ما هو مصحف علي ( عليه السلام ) ؟

ام حسن

شعــ V I P ــاع
إنضم
15 نوفمبر 2007
المشاركات
18,841
النقاط
38
ما هو مصحف علي ( عليه السلام ) ؟الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
كان القرآن الكريم مكتوباً كله في عهد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، لكنه لم يكن مرتباً و لا مجموعاً في مصحف واحد ، بل كان منثوراً على العسب و اللخاف و الرقاع ، و قطع الأديم ، و عظام الأكتاف ، و الأضلاع ، و بعض الحرير و القراطيس ، و محفوظاً في صدور الرجال أيضاً .
وصية رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لعلي في جمع القرآن :
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) قَالَ لِعَلِيٍّ : " يَا عَلِيُّ ، الْقُرْآنُ خَلْفَ فِرَاشِي فِي الْمُصْحَفِ ، وَ الْحَرِيرِ ، وَ الْقَرَاطِيسِ ، فَخُذُوهُ وَ اجْمَعُوهُ ، وَ لَا تُضَيِّعُوهُ كَمَا ضَيَّعَتِ الْيَهُودُ التَّوْرَاةَ " .
أول من جمع القرآن :
و كان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) أول من تصدى لجمع القرآن الكريم بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه و آله ) مباشرة و ذلك بناءً على وصيته ( صلى الله عليه و آله ) له بذلك ، فما أن ارتحل رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) حتى التزم علي ( عليه السَّلام ) بيته و لم يخرج منه و آلَى على نفسه ألا يخرج منه حتى ينتهي من جمع القرآن ، قائلاً : " آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَمِيناً أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَاءٍ إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّى أُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ وَ أَجْمَعَه‏ "
و فعلا فقد تمكن علي ( عليه السَّلام ) من القيام بالمهمة التي أوكلها النبي ( صلى الله عليه و آله ) له بكل كفاءة و جدارة ، و كانت النتيجة أنه أخرج إلى القوم المصحف مرتباً حسب ترتيب نزوله ، و بهامشه ما نزل على الرسول ( صلى الله عليه و آله ) من التفسير و التأويل بشأن الآيات .
قال سلمان الفارسي ( المحمدي ) ـ و هو يذكر الأحداث التي أعقبت وفاة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و التي منها تصدي علي ( عليه السَّلام ) لجمع القرآن الكريم ـ : ... لَزِمَ بَيْتَهُ وَ أَقْبَلَ عَلَى الْقُرْآنِ يُؤَلِّفُهُ
وَ يَجْمَعُهُ ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى جَمَعَهُ وَ كَانَ فِي الصُّحُفِ وَ الشِّظَاظِ وَ الْأَكْتَافِ وَ الرِّقَاعِ ، فَلَمَّا جَمَعَهُ كُلَّهُ وَ كَتَبَهُ بِيَدِهِ تَنْزِيلَهُ وَ تَأْوِيلَهُ ، وَ النَّاسِخَ مِنْهُ وَ الْمَنْسُوخَ ، بَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ : اخْرُجْ فَبَايِعْ .
فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : " أَنِّي مَشْغُولٌ ، وَ قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَمِيناً أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَاءٍ إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّى أُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ وَ أَجْمَعَهُ " .
فَسَكَتُوا عَنْهُ أَيَّاماً ، فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَ خَتَمَهُ .
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَنَادَى عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) بِأَعْلَا صَوْتِهِ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَنِّي لَمْ أَزَلْ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) مَشْغُولًا بِغُسْلِهِ ، ثُمَّ بِالْقُرْآنِ حَتَّى جَمَعْتُهُ كُلَّهُ فِي هَذَا الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، فَلَمْ يُنْزِلِ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ آيَةً مِنْهُ إِلَّا وَ قَدْ جَمَعْتُهَا ، وَ لَيْسَتْ مِنْهُ آيَةٌ إِلَّا وَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ عَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا "

 
عودة
أعلى أسفل