بسمه تعالى
إن من الأمور التي أثارت الكثير في وقتنا الحالي والتي تعتبر من الأمور ذات العيار الثقيل هي مسألة الخمس من ناحية الكم المتحصل عليه ومن ناحية الفوائد المرجوة منه من جهة
ومن جهة ثانية تعامل الوكلاء في المنطقة مع هذا المورد سلبا أو إيجابا ومساحة الصلاحيات الممنوحة لهم
والكلام هنا يدور في نقاش مسألتين
الأولى : كيفية الخمس وبيان مواقع الخلاف الفعلي بين الوكلاء
الثانية : بيان مصارف الخمس
وبالله أستمد العون في بيان هذه الأمور وليس عن واقع سماع ونقل بل عن واقع تجربة ودراية وفهم قاصر
والله ولي التوفيق .
الحلقة الأولى
(كيفية حساب الخمس)
****
* كيفية حساب الخمس .
من المعلوم أن مسألة الخمس من المسائل الشرعية الضرورية في ديننا الإسلامي والتي لم يختلف العلماء سنة وشيعة على وجودها في الدين الإسلامي لوجود الدليل القرآني عليها وهو قوله تعالى {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (41) سورة الأنفال
ومن المعلوم كذلك أن علماء الشيعة لم يحصروا الخمس فقط في غنائم الحرب بل عمموا المسألة لغير ذلك بل أوجبوا الخمس في كل غنيمة وكل ربح يتحصل عليه الإنسان بعد المؤنة وذلك لروايات آل البيت عليهم السلام المروية عن الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام والتي تفيد أن الخمس بعد المؤنة
ونحن هنا لا نناقش الأدلة فهي تبحث عند العلماء ولكنا نريد بحث كيفية حساب الخمس فهو موضوع بحثنا بعد الفراغ من أن أصل المسألة وأصل وجوب تعلق الخمس مما قال به علمائنا الأبرار ومن خالف فليقف بين يدي ربه يوم القيامة ويدلي بدليله هناك وغدا إما يكون الحق معه أو ضده والله العالم بالحال
****
اعلم أخي العزيز وأختي الفاضلة أن ما يمتلكه الإنسان ينقسم لقسمين
1- أمور غير استهلاكية
2- أمور استهلاكية
*****
- الأمور غير الإستهلاكية :
فهي كل ما يبقى بعد الإستخدام وذلك مثل [الملابس – الأجهزة – الأثاث – السيارة _ .....إلخ ] فإن هذه الأمور إذا استخدمها الإنسان لا تنتفي بل تبقى بعد الإستخدام
وهنا طريقة حسابها في الخمس بالبيان التالي :
كل ما يمتلكه الإنسان من هذه الأمور من حين الملك تكون له سنة حولية كاملة فإن استخدمه خلال هذه السنة فلا يتعلق به الخمس مطلقاً ولكن لو لم يستخدمه من حين الملك حتى مرت عليه سنة كاملة فهنا يتعلق به الخمس
وللتوضيح :
أ) لو شريت لي ثوب بتاريخ 4\7\1426 هـ ولبسته يوما من الأيام قبل تاريخ 4\7\1427 هـ فهنا لا يجب علي الخمس في هذا الثوب مطلقاً لأنه تم استخدامه قبل مرور السنة .
ب) لو شريت لي ثوب بتاريخ 4\7\1426 هـ ولم استخدمه مطلقاً حتى جاء تاريخ 4\7\1427 هـ فهنا يجب علي الخمس في هذا الثوب ولا يجوز لي التصرف فيه إلا بعد دفع خمسه .
· عدة مسائل مهمة في هذا الأمر
س1: ما المراد بالاستخدام ؟
ج: المراد به هو كل تصرف يعد في العرف استخداما لهذه العين
مثلاً : لبس الثوب في الخياط لأجل التأكد من المقاسات ليس استخداما للثوب عرفا ولكن لبسه والخروج به لحفل زواج مثلا يعد استخداماً .
ومن هنا ينشأ بعض الخلاف بين الوكلاء في فهم العرف لاستخدام أمر معين فهذا يقول حصل استخدام وآخر يقول لم يحصل استخدام فهذا يوجب الخمس وذاك ينفي وجوب الخمس .
