عـذراءُ حزنـي بالطفـوفِ تنسّكـي ***واتـلِ بـتـولاً فالجـراحـاتُ اسـمـكِ
وتعـرَّشـي مـــاءً تـكـسَّـرَ طـعـمُـه***فوقَ الشفـاهِ فمـا لمـاءٍ تضحكـي
حيث اغتـراب الدمـعِ وجـهٌ واحـدٌ ***مدَّ الملامحَ فـي العيـونِ لتسلكـي
كلَّ الخلايـا الحُمـرِ حيـن توضـأتْ ***بالحـزنِ والنـزفِ الـذي قــد لـفّـكِ
وسوسـتِ لـي حـبًَّـا تيـقّـن نبـضُـهُ ***بعـثـاً لـروحــي للـحـيـاةِ لتحـتـكـي
عذراءُ صافحنـي الوجيـبُ فخلتـه***يغـري التوجـعَ فـيَّ حتـى يشتكـي
يمضي ويسكنُ بـي ودونـي هـدأةٌ ***تنبـيـكِ أن القـلـبَ سـتـرٌ فاهتـكـي
وضعي دمي فوق الترابِ ليرتوي ***مـن لـونـهِ كــلُّ احتـضـار ٍ حـالـكِ
وتصافحـي والقـبـر فــي ملكـوتـهِ ***سبحـانـه.. بالـلـثـمِ فـيــهِ تمـلّـكـي
وخذي الضياعَ وغربتـي وتمثّلـيب***الآهِ في كـربِ البـلاء ِ وأشركـي
مقـلَ النحيـبِ فكـلُّ مـا قـد عشتِـه***بسمِ الحسين وباسمه لن تهلكـي
***
الحـزنُ يـا عـذراءُ حزنـي لـوحـةٌ***صوفـيّـة ٌ غَسَـلـتْ نـوايــا فـلـكـكِ
نزفتْ فصـولاً مـن دمـاءٍ غـادرتْ***كــلَّّ التهمـهـمِ فـيـكِ حـتـى مَـــدَّكِ
فــإذا احتـمـالاتُ الـتـأوّهِ أهـرقـتْ***مني الشعورَ فيا حروفي اسفكـي
هذا الحسيـنُ بسَلسَـلِ اللهِ ارتـدى***فتبلّـلـي بالـضـوءِ فـيـهِ تمـسّـكـي
وتزاحـمـي والغـيـم فــي عتـبـاتـهِ***بـرَأتْ حكايـا فــي سـجـودٍ عـاتـكِ
وتطوّفي حـولَ الضريـحِ ولملمـي***صلواتِـهِ ومـعَ الملائـكِ شـاركـي
ذوبـــي بتقـبـيـلٍ يــــذوبُ زيــــارةً ***وتنسّمـي رَوحَ السمـاءِ وبـاركـي
وتجاذبـي ظمـأَ العيـونِ وصـرِّفـي ***دمـعـاً أيــا عــذراءُ فـيـهِ حـرّكــي
قطعَ الوجـودِ ومـا أشـفَّ وجـودهُ***رجَّ الـحـيـاةَ بـيـومـهِ لـمــا بُـكــي
***
وتقبلو تحيااتي