مقابلة شخصية مع الاستاد الكاتب حسين أحمد سليم آل الحاج يونس!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
شعاع القطيف



هل لك ان تحدثنا عن فترة الطفولة والصبا الى سنالشباب ؟
القسم الثالث
الطفولة الثالثة

حملتنا الظروف المعيشية القاهرة, للإنتقال من محلة الشياح إلى حي من أحياء الفقراء في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت, حيث وجدنا منزلا صغيرا لنا في محلة حي السلم, الواقعة إلى الشرق من مطار بيروت الدولي, ضمن ملاكات صحراء الشويفات التابعة لمدينة الشويفات... وهناك أدخلني أبي مدرسة الغزالي, وكانت مدرسة حديثة العتد وصاحبها من بلاد بعلبك من قرية فلاوة البقاعية, وكانت قريبة من المنزل, وكنت أذهب إليها صباحا وأعود منها مساءا بكل سهولة وحرية, قاطعا بساتين الليمون والزيتون, المحيطة بالمدرسة... وكانت الحياة في حي السلم شبيهة إلى حد بعيد بالحياة في الشياح, فالناس قرويون بسطاء, تملأ قلوبهم الطيبة المحبة والعاطفة, فعاملوننا معاملة طيبة ولطيفة وساعدوننا في الكثير من شؤون الحياة...
تعرفت في حي السلم إلى عدد من الرفاق من عمري, والذين كانوا معي في المدرسة, وتابعنا سويا دراستنا في صفوف المدرسة, نترقى من صف إلى صف, حتى وصلنا الصف الخامس إبتدائي في العام 1963 للميلاد, في هذه الأثناء إشترى أبي قطعة من الأرض صغيرة في منطقة الحدث, الواقعة الى الجنوب الشرقي لمدينة بيروت في محلة تدعى ضهر الريحان, شرقي محلة حي السلم, على مقربة من طريق صيدا القديمة الواصلة بين العاصمة بيروت ومدينة صيدا الجنوبية, وهناك قام أبي بإنشا منزل ذات سقف من ألواح الإترنيت يتألف من غرفتين ومنافع ملحقة, وإتقلنا إلى بيتنا الجديد, المتربع بين أشجار الزيتون المحيطة بنا من كل ناحية, لنتعرف إلى جيران جدد ونتأقلم مع بيئة جديدة, غالبية أهلها من سكان البقاع اللبناني وفقراء كما حالتنا...
لم يكن في المنطقة مدرسة قريبة, سوى المدرسة التي أتابع بها دروسي الإبتدائية في حي السلم, والتي تسمى مدرسة الغزالي, فرغب أبي لي البقاء بها سيما وأنا مقدم على تقديم الإمتحانات الرسمية لنيل الشهادة الإبتدائية, فكان ما شاء أبي لي, وكانت فرحته كبرى عندما بلغه مدير المدرسة, ذات مساء أنني كنت من الناجحين المتفوقين في لبنان, ليقيم أبي لي حفلة خاصة, بقيت حتى طلوع الفجر...
 

