عاشق العسكري
توه مسجل
- إنضم
- 23 فبراير 2010
- المشاركات
- 29
- النقاط
- 0
[h=1]الرسالة الوثيقة[/h]
أهدي هذا العمل إلى رسول الله الأمينوخُلَفائه في العالمين صلوات الله عليهم سيما مَدَار الدَّهر ونامُوس العَصْر إمامالزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى البضعة الطاهرة الصِّدِّيقَة فاطمة الزهراءصلوات الله عليها، وإلى جميع مَن شَادَ الدِّينَ الحنيف، وفي طليعتهم أم البنينوالسَّادَة الأكابِر.. العبَّاس وزينب ابْنَي أمير المؤمنين وعليِّ الأكبر وسكينةوالرَّضِيع أبناء الإمام الحسين والقاسم بن الإمام الحسن وفاطمة المعصومة عليهمالسلام..
يا سادتي .. تَقَبَّلُوا هذا القَلِيلبِحَقِّ الله عليكم.
خادمكم سلمان [h=1]ــــــــــــــــــ[/h]
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لايَبلغ مدحتَه القائلون ولا يُحصي نعماءَه العادُّون ولا يُؤدي حقَّه المجتهدون، ثمأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا وشفيعذنوبنا محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين،وبعد..
كانت لي ذِكْرَى عزيزة مع أحدِ أساتذتي فيإحدى الجامعات، قد مَضَى عليها حَوَالَى بضع عشرة سنة، دَارَت بيننا حِوَارَاتٌ حَولبعضِ عقائدنا نحن الشيعة الإمَامِيَّة الاثني عشريَّة، وقد وَفَّقني اللهُ جل وعلابعدها لكِتَابة رِسَالَةٍ إليه، وَضَعْتُها فيما بَعْدُ في كُتَيِّبٍ صغير،عَنْوَنتُه بـ(الرِّسَالَة الوَثِيقَةفي ثَبْتِ لَفْتَةِ الحَقِيقَة) وهي عبارة عن رَوَافِدلِصِحَّةِ بعضِ عقائدِنا مِن أهمِّ مَصادِر إخوانِنا العَامَّة وهو كتاب (صحيح البخاري) لإمَامِ الحديث عندهم محمدبن إسماعيل البخاري، وقد وفقني الله الكريم لِذِكْر مَلاحِقَ وحَوَاشِي لِتَدْعَمتلك الرَّوَافِدَ، وقد كانت عبارة عن روَاياتٍ كثيرة مِن كُتُب الصِّحَاحِ السِّتَّةعند العامَّة، مع ما سَهّل اللهُ تعالى لي مِن التعليق عليها.
ويُمَثِّل مَا نقلتُه أَدِلَّةً على مَذهَبِالحَقِّ، وبَعْضُه يَشْتَمِل على إشَارَاتٍ عَقائديَّة أو فِقْهِيَّة لاتَتَوَاءَم مَعَ مَذهَب العَامَّة عَامَّةً أو بعضِهم خَاصَّة، وهي تُمَثِّلمُؤَيِّدَاتٍ لِلْحقيقة العقائدية.
وأضَفْتُ إلى الصِّحَاح الستة المُسْتَدْرَكَعلى صَحِيحَي البخاري ومسلمٍ لِلحَاكِم النَّيْسَابُوري، لِمَا اسْتَدْرَكَهوذَكَرَه مِن رواياتٍ كثيرة كانت صحيحةً على شَرْطِ الشَّيخَيْن البخاري ومُسْلِمأو أحدهما -في روايتهما للحديث- إلا أنهما لم يَرْوِيَاهَا في صَحِيحَيْهما.
وقَدَّمتُ بين يَدَي حَدِيثي مَا كَتَبَهإمَامُ الجَرْح والتَّعْدِيلِ-عند العامَّة- أبو عبدالله شمسُ الدين الذهبي عنالحاكم النيسابوري، وذلك في كتابه [تذكرة الحفاظ ج3 ص778]مِن طَبْعِ دار إحياءالتراث العربي،قال الذهبي:
(الحَافِظُالكبيرُ إمَامُ المُحَدِّثِين أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد ابن حمدويه بننعيم الضبي الطهماني النيسابوري المَعروف بابن البيع،صَاحِب التَّصَانِيف).