س2: ما المراد بالسنة الحولية ؟
ج: السنة الحولية هي مرور اثنا عشر شهراً على ملك العين . ولكن بعض الفقهاء قد يجعل السنة الجعلية هي المقياس لتعلق الخمس بالعين
فمثلا لو كان شخص تاريخ الخمس عنده النصف من شهر شعبان مثلاً وامتلك في اليوم العاشر من شهر شعبان ثوباً فهنا بعد خمسة أيام هل يجب عليه دفع الخمس أو لا يجب عليه دفع الخمس إلا بعد مرور سنة كاملة ؟؟ هنا بعض الفقهاء أوجب دفع الخمس لأنه مرت " السنة الخمسية " وهذا فائض عن السنة الخمسية فيوجب الخمس بينما الفقيه الآخر يقول لكل شيء سنة خمسية مستقلة فلا يجب الخمس وهذا راجع للتقليد والمكلف عليه الرجوع لمرجعه في هذه المسألة .
س3: أي القيمتين هي التي تحسب في الخمس ، قيمة يوم الشراء أم قيمة نهاية السنة ؟؟
ج: المتفق عليه عند العلماء هي قيمة نهاية السنة ، فلو نقص السعر أو ارتفع فالمدار هو القيمة يوم حساب الخمس
فمثلا لو شريت ذهباً بـ 5000 ريال وبعد مرور السنة أصبح سعر الذهب 6000 ريال فيكون الخمس بلحاظ 6000 ريال لكن لو كان سعر الذهب بعد مرور السنة 2000 ريال فيكون حساب الخمس بلحاظ 2000 ريال وقس عليه باقي الأمور .
س4: إذا اشتريت هذه الأمور بأموال مخمسة فهل يجب فيها الخمس ؟
ج: إذا خمست الأموال واشتري بها أي شيء فلا خمس في هذا الشيء حتى لو ارتفعت قيمته بعد ذلك نعم لو تم بيع هذا الشيء بمبلغ أكبر ففي الربح الزائد على أصل القيمة الخمس .
س5 : هل الأملاك التي يتملكها الإنسان بواسطة الهدية فيها خمس ؟
ج: هذا تابع لرأي الفقيه فهناك فقهاء يوجبون الخمس في الهدية وهناك فقهاء لا يوجبون الخمس في الهدية .
س6: هل هناك أشياء لا يجب الخمس فيها ؟
ج: نعم فكل ما تشتريه المرأة بمهرها أو يشتريه الوارث بإرثه أو يشتريه الرجل بالمال الذي هو بدل الخلع لا خمس فيه
فلو اشترت المرأة بمهرها ذهبا وبقي عندها سنوات ولم تستخدمه فلا خمس فيه حتى لو زادت قيمته
* كيفية خمس الأملاك الغير استهلاكية :
تجمع قيم هذه الأملاك مع لحاظ فتوى المرجع في كل شيء يعد منها ثم تقسم على خمسة والناتج هو الخمس للأملاك فقط
ملاحظة هامة : الأملاك تخمس مرة واحدة فقط ولا يجب الخمس فيها مرة ثانية
*******
*****
- الأمور الإستهلاكية :
وهي عبارة عن الأمور التي لا تبقى بعد الإستخدام وهي تتضح في بعض الأمور وهي :
1- السيولة النقدية : وتشمل
أ) الرصيد : فتحسب كل الأموال التي يمتلكها الشخص سواء في البنك أو في بيته بلا استثناء في يوم الخمس
ب) الإستثمار: فكل ما يعد من الأمور التجارية يعامل معاملة النقد ويحسب يوم الخمس
فمثلاً : لو كانت عنده سيارة للتجارة أو أرض للتجارة فهذي تقيم يوم الخمس وتعامل معاملة النقد
وبالنسبة للأسهم فيضرب قيمتها السوقية يوم الخمس في عدد الأسهم لمعرفة ما يمتلكه فعلا من قيمة للأسهم المملوكة له
ت) الإدخار : وهنا يكون الشخص مخيراً بين أن يخمس الإدخار كل سنة أو يخمس مجموع الإدخار عند القبض
2- الديون التي للشخص :
وهنا يجب عليه حساب كل ما يعتبر دين له على الناس ولكن لو كان لا يعلم هل سترجع أم لا أم كان واثقا من عدم رجوعها فله أن لا يخمسها إلا بعد رجوعها حتى لو مرت على ذلك سنوات متطاولة .