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
هل لك ان تحدثنا عن فترة الطفولة والصبا الى سنالشباب ؟
القسم الرابع
الصبا والشباب
أنا الآن في عمر الإثنتي عشر سنة تقريبا, وهو العام 1964 تحديدا, أشعر أنني كينونة من نوع جديد, فقد بدأت بنيتي تتغير, ويظهر أنني بلغت سن الرجولة قبل الأوان, وكان هذا يتجسد في اهتماماتي المميزة بنفسي من جميع الجوانب...
أدخلني أبي بعد قطف نجاحي المميز في الشهادة الرسمية الإبتدائية مدرسة رسمية, تدعى مدرسة البستاني الرسمية للصبيان, والكائنة في محلة المريجة, الواقعة إلى الشمال من محلة ضهر الريحان حيث منزلنا الجديد... ويعود الإختيار للمدرسة الرسمية المجانية, بسبب الظروف الإقتصادية لأبي, الذي يعمل ليلا نهارا ولا يكفي ما يحصل عليه لقوتنا اليومي..
المدرسة الجديدة كانت لي مرحلة من نوع آخر, لتكوين شخصيتي الفكرية والأدبية والفنية, حيث تعرفت على مقاعد الدراسة, برفاق لي يحملون مواهب شتى في الشعر والكتابة والرسم والغناء والموسيقى, مما تآلفت وتوافقت مع البعض منهم, ونشأت حالة من الصداقة نجتمع شبه يوميا, ويدلي كل منا بدلوه في مواهب كان يحملها آنذاك...
هنا في هذه المدرسة برزت عندي موهبة الكتابة في الإنشاء العربي, بحيث كانت مواضيعي مميزة جدا وتثير إهتمام المدرس, وتلفت نظر الإدارة لي, بحيث كان إسمي ومواضيعي دائما في الطليعة في لوحة شرف المدرسة... وعلى مقاعد هذه المدرسة برزت موهبة الرسم والخط عندي بحيث أبدعت قياسا لعمري في هذا الإتجاه, باعترافات مدرسي الفنون في المدرسة...
لكن هذا الأمر لم يرح أبي كثيرا, بحيث كان يريد لي أن أتوجه توجها آخر, غير التوجه الفني الذي لا يطعم خبزا كما قال لي يوما, ونحن فقراء فيجب أن أتعلم شيئا يجني لي المال بأقصى سرعة ممكنة, لأعيل نفسي وأساعد أبي في إعالة إخوتي الذي بلغوا حوالي العشرة في ذلك الوقت...
مدرسة البستاني الرسمية للصبيان كما قلت رسمت لي مسارا معينا, وما شعرت بنفسي إلا وأنا أرود هذا المسار بعيدا عن الأضواء, حتى لا أثير والدي وأتركه يعاني من جراء ما إخترت لنفسي, وواظبت على دراستي المتوسطة سنوات أربعة, نلت بعدها الشهادة المتوسطة الرسمية...
في هذه المرحلة بدأت تتفتح عندي بوادر عاطفية, دفعتني إلى الوقوع في بوتقة الحب, الذي كان دافعا لي للإبداع في مجالات فكرية وأدبية وفنية كثيرة, بحيث إلتفت إلي الكثير من الأساتذة والرفاق, مما دفع بالكثير من المدرسين للإتكال علي, في تنفيذ صحيفة جدارية في المدرسة وفي مدارس أخرى في المنطقة, وكنت أساعد مدرس اللغة العربية في تنقيح المواضيع للطلاب زملائي وباقي الصفوف...
مع ذيوع صيتي في الكتابة والرسم, طلب مني المشلركة في الكتابة والإخراج, لمجلة محلية كان يصدرها أحد الصحفيين في المنطقة, وتوزع بشكل محدود ضمن المنطقة, مما ذاد في ذيوع شهرتي أكثر بين الناس, وصرت على مرمى نظر الكثيرين, بحيث صرت يشار إلي بالبنان أينما تحركت...
ومما زاد في العملية إتساعا, إعتمادي معرفا خطابيا في الإحتفالات الدينية التي كانت تقام في المراكز الدينية في المنطقة, إنطلاقا من الحي الذي أقيم فيه... ومارست لفترة زمنية رفع الآذان في أوقاته في مسجد المحلة, كوني أمتلك موهبة صوتية من طبقة صافية...
أذكر هنا وأعتذر من أبي مجددا, إحتراما وتقديرا له, كنت كلما رسمت لوحة فنية أخبيء اللوحة في خزانة والدتي بين ثيابها, حتى تجمع لدي الكثير منها, وذات يوم إكتشف أبي اللوحات, فنبشها من مخبئها, وقام بعرضها في كل أنحاء الغرفة التي نعيش بها, معلقا إياها بواسطة اللصق على الجدران, وكتب عليها بالخط العريض: هذه لوحات أفشل تلميذ في العالم, وهو إبني الذي يقوم بهدر وقته بالرسم الذي لا يغني عن جوع, ونحن الفقراء للقمة العيش, فمن أين آتي له بالمال لورق الرسم وأقلام النلوين؟!...
وبعد عودتي إلى البيت رأيت فعل أبي فتلأثرت كثيرا, وعند سؤالي له عما فعل, أتلف جميع اللوحات وأحرقها وضربني ضربا مبرحا, طالبا مني الإقلاع عن الرسم والتوجه لدروسي...
وضغط علي كثيرا, وصار يتابعني يوميا بكل شاردة وواردة, ومن ثم نقلني إلى مدرسة خاصة فيما بعد لمتابعة دراساتي المتقدمة في المدرسة الأهلية في برج البراجنة, وهي محلة تقع إلى الشمال من مطار بيروت الدولي, وصاحبها ومديرها العام زميل لأبي وهو من قريتي البقاعية, وهنا كنت كمن أدخل السجن, فالمدير كان شخصيا يتابعني مع المدرسين, ويشرف علي, بناءا لتوصيات أبي له بشأني...
بعد فترة زمنية تركت المدرسة ولم أكمل دراساتي الثانوية, لأنني أصبت بالإحباط النفسي, وأصابني مرضا نفسيا إنعكس على كامل جسدي, ولم أعد أهتم بمتابعة دروسي فرسبت في صفوفي لأكثر من سنة... وحملت ذاتي تحت ضغوطات عائلية كثيرة, للإلتحاق بمدرسة مهنية لأتعلم مهنة أجني منها لقمة عيشي, فقد أعلن أبي عدم قدرته على متابعة تعليمي على نفقته, نظرا للضيق المادي الذي كان يعاني منه, وكان الفقر سيد الموقف حينها, بحيث كانت أمي ترش الماء على الخبز اليابس وتضع لنا بعض حبيبات السكر لنقتات من الجوع بالجوع... ونحن عائلة كبيرة العدد بلغت الإثنتي عشر نفسا بين بنين وبنات, والجميع في المدارس الرسمية المجانية, وأنا الكبير بينهم أحمل المسؤولية مع أبي...
إلتحقت بمصنع لنسيج القماش وصباغته, في محلة كفرشيما الواقعة الى الشرق من منزلي, وهناك بدأت العمل نهارا, لأتعلم ليلا في مدرسة مهنية خاصة في مدينة بيروت العاصمة, أدفع رسوم دراساتي من أتعابي والباقي أعيل به أبي وأمي وأخوتي... وواظبت على دراسات الفقه والشريعة في بعض المدارس الخاصة التابعة لأحد رجال الدين في بلدي, وسافرت إلى العراق وإيران وتلقيت الكثير من العلوم في مدارسها الدينية وعدت إلى وطني...
وهكذا تعلمت إلى جانب الفقه والشريعة والمنطق, مهنة المساحة لأنني كنت شديد الولوع بالرياضيات والحساب, وبرعت في دراسة هذه المهنة, بحيث نلت شهادتها بسرعة فائقة قبل إنتهاء المدة الزمنية, وأتبعت هذا الإختصاص بإختصاص آخر في الرسم الهندسي, ونلت شهادة رسمية كذلك, لأتابع دراساتي في تخصصات أخرى تتهلق بالهندسة, ونلت فيها شهادات رسمية, ثم درست الهندسة التجميلية, وكان تركيزي على رسم الزخارف وإستنباط الأشكال, ورسم اللوحات المشهدية للتجميل داخل الغرف وخارج الأبنية, ومن هنا أنفتحت لي أبوابا كثيرة ودخلت معترك الحياة, أحمل عددا من الإختصاصات الفنية المهنية, إضافة لضلوعي في الكتابة والأدب... وإنطلقت في عالم العذاب أجتر آلامي, وأكتب عذاباتي, وأرسم معاناتي في لوحاتي, وأنشر كتاباتي التي تعكس دفائن شخصيتي, أتعلم من الحياة دروسا لم تنه بعد...
 