وكَذا ما قالَه عنه ابنُ القاضي شهبة فيكتاب(طبقات الشافعية)ص193بعدما ذكرَ اسمَه:
(الحاكمالنيسابوري المعروف بابن البيع،صاحب المستدرك وغيره مِن الكُتب المشهورة...و قدأَطْنَبَ عبدُ الغافر في مَدْحِه وذِكْر فضائله وفوائده ومحاسنه، إلى أن قال:مَضَى إلى رحمة الله تعالى ولم يُخَلِّف بعده مثله).
وقَدَّمتُ هناك مَا قَالَه الحاكمُ في آخِرخطبَةِ(مقدمةِ)كتابِه المستدرَك:
(...وأنا أَستعين اللهَ على إخْرَاج أحاديثَ رُوَاتُهاثُقَاتٌ، قد احْتَجَّ بِمِثْلِها الشَّيْخان-رضي الله عنهما-أو أَحَدُهما. وهذاشَرْطُ الصَّحِيح عند كَافَّةِ فقهاء أهل الإسلام:
إنَّالزِّيَادَةَ في الأسَانِيدِ والمُتُونِ مِن الثُّقَاتِ مَقْبُولَةٌ.والله المُعينعلى ما قصدتُه وهو حسبي ونعم الوكيل).
وقلتُ بأَنّ الحاكمَ -في هذه العبارة- قدشَهِدَ بأنَّ مَا سيذكره في مُسْتَدْرَكِه مُتَوَفِّرٌ على شَرْطِ الحَدِيثِالصَّحِيح عند البخاري ومسلم، أو عند أحدِهما على الأقلّ ألا وهو كَوْنُ رُوَاتِهثقَاتًا عندهما أو عند أحدهما، وإنْ لم يَرْوِيَاه. وشَهِدَ بِأنَّ شَرْطَالصِّحَّةِ هذا إذا تَوَفَّرَ في الحَدِيثِ فهو صَحِيحٌ، وإنْ زَادَت الأسانِيدُوالطُّرُقُ إليه أو زَادَ نَفْسُ مَتْنِ وألْفاظِ و نَصِّ الحديث عمَّا يَرْوِيهالبخاري ومسلم أو أحدُهما في صَحِيحِه، فيمكن الاعتمادُ على غير ما فيالصَّحِيحَيْنِ أو الصِّحَاحِ السِّتَّةِ أو العَشْرَة، إذا كانت رُوَاتُهاثقَاتًا عندهما أو عند أحدِهما.
بل إنَّ الحاكمَالنيسابوري أطْلَقَ كَلامَه في أنه إذا تَوَفَّرَ شَرْطُ الصِّحَّةِ فإنَّ كافَّة فقهاءأهل الإسلام يَقْبَلُونه-وإنْ لَم يُوجَد في الصَّحِيحَيْن-سواء كان على نهجتَصْحِيحِ البخاري ومسلم أو على نهجِ غيرهما، فإنَّ العلماءَ والفقهاءَ كثيرون، ومَايَرَاه البخاري ومسلمٌ ثِقَةً قد لا يكون كذلك عند غيرهما، ومَا لا يَرَيَانِهثِقَةً فقد يَرَاه غيرُهما ثِقَةً أو فوق الثِّقَةِ بدرجات.