3- فاضل المؤنة :
وهي تتلخص في أمرين هما
أ) المتبقي من الأطعمة والأشربة
ب) المتبقي من الأمور الإستهلاكيةمثل أدوات التنظيف والعطورات والمساحيق وغير ذلك من الإستهلاكيات
فهذه يقيم سعر المتبقي منها يوم الخمس ثم يحسب مع الخمس
طريقة الحساب :
نحسب مجموع الأموال التي بقيت ليوم الخمس ثم نقوم بإنقاص الديون التي لحقت بالشخص والتي يجب عليه أداءها
فمثلاً : لو كان مجموع أمواله 10000 ريال ولكنه كان مطلوب بـ 7000 ريال فإن المبلغ الذي يجب عليه تخميسه هو 3000 ريال فيكون خمسه 3000/طط 5| = 600 ريال .
* حساب رأس المال المخمس :
إذا أراد الإنسان الخمس لأول مرة فإنه سوف يحسب كل ما معه ويطرح كل ما عليه من ديون ثم سيخرج المخس وهذا واضح ولكن هناك عملية يقام بها وهي حساب رأس المال المخمس وهو بالكيفية التالية :
يحسب مجموع ما عنده ويطرح مجموع ما عليه من أموال ثم يستخرج الخمس وبعد ذلك نأخذ المجموع الأصلي ونطرح منه الخمس فينتج عندنا رأس المال المخمس
مثلا :
لو كان عنده (15000) ريال وكان عليه (5000) ريال فهنا
15000 – 5000 = 10000 ريال وهذا الرقم هو عبارة عن المال الذي يجب فيه الخمس
10000طط 5| = 2000 ريال وهذا هو الخمس
ثم نقول : 10000 – 2000 = 8000 ريال وهو رأس المال المخمس
س: ما الفائدة من حساب رأس المال المخمس ؟
ج: الفائدة تكمن في السنوات القادمة حيث لن يحسب إلا خمس الزائد عن رأس المال المخمس
وبيان ذلك :
لو فرضنا في عام 1424 هـ كان المبلغ الموجود عنده (1000) ريال فعليه سيكون
الخمس = 200 ريال
رأس المال المخمس = 800 ريال
فهنا في عام 1425 هـ لو كان عنده (900) ريال مثلاً
فسوف يطرح منها رأس المال المخمس السابق
فيقال : 900 – 800 = 100
100 \5 = 20 وهذا يكون الخمس
ثم نقول 900 – 20 = 880 ريال وهو رأس المال الجديد
وهنا في عام 1426هـ لو كان عنده (800) ريال فقط
فلا خمس عليه لأنه أقل من رأس المال السابق وهو (880) ريال
كما أنه سيثبت في السنة الجديدة رأس المال الجديد وهو (800) ريال فقط ليقارن به في السنوات القادمة .
***
س: كيف نتعامل مع الأرض ؟ وما وجه الخلاف فيها ؟
ج: الأراضي على ثلاثة أقسام :
1- أرض تجارية
2- أرض للسكنى
3- أرض تملك لتحصيل الرقم في الصندوق العقاري .
- الأرض التجارية : وهذه تعمل معاملة الأموال فتحسب وتخمس وتلاحظ قيمتها في كل عام
- الأرض التي تشترى لتحصيل الرقم العقاري : وهذه تخمس مرة واحدة فقط ثم بعد بيعها يخمس فارق السعر فقط لا غير
- أرض السكنى :
وهنا العلماء على ثلاثة أقسام
1- يرى البعض أن لا خمس في الأرض التي هي معدودة للسكنى إذا كان شأن الشخص الإستقلال ببيت كما يرى ذلك السيد السيستاني والسيد الخامنائي ولكن الأموال التي تجمع لشراء الأرض فيها خمس لأنه لم تتحول لأرض أو لشيء له علاقة بالأرض كمواد البناء مثلاً
2- يرى البعض أن الأرض بل والأموال المجمعة لشراءها ليس فيها خمس وذلك كما يرى السيد الكلبيكاني "قد" والشيخ الفاضل اللنكراني
3- يرى البعض أنه يجب دفع الخمس على الأرض في حال تم إمتلاك الأرض وعدم استخدامها حتى يمر سنة خمسية عليها فلو تم ملكها والإستفادة منها قبل حلول السنة فلا خمس فيها وهذا كما يراه السيد الخوئي "قد"
*****
هذا خلاصة الحديث في كيفية حساب الخمس والطريقة المتبعة عند الوكلاء وهناك تفاصيل كثيرة يرجى فيها مراجعة أحد الوكلاء لمعرفتها والله العالم بالحال
آملين التوفيق في كتابة الحلقة الثانية من هذا البحث وهي تدور في كيفية التعامل مع الخمس
منقوووووووووووول
إن من الأمور التي أثارت الكثير في وقتنا الحالي والتي تعتبر من الأمور ذات العيار الثقيل هي مسألة الخمس من ناحية الكم المتحصل عليه ومن ناحية الفوائد المرجوة منه من جهة
ومن جهة ثانية تعامل الوكلاء في المنطقة مع هذا المورد سلبا أو إيجابا ومساحة الصلاحيات الممنوحة لهم
والكلام هنا يدور في نقاش مسألتين
الأولى : كيفية الخمس وبيان مواقع الخلاف الفعلي بين الوكلاء
الثانية : بيان مصارف الخمس
وبالله أستمد العون في بيان هذه الأمور وليس عن واقع سماع ونقل بل عن واقع تجربة ودراية وفهم قاصر
والله ولي التوفيق .