SH3A3-Q

ابو الميرزا
طاقم الإدارة
إنضم
14 نوفمبر 2007
المشاركات
48,682
النقاط
113
العمر
49
الإقامة
QATIF-القطيف
شكرا لك اخي العزيز على كل الوقت الذي قضيته معنا

صحيح ان لا شيء يأتي بدون اي تعب وبدون اي مجهود

ولكن الحمدلله على النعمة وادامها الله عليك وعلى جميع اهلك واخوانك بحق محمد وال محمد

ذكرت لنا اخي العزيز بأن عدد افراد العائلة الكريمة تقريبا 12 ادا ما كنت غلطان !

لدي سؤال وربما الفضول هو من املى علي السؤال كي اطرحه اطال الله لك في عمرك وعمر جميع العائلة الكريمة وادام عليكم الخير والنعمة والعافية.

سؤالي / ماذا عن باقي الاخوان الكرام هل سلكو درب الفن والادب مثل ما سلك اخينا الاستاذ العزيز هد الطريق ؟

وشكرا لك ونرجو ان لا يكون السؤال فيه اي احراج لاخ العزيز
 

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
شعاع القطيف

ماذا عن باقي الاخوان الكرام هل سلكو درب الفن والادب مثل ما سلك اخينا الاستاذ العزيز هد الطريق؟


الأخ الفاضل شعاع القطيف المحترم

ليس في قاموسي من إحراج, لك ملء الحرية بطرح السؤال الذي يراودك, وسوف أجيبك بكل جرأة ووضوح ودون مواربة...

بداية أود لفت النظر إلى أن أبي هو رسام وخطاط باللغة العربية, ورغم تقدمه في السن, ما زال يمارس الخط, بيد ثابتة وأنامل صلبة... وقد تعلمت منه فنون الخطوط العربية بالمشق والريشة المعدنية, وما زال مرجعي في تقويم خطوطي, رغم ابتكاراتي الفنية الكثيرة, والتي حازت رضاه في غالبيتها, ورفض بعضها كونها تعتمد الرسم الجامد أكثر من المرونة...

المعاناة شملت جميع أخوتي دون إستثناء, حيث كان نصيبهم من التحصيل العلمي, لم يتجاوز أبواب الجامعات, فالبنات جميعن تعلمن, ثم تزوجن ولكل أسرتها, في لبنان وفي سوريا... أما الذكور فسوف أعرض بإختصار لكل منهم...

أخي "محمد" تخصص في هندسة المساحة بعد أن نال الشهادة الثانوية, ثم درس فنون الرسم الهندسي, ثم درس فنون التصميم الداخلي والخارجي, وهو يعمل مقاولا للبناء, مستخدما طاقاته الفنية في تنفيذ أعماله الإنشائية, ونجح بشكل لافت مما إستدعى الكثيرين التعامل معه, ولديه الكثير من المشاريع...

أخي "علي" درس الفقه والشريعة, ثم تخصص فنون تشكيلية, وهو يمارس عمله في محترف خاص به في لبنان, ولديه الكثير من الإبتكارات الفنية الخاصة, ولا ينتج إلا اللوحات الإيمانية الملتزمة...

أخي "حسن" درس فنون التصميم والأزياء, ولديه محترف خاص, يتعاون مع قرينته في إدارته, ويتعاون مع عدد من محلات الأزياء في لبنان, لترويج إنتاجه...