كلُّ ما مضى ذكرناه في الطبعة الأولى منكتابنا(الرِّسَالَة الوَثِيقَة في ثَبْتِ لَفْتَةِ الحَقِيقَة) مع حاشيتها، وأما في الطبعة الثانية فقد تمَّ إضافةُ بعض الفوائدوالروايات، ومِن هذه الفوائدِ كتابةُ خاتمةِ نُسْخَةِ صحيح البخاري التي نَقَلتُمنها رواياته، فقد كَتَبَ مُصَحِّحُه (ج8ص219)ما يلي:
{قد تمبحمد الله جل ثناؤه طبع هذا الجامع الصحيح مع الشكل الجميل على وجه صحيح... بدارالطباعة العامرة الغراء الكائنة في الفناء الشرقي من فروق البخراء... مُصَحَّحًابِالمقابَلَة مع المـَتْنَيْنِ المطبُوعَيْن في مصر القاهرة، المَشْكُول وغَيْرالمشكول بِالطبْعة الزاهرة الفاخرة في عهد (مولانا السلطان الغازي عبدالحميد)...وقد صادف يوم اختتامه السعيد عشرين مِنْ شهرٍ عاشرُهُ عيدٌ مِن شهور سنة1315 هـ...وأنا مُصَحِّحُه العبد المذنب المفتقر إلى الملك القدوس الغني محمد ذهنيغفر له مولاه ولوالديه...}.
وقد وَرَدَت فيمقدمة الطبعة هذه العبارة:
{أجْريَالطبع على ما شَرَحَ عليه العلامةُ أحمدُ بنُ محمد الخطيب العسقلاني إلا ما نَدرَ}.
وأما في الطبعة الثالثة لرسالتنا فقد تابعناعَرْضَ لَفْتَةِ و انْتِبَاهَةِ الحقيقة العقائدية بِإضافةِ بعضِ ما رواه عبد اللهبن أحمد بن حنبل عن أبيه إمام الحنابلة.
ونقلنا ما رواه عن أحمد بن حنبل في مسندهمِمَّا نشرَتْه دار صادر. بيروت. لبنان، وطبع بهامشه كتاب كنز العمال للمتقيالهندي.
وقدَّمتُ ما قاله مُصَحِّحُ هذه النسخة وهومحمد الزهري الغمراوي في خاتمة المسند(ج6)ص 468:
(...أمابعد،فقد تمّ بحمده تعالى طبْع كتاب مسند...وهو كتاب جمَعَ مِن السنة فأوعى فصارأصلاً مِن أصول الدين ... فجاء بحمد الله كتابًا هو غرّة في جبين هذا العصر ودرةثمينة جاد بها الدهر وذلك بالمطبعة الميمونة بمصر المحروسة المحمية بجوار سيديأحمد الدردير قريبًا مِن الجامع الأزهر المنير إدارة المفتقر لعفو ربه القدير أحمدالبابي الحلبي ذي العجز و التقصير وذلك في شهر جمادى الثاني سنة 1313 هجرية علىصاحبها أفضل الصلاة وأتم التحية آمين).
وقد اشتملَت على مزِيد مِن روايات الصِّحَاحوالمستدرك وكذا من التعليق.
والآن أَفاض الله عليّ نعمةً ضافِيَةفوَضَعْتُ رسالتي-بطبعتها الثالثة-في أسلُوبِها الثاني،فرتبته في تسعة فصول وخاتمةوملحق، ولن تعدم الزيادة مِن التعليق بإذن الله تعالى. ولا شكّ أنَّ الكثير منتعليقاتنا هي استفادات مِن علمائنا الأبرار.
أحمد الله رب العالمين، وأشكر مَن شَارَكَ فيإخراج هذا العمل، وأرجو أن يكون عملُنا هذا مُعِينًا على رَدِّ بعضِ الشبهات، وأنيكون دَاعِمًا لِلوحدة بين المسلمين-ولا حُقُوقَ طَبْعٍ له- وأسأله تعالى أن يُرِيناالحَقَّ حَقًّا حتى نتَّبِعَه، ويُرِينا الباطلَ باطلاً حتى نجْتَنِبَه، ولايَجْعَله علينا مُتَشَابِـهًا فَنَتَّبِعَ أهْوَاءنا بِغَيْر هُدى مِنه، اللهم صلعلى محمد وآله سيما بقيتك في العالمِين إمام الزمان صلوات الله عليه.[h=1] سلمان بنمبارك الجميعة[/h]
[h=1]في[/h]
[h=1]أسلوبها الثاني[/h]
[h=1] ويليه[/h]
[h=1] البلسم المسطور فيالكوثر المهدور[/h]
[h=1]بقلم:سلمان بن مبارك الجميعة[/h]
[h=1]الطبعةالأولى[/h]
[h=1] ــــــــــــ[/h]
[h=1] الإهداء[/h]أهدي هذا العمل إلى رسول الله الأمينوخُلَفائه في العالمين صلوات الله عليهم سيما مَدَار الدَّهر ونامُوس العَصْر إمامالزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى البضعة الطاهرة الصِّدِّيقَة فاطمة الزهراءصلوات الله عليها، وإلى جميع مَن شَادَ الدِّينَ الحنيف، وفي طليعتهم أم البنينوالسَّادَة الأكابِر.. العبَّاس وزينب ابْنَي أمير المؤمنين وعليِّ الأكبر وسكينةوالرَّضِيع أبناء الإمام الحسين والقاسم بن الإمام الحسن وفاطمة المعصومة عليهمالسلام..
