السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقيمو مجالس ابا عبد الله الحسين
اقيمو مجالس ابا عبد الله الحسين
ورد أن النبي صلى اللّه عليه وآله ، لما أخبر ابنته فاطمة عليها السلام ، بقتل ولدها الحسين ، وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمة عليها السلام بكاءً شديداً .. وقالت : يا أبتِ متى يكون ذلك ؟ فقال : في زمان خال مني ومنك ومن علي ، فاشتد بكاءها وقالت : با أبتِ فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم باقامة العزاء له ؟ فقال : يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي .. ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي .. ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل ، في كل سنة .. فاذا كان يوم القيامة ، تشفعين أنت للنساء .. وأنا أشفع للرجال .. وكل من بكى منهم على مصاب الحسين ، أخذنا بيده وأدخلناه الجنة .. يا فاطمة ، كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين .. فانها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة .
فعن الامام الرضا عليه السلام قال : من تذكر مصابنا وبكى .. لما أُرتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة .. إن ذُكر بمصابنا فبكى وأبكى .. لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلساً يُحيي فيه أمرنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب .
. البحار ج٤٤ص۲٧۸
فعن الامام الصادق عليه السلام قال لفضيل : تجلسون وتتحدثون ؟ قال نعم ، جعلت فداك ، قال عليه السلام : إن تلك المجالس أُحبها ، فأحيوا أمرنا .. يا فضيل ، فرحم اللّه من أحيا أمرنا ، يا فضيل ، من ذكر أو ذُكرنا عنده ، فخرج من عينه مثل جناح ذبابة غفر اللّه له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر .. البحار ج٤٤ص۲۸۲
فعن الامام الصادق عليه السلام قال : رحم اللّه عبداً ، اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا فان ثالثهما ملك يستغفر لهما ، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى اللّه تعالى بهما الملائكة ، فاذا اجتمعتم ، فاشتغلوا بالذكر ، فان في اجتماعكم ومذاكرتكم إحيائنا .. وخير الناس من بعدنا ، من ذاكر بأمرنا .. ودعا الى ذكرنا .. يتذاكر الأغلب في كل شيء إلا في هذا ، حيث نتذاكر في جميع امور الدنيا الفانية ونترك ذكر العترة الطاهرة عليها السلام ، ولا نقيم المجالس في بيوتنا ، لكي نكون خير الناس ، ونكون ممن يباهي بنا الملائكة ..