أخي "سالم" درس الفنون الموسيقية على يدي, وتابع دراساته في جمعية كشفية إسلامية على يد متخصصين في الموسيقى, ثم إلتحق بفرع الموسيقى في سلك الأمن الداخلي في لبنان, وتابع دراساته الموسيقية, وهو من كبار الموسيقيين في لبنان, وقد وضع عددا من القطع الموسيقية الإٌسلامية, تذاع في محطات إذاعية وتلفزة لبنانية, وشارك في الكثير من الإحتفالات الرسمية والخاصة وما زال...
 

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
مرحباً hasaleem

شجن الروح
قام بالرد قبل قليل على الموضوع الذي إشتركت فيه بعنوان
- مقابلة شخصية مع الاستاد الكاتب حسين أحمد سليم آل الحاج يونس! -

في منتدى
شـعــاع الادبـاء والـكتـاب

الموجود في
شـعـاع القطيف.

هذا الموضوع موجود في:
http://qatifart.com/vb/showthread.php?t=2145&goto=newpost

هنا المشاركة التي كتبت الآن:
***************
طيبت أنفاسكم برائحة الياسمين . . !
ما أجمع المقابلة هذهِ رائعـــــــة . . بكل ما ستنعني الكلمة من معنى . . !
ينقلاتُ الأبداع تطوفُ بين يراعَ العقول . . و ليست كـــأي عقول . . عقول الحكمة . .
و الــــأبداع . . الــــأستاذ الكــريم حسين سليم . .

آراك تتجلى في ذاكرتي بين حيناً و آخرى . . تجارباً سكبتها بسلاسة رائعة . .
ومحلفـــاً لديهم . . ولكن سنحلفكم معنــــــا لتستمر بسرد أقصوصاتك . . وَ
أوراقكَ الساكنة هنـــــــــــــا . . حينما أقرأ بين سطورك . . أقول في نفسي . .
لا تبخسي الحق يا شجن فـ انتي تقرأين لنجمـاً أدبي . . فني . . راقي . . !

قرأتُ ذات مرة او مررت على جملة ربمـا أنتمائك او وجودك بالقطيف يوما ً او مدة
ماذا كانت تلك وماذا أعطاك تواجدك فيهـا ؟

في كثير من الــــأحيان . . أقرأ عن فن أو رسم الأوتكاد . . ما هو هذا الفن ؟

أن قرأت يومـاً لقلم شجن ما تقيمكَ بصورة واضحة بعيدة عن المجاملات لهذا القلم
وكيف يمكننه أن يرتقي . . وما هي الملاحظات عليه ؟

وهذا وشكراً جزيـــلاً لقبولك الدعوة . .!
ســـا أعود بعد جني الورد . . . !

. . شجن

***************
 

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
شجن الروح

قرأتُ ذات مرة او مررت على جملة ربمـا أنتمائك او وجودك بالقطيف يوما ً او مدة
ماذا كانت تلك وماذا أعطاك تواجدك فيهـا ؟



نعم شجن الروح, كأنك تحرضينني لأعود بذاكرتي إلى تلك الأيام الجميلة, التي قضيتها في رحاب واحات مدينة وقرى القطيف وجزيرة تاروت... لله درك شجن الروح, من حرضك علي لتوقظين هجوع الذكريات من رقادها؟!... الروح فس شجن يا شجن الروح؟!...

في العام 1974 للميلاد إلتحقت كموظف في شركة الإتحاد الهندسي, خطيب وعلمي, بعد الانتهاء من دراساتي المهنية في لبنان, وإجراء بعض التدريبات اللازمة في مكاتب هندسية لبنانية... وتم توظيفي في الشركة بصفة مهندس مساح ورسام هندسي, وتم تكليفي مع زملاء لي في الشركة, للقيام برفع مستويات الطرقات في مدينة القطيف والقرى التابعة لها بما في ذلك قرى جزيرة تاروت, بالتعون والتنسيق مع مدير المشروع المهندس خالد صعب, وإشراف المهندس جاك إكمكجي والمهندس سعد الدين نخال, ومتابعة المهندس الميداني محمد الأسطا, بالتعاون مع كل من الزملاء أديب السيد وطلال سمور وحسن بيتم وإلياس الحاج ويوسف حرشي...

إتخذت لنا الشركة سكنا في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية, بالقرب من مكاتبها في شارع حمود, وكنا يوميا ننتقل بسيارتنا الخاصة وأدواتنا الهندسية لمدينة القطيف, ومن هناك نبدأ في عملية المسح, إنطلاقا من نقاط رفع ثابتة عند الشاطيء, وكانت البداية في مدينة القطيف, بعدها إنتقلنا إلى صفوى, ثم أم الساهك, ثم عنك, العوامية, القديح, الخويلدية, الآجام, الجارودية, محيش, أم الحمام, الجش, التوبي, الملاحة, ثم إنتقلنا الى قرى جزيرة تاروت, الربيعية, دارين, سنابس, تاروت, الزور... ولي في كل من هذه القرى ذكريات كثيرة, لك الله يا شجن الروح, بدأت دموعي تنهمر على وجنتي؟!...