يا سادتي .. تَقَبَّلُوا هذا القَلِيلبِحَقِّ الله عليكم.
خادمكم سلمان
[h=1]المقدمة[/h]
[h=1] بسم الله الرحمن الرحيم[/h]الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لايَبلغ مدحتَه القائلون ولا يُحصي نعماءَه العادُّون ولا يُؤدي حقَّه المجتهدون، ثمأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا وشفيعذنوبنا محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين،وبعد..
كانت لي ذِكْرَى عزيزة مع أحدِ أساتذتي فيإحدى الجامعات، قد مَضَى عليها حَوَالَى بضع عشرة سنة، دَارَت بيننا حِوَارَاتٌ حَولبعضِ عقائدنا نحن الشيعة الإمَامِيَّة الاثني عشريَّة، وقد وَفَّقني اللهُ جل وعلابعدها لكِتَابة رِسَالَةٍ إليه، وَضَعْتُها فيما بَعْدُ في كُتَيِّبٍ صغير،عَنْوَنتُه بـ(الرِّسَالَة الوَثِيقَةفي ثَبْتِ لَفْتَةِ الحَقِيقَة) وهي عبارة عن رَوَافِدلِصِحَّةِ بعضِ عقائدِنا مِن أهمِّ مَصادِر إخوانِنا العَامَّة وهو كتاب (صحيح البخاري) لإمَامِ الحديث عندهم محمدبن إسماعيل البخاري، وقد وفقني الله الكريم لِذِكْر مَلاحِقَ وحَوَاشِي لِتَدْعَمتلك الرَّوَافِدَ، وقد كانت عبارة عن روَاياتٍ كثيرة مِن كُتُب الصِّحَاحِ السِّتَّةعند العامَّة، مع ما سَهّل اللهُ تعالى لي مِن التعليق عليها.
ويُمَثِّل مَا نقلتُه أَدِلَّةً على مَذهَبِالحَقِّ، وبَعْضُه يَشْتَمِل على إشَارَاتٍ عَقائديَّة أو فِقْهِيَّة لاتَتَوَاءَم مَعَ مَذهَب العَامَّة عَامَّةً أو بعضِهم خَاصَّة، وهي تُمَثِّلمُؤَيِّدَاتٍ لِلْحقيقة العقائدية.
وأضَفْتُ إلى الصِّحَاح الستة المُسْتَدْرَكَعلى صَحِيحَي البخاري ومسلمٍ لِلحَاكِم النَّيْسَابُوري، لِمَا اسْتَدْرَكَهوذَكَرَه مِن رواياتٍ كثيرة كانت صحيحةً على شَرْطِ الشَّيخَيْن البخاري ومُسْلِمأو أحدهما -في روايتهما للحديث- إلا أنهما لم يَرْوِيَاهَا في صَحِيحَيْهما.
