هل ستكون اللغة العربية درسا من دروس التاريخ والتراث ؟

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
هل ستكون اللغة العربية درسا من دروس التاريخ والتراث ؟

مقتبس للفائدة العامة

ان ضعف التعبير اللغوي عند ابناء الضاد اضحى امرا ملحوظا وهو لا يقتصر على مكان معين او بيئة معينه, فنرى ان هذا الضعف قد تمادى الى ان وصل اقاليم الادباء وكتاباتهم وذلك بارز من خلال استعمالهم نفس اللفظ لاكثر من معنى.
وهذا ما جعلنا نفقتد الدقة اللغوية التي تحلت بها لغتها في عصور مضت .. وليس هناك يا شك في ان هذه مشكلة وصلت الى حد لا يستهان بها والتعامل معها قد يكون مستحيلا لاننا في كل يوم نسعى بطريقة غير مباشره ونعتقد ان لا ذنب لنا في المساهمة في ضياع اللغة والنسب تختلف من شخص لاخر ..

ولذلك فالواجب من كل فرد ان يجتهد ولو بالقليل لان يفقه ويتعلم سنن التعبير في اللغة وان يتبحر قد ما شاء في اللغة ولكي لا يطول الحديث والعتاب فانقل اليكم هذا المثال المشخص بصورة ممتازة لما نحن فيه :

عملية الشٌّرب هي تخص كل كائن حي بشري او غيره وهي من الامور المشتركة بيننا وبين سائر الكائنات فالانسان يشرب والجمال تشرب والكلاب تشرب والحمام يشرب وكانه ليس هناك فرق بين هذه كلها في توصيل الماء او السائل الى الجوف !

ولكن العرب الذي تكلموا باللغة الاصل لاحظوا فروقا ووضعوا لكل منها لفظا خاصا فقالوا :

الكلب : يلغُ
الطير : يَعُبّ
البعير: يكرعْ
الانسان : يشرب !

واعتقد اننا في بعض الاحيان نستعمل في لهجتنا العامية هذه الكلمات الغير تابعة للانسان مثل كلمة : يلغُ التابعة للكلاب اعتقد انها تستعمل للدلالة على الاكل بعجله وشراهه وهذا ان دل على شيئا فانه يدل على مدى ضعف التعبير اللغوي الذي وصلنا اليه ..ووهناك من امثلة اخرى كثيره جدا ..

وهكذا رأينا ولاحظنا الفرق بين وضعنا اليوم ووضع السابقون الاولون الذين كانوا يختارون المعنى المناسب للفظ المناسب في دقه وحسن استخدام.

من الكتاب التي تعنى بهذا الباب : فقه اللغة وسر العربية للثعالبي .


إقتباس
قصة الكتاب :
أشهر مؤلفات الثعالبي بعد اليتيمة. وهو كتابان في مصنف واحد، وذلك أن أبا الفضل الميكالي طلب من الثعالبي أن يؤلف له كتاباً في فقه اللغة، وهو الذي سماه بذلك، ورسم حدوده، فسارع الثعالبي إلى تأليفه، وشفعه بكتاب آخر سماه سر العربية، فصارا كالكتاب الواحد. أما فقه اللغة: فيضم (30) باباً جمع في كل باب مفردات لغوية لمعنى تدل على أجزائه أو أقسامه أو أطواره أو أحواله، وجمع الفصول المتقاربة في المعنى في باب واحد. وقد يكتب فصولاً في باب، ويشير إلى أنه كان يجب أن يكتبها في باب سابق ولكن الشيطان أنساه كتابتها، مما يدل أنه لم يتفرغ لإعادة بناء هذا الكتاب كعادته في كتبه. أما سر العربية: فهو عبارة عن فصول غير مبوبة، تناول فيها مسائل في اللغة وعلومها، ونقل معظم بحوثه فيها عن كتاب (فقه اللغة) لابن فارس (انظره في هذا البرنامج) وعكس أحمد أمين الصورة (ظهر الإسلام 2 /121) فحكم بالسبق للثعالبي !. وتنحصر قيمة الكتاب فيما يرى د. زكي مبارك: في نقولاته من الكتب التي لم يعد لها أثر. وذكر الثعالبي في مقدمته حادثة هجوم القفص على ضيعته أثناء تأليف الكتاب، وذلك سنة 420هـ ما يحدد تاريخ تأليفه للكتاب. ونبه د. الجادر إلى أن كتاب الثعالبي المطبوع: (نسيم السحر) مختصر من القسم الأول من كتاب فقه اللغة. اختصره الثعالبي وأهداه لأبي الفتح الصيمري الذي ورد نيسابور مع السلطان مسعود سنة 424هـ وكان له على الثعالبي في غربته بغزنة أياد ذكرها في مقدمة (نسيم السحر). وقد اقتتطع غير مرةٍ أقساماً من كتبه وأهداها لأمراء عصره. فصارت هذه سنة الأدباء من بعده، كما فعل ابن سعيد بكتابه (المغرب في حلى المغرب). أما نسخ الكتاب، فقد وصلتنا بعناوين مختلفة. والنسخة الوحيدة التي تحمل عنوان (فقه اللغة وسر العربية) هي نسخة دار الكتب المصرية. وقد جاء اسمه في نسخة الكتبخانة العمومية في القسطنطينية (معرفة الرتب فيما ورد من كلام العرب) وتحت عنوان (شمس الأدب) في مكتبة الأوقاف بالموصل، وسماه بعض المؤرخين (سر الأدب) وطبع لأول مرة على الحجر في إيران سنة 1858م بعنوان (سر الأدب في مجاري كلام العرب) وطبع لأول مرة بعنوان (فقه اللغة وسر العربية) في باريس سنة 1861 بعناية الكنت رشيد الدحداح، وبمصر على الحجر سنة 1284هـ ثم على الحروف سنة 1880م ثم توالت طبعاته التي يطول عدها. انظر: (الثعالبي ناقداً وأديباً) د. محمود عبد الله الجادر ص99.
 
عودة
أعلى أسفل