بداية كانت غربة لي في هذه القرى, ولكن بعدما تعرفت الى البعض من أهل كل قرية, تغيرت الأمور نحو الأفضل, فإذا أنا واحد من أبناء هذه القرى, أنتظر طلوع الفجر لأزور هذه القرى, وتنتظرني هذه القرى مع كل فجر لتسر في أذني الشيء الكثير, عن أماكنها الدينية, وعن طقوسها وتقاليد أهلها, وعن أيام معينة كيف تمر فيها بعيدا عن الأضواء...

أتذكر جيدا كيف كنت أتغلغل بين أشجار النخيل, إستكمالا لعملي وأتذكر عند كل منعطف ما المشاكل والعقبات التي كانت تواجهني... وأتذكر حوادث مضحكة جدا حدثت معي في قرى القطيف كنت أنا لولبها... فذات يوم كنت أقوم بعملية المسح بالقرب من قلعة تاروت, وأنا في عرض الطريق, أنادي على عامل يساعدني يحمل المسطرة المرقمة لقراءة المناسيب, فلم يستوعب علي ما أقول كونه يمني من قرى الريف ولا يفقه الكلام اللبناني, فرفعت صوتي وقلت له يا حمار ألا تفهم علي, وصادف مرور سيدة من تاروت تلبس الشادور كما تعرفين, فتقدمت مني ورفعت عن وجهها وقالت لي أنت الحمار ألا تفهم علي, فضحكت من قلبي حتى شبعت, وقلت لها بهدوء أنا فلان من لبنان من بعلبك, وأنا كذا وكذا.... فإعتزرت مني وقالت لليمني إفتح أذنيك يا حمار للأستاذ, هذا من السادة... وحدث معي في القديح حادثة أخرى, فبينما أنا واقف أنتظر تمركز العامل بالمسطرة أمام أحد المنازل, اقترب مني شاب وسيم يرتدي الزي العربي, أي الدشداشة البيضاء, وعلى رأسه كوفية بيضاء وعقال أسود اللون, وبيده كتاب مدرسي, فقال لي ماذا تفعل هنا؟! فقلت له جاسوس من قبل السلطات, فتعوذ بالله من الشيطان ورمقني شذرا, وراح يتمتم بكلمات لم أفقهها إلا بعد أن عرفته بشخصيتي, فارتاح إلي وقال لقد شتمتك كثيرا فسامحني, ليتك عرفتني بنفسك قبلا؟!... وراح يحدثني يوميا عن قرى القطيف وعن المعاناة في كل قرية , وشرح لي عن المنهاج الدراسي الذي يفرض على التلامذة في المدارس... قصة ثالثة, وأنا أقوم بالمسح بين صفوى وغفر السواحل لجهة الشاطيء, وبينما أنا أزحف بين النخيل وقعت في خندق مليء بالمجارير, وبقيت ما يقارب 5 ساعات حتى إستطاع من معي إنتشالي من لجة هذا المستنقع, وخرجت مبللا بكل القذارات, وأنا أضحك ملء شدقي وزملائي يسدون أنوفهم من رائحتي النتنة...

كنت في قرى القطيف أمارس السباحة مع الحمير في البرك المنتشرة, وكانت مشهديات مضحكة للناس وزملائي, فأنا صاحب نكتة وأنا ممثل ساخر وكاتب ساخر لاذع أيضا... كتبت في القطيف الكثير من مقالاتي الساخرة, أصف فيها نقاط معينة في القرى... ولي الكثير من الحركات المضحكة مع النساء اللواتي كن يغسلن عند العيون في قرى القطيف, بحيث كنت أفاجئهن بكل أدب وكياسة ولطافة, وكن يرجمنني بالحجارة ليتوارين عن الأنظار وأتابع مسحي للمنطقة في ضواحي العين...

طبعا وفي القطيف أقمت علاقات ودية مع الكثير من رجالات القطيف, وخاصة الين يتولون مهام رسمية, كون عملي يتعلق بهم, وقد زودونني بالكثير من المعلومات اللازمة عن القرى في حينها...

شجن الروح تجمعني أخوة مع الفنانة التشكيلية خلود آل سالم , من مواليد بلدة سنابس وزوجها من بلدة الزور وهو تاجر كبير في مدينة القطيف... وأنا عضو في جمعية القطيف الفلكية, ولي عدد من الكتب الفلكية في مكتبتها العامة, ومساهم في موقع الجمعية في الشبكة العالمية للمعلومات, وكنت مساهما فاعلا في منتديات فن القطيف قبل تحويله الى أبو الميرزا, وهو كان لإبن أخت الفنانة خلود آل سالم تحديدا ...

بحق أقول لك شجن الروح, أن أجمل الأيام قضيتها في القطيف وقراها, لأن أهالي القطيف هم أهلي جميعهم, وهم من أبناء بجدتي, وتجمعني بهم محبة أهل البيت عليهم السلام... وبين يدي كتاب كامل عن مذكراتي في القطيف, قد أسمح لنفسي بطبعه ونشره يوما...

عذرا شجن الروح, دموعي تنهمر بشدة فوق وجنتي, أرجو منك السماح لي لم أعد أستطيع الشرح, فمع كل ذكرى أرتجف وأصاب بالإنهيار والعصاب, فالذكريات أليمة لي جدا...
 

