ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام | الملا حسن الصالح 1447هـ

SH3A3-Q

ابو الميرزا
طاقم الإدارة
إنضم
14 نوفمبر 2007
المشاركات
48,670
النقاط
113
العمر
49
الإقامة
QATIF-القطيف
عنوان المحاضرة: فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام
المناسبة: ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام 1447هـ
الخطيب: الملا حسن الصالح
التاريخ: 20 صفر 1447هـ
الموافق: الخميس 14 أغسطس 2025م

عن الحسين بن ثوير عن سيدنا ومولانا جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: “يا حسين؛ مَن خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام، إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه سيِّئة، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى”.

هذه الرواية من الروايات التي تحث وتشجع على زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وقد عد أحد الباحثين الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام والتي تحث على زيارة الإمام الحسين فبلغت 1100 رواية، سواء في كتاب كامل الزيارات لابن قولويه القمي، أو كتاب المزار لابن المشهدي وغيرهما.

بالمقارنة، نجد أن بعض المسائل العقدية أو الفقهية لا تبلغ عشرين رواية، في حين أن زيارة الحسين فقط ورد فيها 1100 رواية، كلها تحث على زيارته صلوات الله وسلامه عليه. ومن هذه الروايات ما روته أم سعيد الأحمسية، “عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يا أم سعيد، تزورين قبر الحسين؟، قالت: قلت: نعم، فقال لي: زوريه فان زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء”، وقد توقف علماؤنا عند لفظ “واجبة”، وهناك ثلاثة آراء في تفسير الوجوب:

  1. الرأي الأول: أن الوجوب بمعنى الثبوت، واستندوا إلى الآية الكريمة {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} الآية 36 – سورة الحج، أي أن هذه القرابين إذا ثبتت على الأرض فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر.​
  2. الرأي الثاني: أن الوجوب هنا وجوب كفائي، فإذا قام بها البعض سقط عن الآخرين، لأن الأئمة لا يريدون انقطاع الزوار عن الحسين لئلا تندثر أهدافه ومبادئه.​
  3. الرأي الثالث: أن الوجوب بمعنى شدة الاستحباب (وهو وهو الرأي المشهور).​

إن هذه الرواية تحث وتشير إلى أهمية المشي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام، ففي كل خطوة حسنة وتمحى بها سيئة. وهذا لا يختص بزيارة الإمام الحسين عليه السلام، بل ورد في المشي إلى المسجد أيضا، ويكفينا أن الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام كانا يسيران ما يقارب 400 كيلومتر من المدينة إلى مكة للحج مشيا على الأقدام، وكان بينهما نجيب وهي ناقة مهيأة للركوب، لكنهما لا يركبانها، كي لا يتركا شعيرة المشي.

زوار الإمام الحسين عليه السلام اليوم يمشون من النجف إلى كربلاء، وهي مسافة تقارب 100 كيلومتر، أي ما يعادل ثلاثمائة ألف خطوة تقريباً لقطع كيلومتر واحد فقط، وكل خطوة فيها حسنة وتمحى بها سيئة، وهذا قبل أن يصل الزائر إلى الحائر.

وعند الوصول إلى الحائر كتبه الله من المفلحين، ومن هم المفلحون؟ هم أهل لا إله إلا الله. وإذا قضى مناسكه كتب من الفائزين. والمناسك ليست خاصة بالحج، بل كل عمل يرتبط بمكان وزمان.

يأتيه ملك وهو لا يراه، كما في رواية أخرى أن أربعة آلاف ملك يستقبلون الزوار. ويبلّغه الملك أن ربك يقرئك السلام، ويقول لك استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى.​

قال أبو عبد الله عليه السلام: “أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين عليه السلام شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور، فلا يزوره زائر الا استقبلوه، ولا يودعه مودع الا شيعوه، ولا يمرض الا عادوه، ولا يموت الا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته”.​

وقد يسأل سائل: هل كل هذا لأجل أنني زرت الحسين فقط؟! نعم، لأن الحسين ضحى بكل شيء لله، بنفسه، وأبنائه، وإخوته، وأصحابه، ونسائه.

وقد ضرب أحد العلماء مثلا لتقريب الفكرة، فقال: إن ملِكًا كان في سفرٍ وقد ضل طريقه، ونزل ضيفا على رجل لا يملك إلا شاة واحدة، فحلب له الشاة، وسقاه من لبنها، ثم ذبحها وطبخ لحمها وقدمه إليه، فقال الملك للرجل: “أنا الملك، فإن عرضت لك حاجة، فاطلبها مني”، وبعد مدة جاءه هذا الرجل يطلب حاجة، فدخل على الملك، فتذكره وأخبر الوزراء والأعيان عن هذا الرجل الفقير وما فعله، فقال أحدهم: ألفًا، فقال الملك: أبخست حقه، فقال آخر: ألفين!، فيرد الملك: أبخست حقه، وكلما زايد أحدهم قال: هذا قليل، فسأل عن السبب، فرد الملك: لقد أعطاني كل ما يملك، فكيف أُعطيه شيئًا لا يُساوي ما بذله؟!

وكذلك الحسين عليه السلام، أعطى لله كل شيء، أفلا يستحق من الله أن يعطيه كل شيء، ومن هذه العطايا أن يُغفر لزواره عليه السلام.

الأئمة عليهم السلام كانوا يطلبون الدعاء عند الإمام الحسين عليه السلام، فقد جاء في الرواية أبو الحسن العسكري عليه السلام قد أنفذ زائرا عنه إلى مشهد أبي عبد الله عليه السلام وقال، إن لله مواطن يحب أن يدعى فيها فيجيب، وإن حاير الحسين عليه السلام من تلك المواطن.

صدقت سيدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام إذ قالت للإمام زين العابدين عليه السلام: “لا يجزعنك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهورا، وأمره الا علوا”.​




IMG_9910.jpg


IMG_9911.jpg


IMG_9913.jpg


IMG_9917.jpg


IMG_9919.jpg


IMG_9920.jpg


IMG_9922.jpg


متابعة القراءة...
 
عودة
أعلى أسفل