الذي قدر ذلك، هذه الأقدار من صنف الأقدار التي لا دور لنا فيها.
وقس على ذلك ما يجري للإنسان من حوادث عارضة خارجة عن إرادته، كأن تهب ريح فتسقط شيئا على رأسه وهو لا يدري، وهذه أقضية وأقدار يجريها الله عز وجل.
أما القسم الآخر فهو ما نحن نختاره ونتسبب فيه، كالسعي في الرزق مثلا. يقول تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} آية 6 – سورة هود، أي أن رزقك مكتوب ومقدر لك، ولا يستطيع الناس منعه عنك ولو اجتمعوا جميعًا، وإن منعوك من سبب من أسباب هذا الرزق، وصلك من طريق آخر، ولكن على الإنسان أن يسعى، فإن جلس يائسا فقد فوت على نفسه السبيل.
وقد روي أن أمير المؤمنين عليه السلام عدل من عند حائط مائل إلى مكان آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين تفر من قضاء الله؟ فقال عليه السلام: أفر من قضاء الله إلى قدر الله.
وعليه فالأقضية على قسمين: أقضية لا دخل للإنسان فيها، وأقضية هو داخل فيها ومسؤول عنها، والمؤمن يؤمن بقضاء الله خيره وشره، فمن الأقضية ما هو خارج عن إرادتنا كأعمار الناس، فإذا قبض الله نفسا فذلك ليس بيدنا، حتى النبي صلى الله عليه وآله قبض ابنه إبراهيم وهو في حجره، فقال: هو الذي أعطى وهو الذي أخذ.
ومن هنا قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} آية 155 – سورة البقرة، فالمؤمن يعالج تلك المصائب بالصبر، ويصبر على قضاء الله وقدره.
ومن هنا قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} آية 155 – سورة البقرة، فالمؤمن يعالج تلك المصائب بالصبر، ويصبر على قضاء الله وقدره.






متابعة القراءة...