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
شجن الروح

في كثير من الــــأحيان . . أقرأ عن فن أو رسم الأوتكاد . . ما هو هذا الفن ؟


شجن الروح العزيزة


يمتد تاريخ إستخدام الحاسوب في التصميمات الهندسية إلى نحو العام 1963 حيث تبدأ مع البرنامج " كاد " cad الذي أشتقت الحروف الثلاثة المكونة لسمه من العبارة التالية: computer – aided drafting and design

ومع ذلك فقد كان البرنامج " كاد " cad محدود الانتشار لأنه كان يقتصر على أجهزة الحواسيب الكبيرة mainframes والمتوسطة minicomputers .

وفي نحو العام 1982 ظهرت نسخة من البرنامج " كاد " تصلح للتطبيق على أجهزة الحواسيب الشخصسة وعرفت يومها باسم autocad " أوتوكاد " كعلامة تجارية.

ومنذ ذلك التاريخ فقد أصبح بمتناول الجميع استخدام الحاسوب في تنفيذ التصميمات الهندسية والفنية المختلفة, وذلك باستخدام الحواسيب الصغيرة مثل أجهزة ibm والحواسيب المتوافقة معها وما اكثرها...

لم يكن " الأوتوكاد " هو البرنامج الوحيد الذي ظهر في سوق الحواسيب كتبيق للبرنامج الأصلي cad ولكنه كان أكثرها انتشارا...

وإن الرسومات التي نرسمها ونخزنها باستخدام البرنامج " الأوتوكاد " ما هي إلا قواعد بيانات رياضية تحفظ إحداثيات كل نقطة في الرسم. وعندما نستعيد أحد الرسومات من قاعدة البيانات لعرضه على الشاشة فإن عمليات حسابية معقدة ودقيقة تأخذ مجراها لتحويل الأرقام والمعادلات الرياضية الى رسومات...

وعليه فبرنامج " الأوتوكاد " هو برنامج متخصص بتنفيذ الرسومات الهندسية والفنية الدقيقة المقاييس, لإنشاءات فنون العمارة من مخططات معمارية وإنشائية وميكانيكية وكهربائية وإتصالية وتجميلية... وكذلك م ن تنفيذ مخططات أوسع للمدن والتجمعات السكانية وبالتالي تنفيذ مخططات لمشاريع البنية التحتية من مياه شرب وتصريف مياه أمطار ومياه مبتذلة وتمديدات كهربائية وتليفونية وغيرها... وصولا الى الدراسات البيئية والزراعية ومحطات المعالجة للمياه المبتذلة, وتنفيذ دراسات الخزانات ومحطات التحلية ... ووضع مخططات الطرقات وكيفية تنفيذها وكذلك وضع المخططات للمطارات وغيرها....

والبرنامج يعمل باللغة الإنكليزية, ويمكن ترجمته للفرنسية, وقد أدخلت عليه الحروفيات العربية من خلال نظام التشغيل الويندوز, ولي في ذلك تجارب كثيرة تتجاوز 45 نوعا من الخطوط العربية مبرمجة خصيصا لبرنامج الأوتوكاد ومنتشرة بين المستخدمين في لبنلن والعالم العربي...

بدأت تجاربي على برنامج الأوتوكاد في العام 1985 تحديدا مع الإصدارات الأولى وما زلت أترقى باستخدام برنامج الأوتوكاد مع كل إصدار جديد حتى وصلنا اليوم للعمل ضمن محيط الإصدار 2008 الذي أعمل من خلاله حاليا... وتجربتي في هذا البرنامج واسعة جدا كوني من العاملين في محيطه لمدة زمنية تتجاوز العشرين سنة تقريبا...

هذا وقد قمت ببرمجة الكثير من البرامج الثانوية الملحقة بالأتوكاد والتي تنفذ الأوامر بسرعة من خلال البرمجة بواسطة أنظمة الذكاء الصناعي... والبرمجيات الخاصة بالأتوكاد مثل الأوتوليسب والأوتو شيب وبرمجة مكتبة شاملة للخطوط والتهشيرات والمصطلحات... وأنا طبعا كما تعرفين موظف منذ العام 1974 للميلاد في كبريات الشركات اللبنانية والعربية في لبنان ومتخصصة في الهندسة ولها إمتدادات في جميع اقطار الوطن العربي ةخاصة في المملكة العربية السعودية, حيث عملت في مكاتبها هناك في الخبر والدمام والقطيف والهفوف والرياض وجدة والمدينة المنورة وتبوك والقصيم والطائف وعنيزة والليث... وما زلت...
 

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
شجن الروح

أن قرأت يومـاً لقلم شجن ما تقيمكَ بصورة واضحة بعيدة عن المجاملات لهذا القلم
وكيف يمكننه أن يرتقي . . وما هي الملاحظات عليه ؟



شجن الروح

قرأت لك ما تيسر لي في المنتدى "شعاع القطيف", وعندي فضول واسع يحرضني للقراءة أكثر... أستشعرت وأنا أقرأ ما أقرأ وما قرأت لك أنني الكاتب, ونسيت أنني أقرأ لشجن الروح, وأخذني التخاطر بعيدا لأتعرف عبر سيالات الروح إلى شجن الروح, وهناك في عالم الإبداع وأنا أرود واحات الكتابات, تراءى لي ومض من أنوار فضية, تعرج حروفياته بين أديم الأرض وأبعاد الفضاءات, تتألق كلماته في ذبذبات سيالاته "شجن الروح" في روح من شجن...