وقَدَّمتُ بين يَدَي حَدِيثي مَا كَتَبَهإمَامُ الجَرْح والتَّعْدِيلِ-عند العامَّة- أبو عبدالله شمسُ الدين الذهبي عنالحاكم النيسابوري، وذلك في كتابه [تذكرة الحفاظ ج3 ص778]مِن طَبْعِ دار إحياءالتراث العربي،قال الذهبي:
(الحَافِظُالكبيرُ إمَامُ المُحَدِّثِين أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد ابن حمدويه بننعيم الضبي الطهماني النيسابوري المَعروف بابن البيع،صَاحِب التَّصَانِيف).
وكَذا ما قالَه عنه ابنُ القاضي شهبة فيكتاب(طبقات الشافعية)ص193بعدما ذكرَ اسمَه:
(الحاكمالنيسابوري المعروف بابن البيع،صاحب المستدرك وغيره مِن الكُتب المشهورة...و قدأَطْنَبَ عبدُ الغافر في مَدْحِه وذِكْر فضائله وفوائده ومحاسنه، إلى أن قال:مَضَى إلى رحمة الله تعالى ولم يُخَلِّف بعده مثله).
وقَدَّمتُ هناك مَا قَالَه الحاكمُ في آخِرخطبَةِ(مقدمةِ)كتابِه المستدرَك:
(...وأنا أَستعين اللهَ على إخْرَاج أحاديثَ رُوَاتُهاثُقَاتٌ، قد احْتَجَّ بِمِثْلِها الشَّيْخان-رضي الله عنهما-أو أَحَدُهما. وهذاشَرْطُ الصَّحِيح عند كَافَّةِ فقهاء أهل الإسلام:
إنَّالزِّيَادَةَ في الأسَانِيدِ والمُتُونِ مِن الثُّقَاتِ مَقْبُولَةٌ.والله المُعينعلى ما قصدتُه وهو حسبي ونعم الوكيل).
وقلتُ بأَنّ الحاكمَ -في هذه العبارة- قدشَهِدَ بأنَّ مَا سيذكره في مُسْتَدْرَكِه مُتَوَفِّرٌ على شَرْطِ الحَدِيثِالصَّحِيح عند البخاري ومسلم، أو عند أحدِهما على الأقلّ ألا وهو كَوْنُ رُوَاتِهثقَاتًا عندهما أو عند أحدهما، وإنْ لم يَرْوِيَاه. وشَهِدَ بِأنَّ شَرْطَالصِّحَّةِ هذا إذا تَوَفَّرَ في الحَدِيثِ فهو صَحِيحٌ، وإنْ زَادَت الأسانِيدُوالطُّرُقُ إليه أو زَادَ نَفْسُ مَتْنِ وألْفاظِ و نَصِّ الحديث عمَّا يَرْوِيهالبخاري ومسلم أو أحدُهما في صَحِيحِه، فيمكن الاعتمادُ على غير ما فيالصَّحِيحَيْنِ أو الصِّحَاحِ السِّتَّةِ أو العَشْرَة، إذا كانت رُوَاتُهاثقَاتًا عندهما أو عند أحدِهما.
بل إنَّ الحاكمَالنيسابوري أطْلَقَ كَلامَه في أنه إذا تَوَفَّرَ شَرْطُ الصِّحَّةِ فإنَّ كافَّة فقهاءأهل الإسلام يَقْبَلُونه-وإنْ لَم يُوجَد في الصَّحِيحَيْن-سواء كان على نهجتَصْحِيحِ البخاري ومسلم أو على نهجِ غيرهما، فإنَّ العلماءَ والفقهاءَ كثيرون، ومَايَرَاه البخاري ومسلمٌ ثِقَةً قد لا يكون كذلك عند غيرهما، ومَا لا يَرَيَانِهثِقَةً فقد يَرَاه غيرُهما ثِقَةً أو فوق الثِّقَةِ بدرجات.