الحلقة الأولى
(كيفية حساب الخمس)
****
* كيفية حساب الخمس .
من المعلوم أن مسألة الخمس من المسائل الشرعية الضرورية في ديننا الإسلامي والتي لم يختلف العلماء سنة وشيعة على وجودها في الدين الإسلامي لوجود الدليل القرآني عليها وهو قوله تعالى {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (41) سورة الأنفال
ومن المعلوم كذلك أن علماء الشيعة لم يحصروا الخمس فقط في غنائم الحرب بل عمموا المسألة لغير ذلك بل أوجبوا الخمس في كل غنيمة وكل ربح يتحصل عليه الإنسان بعد المؤنة وذلك لروايات آل البيت عليهم السلام المروية عن الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام والتي تفيد أن الخمس بعد المؤنة
ونحن هنا لا نناقش الأدلة فهي تبحث عند العلماء ولكنا نريد بحث كيفية حساب الخمس فهو موضوع بحثنا بعد الفراغ من أن أصل المسألة وأصل وجوب تعلق الخمس مما قال به علمائنا الأبرار ومن خالف فليقف بين يدي ربه يوم القيامة ويدلي بدليله هناك وغدا إما يكون الحق معه أو ضده والله العالم بالحال
****
اعلم أخي العزيز وأختي الفاضلة أن ما يمتلكه الإنسان ينقسم لقسمين
1- أمور غير استهلاكية
2- أمور استهلاكية
*****
- الأمور غير الإستهلاكية :
فهي كل ما يبقى بعد الإستخدام وذلك مثل [الملابس – الأجهزة – الأثاث – السيارة _ .....إلخ ] فإن هذه الأمور إذا استخدمها الإنسان لا تنتفي بل تبقى بعد الإستخدام
وهنا طريقة حسابها في الخمس بالبيان التالي :
كل ما يمتلكه الإنسان من هذه الأمور من حين الملك تكون له سنة حولية كاملة فإن استخدمه خلال هذه السنة فلا يتعلق به الخمس مطلقاً ولكن لو لم يستخدمه من حين الملك حتى مرت عليه سنة كاملة فهنا يتعلق به الخمس
وللتوضيح :
أ) لو شريت لي ثوب بتاريخ 4\7\1426 هـ ولبسته يوما من الأيام قبل تاريخ 4\7\1427 هـ فهنا لا يجب علي الخمس في هذا الثوب مطلقاً لأنه تم استخدامه قبل مرور السنة .
ب) لو شريت لي ثوب بتاريخ 4\7\1426 هـ ولم استخدمه مطلقاً حتى جاء تاريخ 4\7\1427 هـ فهنا يجب علي الخمس في هذا الثوب ولا يجوز لي التصرف فيه إلا بعد دفع خمسه .
· عدة مسائل مهمة في هذا الأمر
س1: ما المراد بالاستخدام ؟
ج: المراد به هو كل تصرف يعد في العرف استخداما لهذه العين
مثلاً : لبس الثوب في الخياط لأجل التأكد من المقاسات ليس استخداما للثوب عرفا ولكن لبسه والخروج به لحفل زواج مثلا يعد استخداماً .
ومن هنا ينشأ بعض الخلاف بين الوكلاء في فهم العرف لاستخدام أمر معين فهذا يقول حصل استخدام وآخر يقول لم يحصل استخدام فهذا يوجب الخمس وذاك ينفي وجوب الخمس .