هذه ومضة أولى إنشطرت من صميمي, وتفتقت من رؤاي, لتورق ضواعة بالشذى, تحملها نسائم الأثير في شعاع القطيف, إلى " شجن الروح "... تضاف إلى ومضات رصعت في تألق, عند صدر إبداعات مميزات, تحت الإسم الموسوم بــ " شجن الروح "...

لم ولن أدخل في لعبة تقييمية لكتابات " شجن الروح ", ومن أنا حتى أبرز رأيي في إبداعات, قد لا أرقى إلى مستواها في كتاباتي... لكنني أضرع لله تعالى أن يمد "شجن الروح" بروح أخرى لتعمر أكثر, وتبوح بشجنها الروحي, رحمة ومودة من الله لنا, لننعم بجمالية هارمونية نصوصها... التي تكرز بها في منتديات "شعاع القطيف " فعل حب شفيف وعشق قدسي لطيف, عبر أثيريات التواصل في ثنايا سيالات الإيمان بالله والوجود والحياة والإستمرار...

شجن الروح...

الترقي لا يسمو بالكاتب إلا بشحذ الخيال , وإتساع نطاقات الخيال لا يتأتى إلا بالمطالعة والقراءة والحفظ ثم النسيان كلية, ليبدأ الخلق والإبداع...

شجن الروح ...

أنت في قلب الإبداع...

إلى اللقاء...
 

SH3A3-Q

ابو الميرزا
طاقم الإدارة
إنضم
14 نوفمبر 2007
المشاركات
48,682
النقاط
113
العمر
49
الإقامة
QATIF-القطيف
استاذي العزيز حسب ما ذكرت لنا ان لك موسوعة من المؤلفات المختلفة من ادب وفن وخطوط وغيرها الكثير حفظك الله وادام النعمة بحق محمد وال محمد ..
متى بدأ استاذي العزيز الكتابة وهل بدايته كانت تحفيزا وتشجيعا من احد ام فقط كان حلم يتراود استاذنا العزيز وانطلق لتحقيقه؟
 

hasaleem

شعــ V I P ــاع
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
159
النقاط
0
العمر
72
شعاع القطيف

استاذي العزيز حسب ما ذكرت لنا ان لك موسوعةمن المؤلفات المختلفة من ادب وفن وخطوط وغيرها الكثير حفظك الله وادام النعمة بحقمحمد وال محمد ..
متى بدأ استاذي العزيز الكتابة وهل بدايته كانتتحفيزا وتشجيعا من احد ام فقط كان حلم يتراود استاذنا العزيز وانطلقلتحقيقه؟

الأخ الفاضل شعاع القطيف حفظك الله تعالى

بوادر الفنون الكتابية وفنون الرسم تراءت, وأنا في الصف الإبتدائي الخامس, حيث تجلت في مواضيع الإنشاء العربي, وفي ساعات الرسم, حيث الإنشاء مادة أساسية والرسم كذلك, للنجاح في الشهادة الإبتدائية الرسمية...

برزت قدراتي في الكتابة والرسم بشكل أوسع في الصفوف المتوسطة, بحيث إلتفت إلي الأساتذة للمادتين الكتابة والرسم, ففي الكتابة شجعني أساتذة مادة الإنشاء العربي عدنان ونوس ومحمد بزي ومحمد الأمين وغيرهم مما تعلمت على أيديهم فن الكتابة... وفي مجال الرسم شجعني أستاذي المرحوم الفنان يحي ياغي كثيرا وهو من مدينة الشمس بعلبك, وكذلك شجعني بشكل قوي الفنان الكبير المرحوم رفيق شرف, الذي كان زميلا لوالدي وهو من بلدي أيضا في بعلبك...
الموهبة في كلا الأمرين لعبت الدور الأبرز في تحديد وجهتي في الكتابة والرسم, وكانت لي محاولات وتجارب كثيرة, سواء على صعيد الكتابة أو على صعيد الرسم, وأنا ما زلت على مقاعد الدراسة, ومما ساعدني على الخوض في غمار الكتابة والرسم, بعض الصحف والمجلات الدورية التي كانت تصدر في ذلك الوقت, والتي نشرت في صفحاتها ما تيسر لي في وقتها...

طبعا أبي لم يكن موافقا على هذا التوجه أبدا, وكان يبكي أحيانا لأنه كان يعتبر الفنان لا يجني مالا ليعيش منه, ووضع الكاتب ليس بأحسن حالا... وكان دائما يدعو لي في صلواته كي يهديني الله الى مسارات أخرى أعيش منها ... ولكنني كنت صلبا جدا فيما توجهت له, ولم يكن يعرف أبي الحقيقة التي أخفيتها عنه, بأنني كنت أتقاضى مرتبا عن كتاباتي لبعض الصحف, كانت كافية لمصارفاتي وإكمال دراستي, في عدد من الإختصاصات الفنية التي, كان لي فيما بعد العمل بها في وظائف عدة وما زلت حتى الآن...