كلُّ ما مضى ذكرناه في الطبعة الأولى منكتابنا(الرِّسَالَة الوَثِيقَة في ثَبْتِ لَفْتَةِ الحَقِيقَة) مع حاشيتها، وأما في الطبعة الثانية فقد تمَّ إضافةُ بعض الفوائدوالروايات، ومِن هذه الفوائدِ كتابةُ خاتمةِ نُسْخَةِ صحيح البخاري التي نَقَلتُمنها رواياته، فقد كَتَبَ مُصَحِّحُه (ج8ص219)ما يلي:
{قد تمبحمد الله جل ثناؤه طبع هذا الجامع الصحيح مع الشكل الجميل على وجه صحيح... بدارالطباعة العامرة الغراء الكائنة في الفناء الشرقي من فروق البخراء... مُصَحَّحًابِالمقابَلَة مع المـَتْنَيْنِ المطبُوعَيْن في مصر القاهرة، المَشْكُول وغَيْرالمشكول بِالطبْعة الزاهرة الفاخرة في عهد (مولانا السلطان الغازي عبدالحميد)...وقد صادف يوم اختتامه السعيد عشرين مِنْ شهرٍ عاشرُهُ عيدٌ مِن شهور سنة1315 هـ...وأنا مُصَحِّحُه العبد المذنب المفتقر إلى الملك القدوس الغني محمد ذهنيغفر له مولاه ولوالديه...}.
وقد وَرَدَت فيمقدمة الطبعة هذه العبارة:
{أجْريَالطبع على ما شَرَحَ عليه العلامةُ أحمدُ بنُ محمد الخطيب العسقلاني إلا ما نَدرَ}.
وأما في الطبعة الثالثة لرسالتنا فقد تابعناعَرْضَ لَفْتَةِ و انْتِبَاهَةِ الحقيقة العقائدية بِإضافةِ بعضِ ما رواه عبد اللهبن أحمد بن حنبل عن أبيه إمام الحنابلة.
ونقلنا ما رواه عن أحمد بن حنبل في مسندهمِمَّا نشرَتْه دار صادر. بيروت. لبنان، وطبع بهامشه كتاب كنز العمال للمتقيالهندي.
وقدَّمتُ ما قاله مُصَحِّحُ هذه النسخة وهومحمد الزهري الغمراوي في خاتمة المسند(ج6)ص 468:
(...أمابعد،فقد تمّ بحمده تعالى طبْع كتاب مسند...وهو كتاب جمَعَ مِن السنة فأوعى فصارأصلاً مِن أصول الدين ... فجاء بحمد الله كتابًا هو غرّة في جبين هذا العصر ودرةثمينة جاد بها الدهر وذلك بالمطبعة الميمونة بمصر المحروسة المحمية بجوار سيديأحمد الدردير قريبًا مِن الجامع الأزهر المنير إدارة المفتقر لعفو ربه القدير أحمدالبابي الحلبي ذي العجز و التقصير وذلك في شهر جمادى الثاني سنة 1313 هجرية علىصاحبها أفضل الصلاة وأتم التحية آمين).
وقد اشتملَت على مزِيد مِن روايات الصِّحَاحوالمستدرك وكذا من التعليق.
والآن أَفاض الله عليّ نعمةً ضافِيَةفوَضَعْتُ رسالتي-بطبعتها الثالثة-في أسلُوبِها الثاني،فرتبته في تسعة فصول وخاتمةوملحق، ولن تعدم الزيادة مِن التعليق بإذن الله تعالى. ولا شكّ أنَّ الكثير منتعليقاتنا هي استفادات مِن علمائنا الأبرار.
أحمد الله رب العالمين، وأشكر مَن شَارَكَ فيإخراج هذا العمل، وأرجو أن يكون عملُنا هذا مُعِينًا على رَدِّ بعضِ الشبهات، وأنيكون دَاعِمًا لِلوحدة بين المسلمين-ولا حُقُوقَ طَبْعٍ له- وأسأله تعالى أن يُرِيناالحَقَّ حَقًّا حتى نتَّبِعَه، ويُرِينا الباطلَ باطلاً حتى نجْتَنِبَه، ولايَجْعَله علينا مُتَشَابِـهًا فَنَتَّبِعَ أهْوَاءنا بِغَيْر هُدى مِنه، اللهم صلعلى محمد وآله سيما بقيتك في العالمِين إمام الزمان صلوات الله عليه.
[h=1] المولدالرضوي الشريف[/h]
[h=1] 11/11/1431هـ[/h]