س2: ما المراد بالسنة الحولية ؟
ج: السنة الحولية هي مرور اثنا عشر شهراً على ملك العين . ولكن بعض الفقهاء قد يجعل السنة الجعلية هي المقياس لتعلق الخمس بالعين
فمثلا لو كان شخص تاريخ الخمس عنده النصف من شهر شعبان مثلاً وامتلك في اليوم العاشر من شهر شعبان ثوباً فهنا بعد خمسة أيام هل يجب عليه دفع الخمس أو لا يجب عليه دفع الخمس إلا بعد مرور سنة كاملة ؟؟ هنا بعض الفقهاء أوجب دفع الخمس لأنه مرت " السنة الخمسية " وهذا فائض عن السنة الخمسية فيوجب الخمس بينما الفقيه الآخر يقول لكل شيء سنة خمسية مستقلة فلا يجب الخمس وهذا راجع للتقليد والمكلف عليه الرجوع لمرجعه في هذه المسألة .
س3: أي القيمتين هي التي تحسب في الخمس ، قيمة يوم الشراء أم قيمة نهاية السنة ؟؟
ج: المتفق عليه عند العلماء هي قيمة نهاية السنة ، فلو نقص السعر أو ارتفع فالمدار هو القيمة يوم حساب الخمس
فمثلا لو شريت ذهباً بـ 5000 ريال وبعد مرور السنة أصبح سعر الذهب 6000 ريال فيكون الخمس بلحاظ 6000 ريال لكن لو كان سعر الذهب بعد مرور السنة 2000 ريال فيكون حساب الخمس بلحاظ 2000 ريال وقس عليه باقي الأمور .
س4: إذا اشتريت هذه الأمور بأموال مخمسة فهل يجب فيها الخمس ؟
ج: إذا خمست الأموال واشتري بها أي شيء فلا خمس في هذا الشيء حتى لو ارتفعت قيمته بعد ذلك نعم لو تم بيع هذا الشيء بمبلغ أكبر ففي الربح الزائد على أصل القيمة الخمس .
س5 : هل الأملاك التي يتملكها الإنسان بواسطة الهدية فيها خمس ؟
ج: هذا تابع لرأي الفقيه فهناك فقهاء يوجبون الخمس في الهدية وهناك فقهاء لا يوجبون الخمس في الهدية .
س6: هل هناك أشياء لا يجب الخمس فيها ؟
ج: نعم فكل ما تشتريه المرأة بمهرها أو يشتريه الوارث بإرثه أو يشتريه الرجل بالمال الذي هو بدل الخلع لا خمس فيه
فلو اشترت المرأة بمهرها ذهبا وبقي عندها سنوات ولم تستخدمه فلا خمس فيه حتى لو زادت قيمته
* كيفية خمس الأملاك الغير استهلاكية :
تجمع قيم هذه الأملاك مع لحاظ فتوى المرجع في كل شيء يعد منها ثم تقسم على خمسة والناتج هو الخمس للأملاك فقط
ملاحظة هامة : الأملاك تخمس مرة واحدة فقط ولا يجب الخمس فيها مرة ثانية
*******
*****
- الأمور الإستهلاكية :
وهي عبارة عن الأمور التي لا تبقى بعد الإستخدام وهي تتضح في بعض الأمور وهي :
1- السيولة النقدية : وتشمل
أ) الرصيد : فتحسب كل الأموال التي يمتلكها الشخص سواء في البنك أو في بيته بلا استثناء في يوم الخمس
ب) الإستثمار: فكل ما يعد من الأمور التجارية يعامل معاملة النقد ويحسب يوم الخمس
فمثلاً : لو كانت عنده سيارة للتجارة أو أرض للتجارة فهذي تقيم يوم الخمس وتعامل معاملة النقد
وبالنسبة للأسهم فيضرب قيمتها السوقية يوم الخمس في عدد الأسهم لمعرفة ما يمتلكه فعلا من قيمة للأسهم المملوكة له
ت) الإدخار : وهنا يكون الشخص مخيراً بين أن يخمس الإدخار كل سنة أو يخمس مجموع الإدخار عند القبض
2- الديون التي للشخص :
وهنا يجب عليه حساب كل ما يعتبر دين له على الناس ولكن لو كان لا يعلم هل سترجع أم لا أم كان واثقا من عدم رجوعها فله أن لا يخمسها إلا بعد رجوعها حتى لو مرت على ذلك سنوات متطاولة .