هناك حوافز ودوافع بعيدة عن الأضواء, لعبت دورا أساسيا في تحفيزي على خوض غمار الكتابة والرسم, تتجسد هذه الحوافز في توجيه خاص من أستاذي الأول أركان السبلاني صاحب ومدير مدرسة الغزالي في مدينة الكرامة بضاحية بيروت الجنوبية, الذي أشار إلي بالتوجه في هذا الإتجاه... عندما قصدت إستشاراته كونه من الذين بذلوا جهودا يشكر عليها في تكوين شخصيتي الفكرية والفنية...

كان لي في حقب دراستي الإبتدائية والمتوسطة, زميلة وصديقة وفية ومخلصة جدا, كانت تشجعني بقوة في الكتابة والرسم, وكانت طبعا على قدر من الذكاء أكثر مني, وكانت تكبرني بسنتين, مما جعلها تحمل وعيا أكثر, وفرضت علي سلطة معينة, دفعتني للرضوخ عندها, فنضجت كتاباتي باكرا, وتميزت رسوماتي كذلك, ولعبت دورا مميزا في تاريخ كتاباتي ورسوماتي وبعيدا عن الأضواء... ولم تتدخل في النتائج التي كنت أصل إليها حتى لا تعيق تقدمي, ولكنها كانت الناقد الأول والأخير لكتاباتي ورسوماتي... ولكن الأيام والفقر وقفا حائلين بيننا وافترقنا إلى غير رجعة, وأنا في بدايات الدرب الفكري والفني...

في عمر لم يتجاوز الخامسة والعشرين سنة, تعرفت الى عدد من الكتاب والفنانين, ومارست الكتابة في الصحف والدوريات, ورسمت رسوما ساخرة لعدد من الصحف, وقمت بوضع تصاميم كثيرة لأغلفة الكتب... وشاركت في العديد من المعارض الفنية الجماعية, وإعتليت منابر الخطابة بشكل كثيف, وقدمت لأدباء وكتاب ورجال علم وفلسفة ودين...

في الوقت الذي تتلمذت دينيا وفقهيا وخطابة على يد رجل دين كبير وكان مشهورا جدا في العراق... وتابعت تلمذتي على يد رجال دين لبنانيين معروفين اليوم بشكل واسع, وقضيت ردحا من الزمن أتتلمذ على يدي رجال دين إيرانيين, كانوا يقيمون في لبنان ما قبل قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية, وشغلوا مناصب رفيعة عدة فيما بعد...

وكانت تجمعني صداقة متينة بالدكتور علي شريعتي, والدكتور مصطفى شمران, وتعرفت في لبنان إلى الدكتور محمد خاتمي, عندما كان مقيما في لبنان, من خلال السيدة الجليلة رباب الصدر, أخت السيد موسى الصدر, الذي كنت تعرفت إليه من خلال حوار أجريته معه قبل إختفائه... وكانت لي علاقات متينة مع رجال دين كبار من خلال تبادل الآراء في الكتابات والفنون, وهم اليوم لهم مواقع رفيعة في الكويت والبحرين وسوريا ...

كل هذا ساهم بصناعة شخصيتي الفكرية والفنية, بحيث يغلب على كتاباتي الطابع الفلسفي الممزوج بالأدب والقصة والنقد والسياسة والفن والغزل... بأسلوب خاص إبتكرته مدرسة لي, وقلدني فيما بعد الكثير ممن تتلمذو على يدي في لبنان...

الفضل الأكبر في نجاح وانتشار كتاباتي ورسوماتي الفنية وابتكاراتي وابداعاتي, منذ العام 1975 وحتى الآن, يعود للأديبة والفنانة التشكيلية وضحة سعيد شعيب, القرينة المؤمنة الملتزمة المجاهدة الصابرة على بلوائي منذ إقترنت بها, وهي تشغل دور اليد اليمنى والقلب النابض بالنسبة لي, وبدونها لم ولن أتوصل إلى ما توصلت إليه اليوم من شهرة وذيوع صيت أدبي وفني في لبنان والعالم العربي, بحيث هي التي وقفت وراء نشر كل مؤلفاتي وفنوني, من خلال العديد من دور النشر اللبنانية, وأبرزها: دار العلوم العربية, دار رشاد برس, دار الكتاب الحديث, دار الماضي والحاضر والمستقبل, دار عون, دار ميرزا, دار الوفاء الحديثة, دار الريم, دار الكاتب العربي... وما زالت تقوم بملاحقة توزيع كافة كتبي في لبنان والعالم العربي وخاصة في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية واليمن وشمال أفريقيا, إضافة لسوريا والأردن... ولها عدد من الكتب المطبوعة في لبنان من الأدب الروحاني, وقد حجت بيت الله الحرام, وملتزمة تماما بأهداب الإيمان على مذهب أهل البيت عليهم السلام...
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى أسفل