3- فاضل المؤنة :
وهي تتلخص في أمرين هما
أ) المتبقي من الأطعمة والأشربة
ب) المتبقي من الأمور الإستهلاكيةمثل أدوات التنظيف والعطورات والمساحيق وغير ذلك من الإستهلاكيات
فهذه يقيم سعر المتبقي منها يوم الخمس ثم يحسب مع الخمس
طريقة الحساب :
نحسب مجموع الأموال التي بقيت ليوم الخمس ثم نقوم بإنقاص الديون التي لحقت بالشخص والتي يجب عليه أداءها
فمثلاً : لو كان مجموع أمواله 10000 ريال ولكنه كان مطلوب بـ 7000 ريال فإن المبلغ الذي يجب عليه تخميسه هو 3000 ريال فيكون خمسه 3000/طط 5| = 600 ريال .
* حساب رأس المال المخمس :
إذا أراد الإنسان الخمس لأول مرة فإنه سوف يحسب كل ما معه ويطرح كل ما عليه من ديون ثم سيخرج المخس وهذا واضح ولكن هناك عملية يقام بها وهي حساب رأس المال المخمس وهو بالكيفية التالية :
يحسب مجموع ما عنده ويطرح مجموع ما عليه من أموال ثم يستخرج الخمس وبعد ذلك نأخذ المجموع الأصلي ونطرح منه الخمس فينتج عندنا رأس المال المخمس
مثلا :
لو كان عنده (15000) ريال وكان عليه (5000) ريال فهنا
15000 – 5000 = 10000 ريال وهذا الرقم هو عبارة عن المال الذي يجب فيه الخمس
10000طط 5| = 2000 ريال وهذا هو الخمس
ثم نقول : 10000 – 2000 = 8000 ريال وهو رأس المال المخمس
س: ما الفائدة من حساب رأس المال المخمس ؟
ج: الفائدة تكمن في السنوات القادمة حيث لن يحسب إلا خمس الزائد عن رأس المال المخمس
وبيان ذلك :
لو فرضنا في عام 1424 هـ كان المبلغ الموجود عنده (1000) ريال فعليه سيكون
الخمس = 200 ريال
رأس المال المخمس = 800 ريال
فهنا في عام 1425 هـ لو كان عنده (900) ريال مثلاً
فسوف يطرح منها رأس المال المخمس السابق
فيقال : 900 – 800 = 100
100 \5 = 20 وهذا يكون الخمس
ثم نقول 900 – 20 = 880 ريال وهو رأس المال الجديد
وهنا في عام 1426هـ لو كان عنده (800) ريال فقط
فلا خمس عليه لأنه أقل من رأس المال السابق وهو (880) ريال
كما أنه سيثبت في السنة الجديدة رأس المال الجديد وهو (800) ريال فقط ليقارن به في السنوات القادمة .
***
س: كيف نتعامل مع الأرض ؟ وما وجه الخلاف فيها ؟
ج: الأراضي على ثلاثة أقسام :
1- أرض تجارية
2- أرض للسكنى
3- أرض تملك لتحصيل الرقم في الصندوق العقاري .
- الأرض التجارية : وهذه تعمل معاملة الأموال فتحسب وتخمس وتلاحظ قيمتها في كل عام
- الأرض التي تشترى لتحصيل الرقم العقاري : وهذه تخمس مرة واحدة فقط ثم بعد بيعها يخمس فارق السعر فقط لا غير
- أرض السكنى :
وهنا العلماء على ثلاثة أقسام
1- يرى البعض أن لا خمس في الأرض التي هي معدودة للسكنى إذا كان شأن الشخص الإستقلال ببيت كما يرى ذلك السيد السيستاني والسيد الخامنائي ولكن الأموال التي تجمع لشراء الأرض فيها خمس لأنه لم تتحول لأرض أو لشيء له علاقة بالأرض كمواد البناء مثلاً
2- يرى البعض أن الأرض بل والأموال المجمعة لشراءها ليس فيها خمس وذلك كما يرى السيد الكلبيكاني "قد" والشيخ الفاضل اللنكراني
3- يرى البعض أنه يجب دفع الخمس على الأرض في حال تم إمتلاك الأرض وعدم استخدامها حتى يمر سنة خمسية عليها فلو تم ملكها والإستفادة منها قبل حلول السنة فلا خمس فيها وهذا كما يراه السيد الخوئي "قد"
*****
هذا خلاصة الحديث في كيفية حساب الخمس والطريقة المتبعة عند الوكلاء وهناك تفاصيل كثيرة يرجى فيها مراجعة أحد الوكلاء لمعرفتها والله العالم بالحال
آملين التوفيق في كتابة الحلقة الثانية من هذا البحث وهي تدور في كيفية التعامل مع الخمس
منقوووووووووووول