كنت اجلس على الاريكه ,, واذا بامي قد اتت ,, فقررت ان اخبرها باني ساذهب مع رفاقي الى البحر فلفت انتباهها عندما قلت :
- ماما
- نعم , ماذا تريد ؟؟
- ساذهب مع رفاقي الى البحر
- اذهب الى أي مكان في الدنيا ,, هذا ليس من شأني
- اردت فقط ان اقول لك انني ساذهب
- حسنا ,, والآن قد علمت
- اهذا يعني انك موافقه ؟؟
- نعم ولماذا ارفض ؟؟
- لا اعلم .
لقد ظننت انك سترفضين ,, لانك تخافين علي
- لا تخاف انا لا احاف عليك ,, وفي الواقع هذه حياتك وانت تعمل بها ما يحلو لك
- لماذا انت هكذا ؟؟
- و ماذا تعني بكلامك ؟؟
- أماه انا ابنك الوحيد .. الا تعلمين ماذا يعني هذا الكلام ؟؟
- لا .. لا اعلم
- انا ليس لي ذنب في ما حصل لوالدي واختي ,, وليس لي ذنب بأني اشبه والدي في جميع صفاته ,, انا ليس لي ذنب ألا تفهمين .. ليس لي ذنب ,, ألا تعلمين انك في كل يوم تعذبيني ؟؟
- وكيف ؟؟
- عندما تتجاهليني وكأني نكره ,, لست موجودا في هذه الحياه .. انت لم تعطيني الحنان الذي كنت اريده ,, لقد كنت ابحث عنه , ولم اجده الا عند لجين و فارس . كانا مثل والدي .. ولكن انت لم تكترثي لي ابدا , في كل ليله اغسل وسادتي بدموعي المنهمره وادعو ربي ان ياخذني , وأساله لعلني القى منه جواب , اقول له : لماذا انا الوحيد الذي لم يمت ؟ لماذا انا اشبه والدي في جميع صفاته ؟؟ ولكن لا القى أي جواب . كنت آمل ان تحبيني كما احببت والدي . ولكني كنت اطلب المستحيل , والان ساذهب وعندما اموت ساخبر والدي كيف كنت تعذبيني . ساخرج من حياتك الى الابد , لكيلا تتالمي من وجودي بجانبك .
- (( لقد ملكني الذهول من الكلام الذي قاله لي حسين , لم اكن اعلم انه يملك كل تلك الاحاسيس , لم اكن اعلم انه يتألم بسببي)) كنت ساكلمه ولكن كلمني الباب معلناً عن خروجه .
(( في البحر ))
كنت مع اصدقائي نتسامر كالعاده ,, لننسى همومنا واحزاننا ونتركها قرب الشاطئ لياخذها البحر معه
وبعد ساعات من المرح والضحك , اتت ساعات الصباح الاولى لتعلن عن رحيلنا , حزمنا الامتعه وركبنا السياره وكان طريق العوده خاليا الا من بعض الشاحنات وبدا على السائقين التعب ,وبعدها
اصبح الشارع خالٍ من السيارات فشعرنا انه اصبح ملكاً لنا فاصبحنا نزيد السرعه ,, وبينما نحن كذلك لم نر الا شاحنه امامنا حاولنا ايقاف السياره ولكن لم نستطع لم يكن الوقت كافيا ,,
بعد ان اصطدمنا بالشاحنه اصبحت تدور بنا السياره ولم نكن نستطيع ان نوقفها , كل شخص منا لم يسلم , جميعنا اصبنا , (( كنا اربعه انثان منا يجلسان في المقاعد الاماميه و اثنان يجلسان في الخلف .. كان سامر هو السائق وانا بجانيه .. اما يوسف و سالم كانا في الخلف .. لذلك كنت انا وسامر مصابين بأصابات بالغه اما يوسف و سالم اصيبا بأصابات طفيفه نوعا ما )) وبعد ساعات من توقف السياره مرت بجانبنا سياره و اتصلت بالشرطه لتبلغهم عن الحادث وبعد دقائق سمعنا اصوات سياره الشرطه و الاسعاف , رأيتهم يحملوننا ولكن لشده الالم اغمي علي ولا اعلم ماذا حدث بعدها ....
(( في بيت عبير ))
تلك الليله لم استطع النوم , كان كلام محمد يدوي في اذني وكلما حاولت النوم اسمع صوته وهو يانبني لعدم اهتمامي به .. وبينما انا جالسه سمعت صوت الهاتف هو يرن فأسرعت لكي ارد
- الو
- اهلا
- اهلا .. من معي ؟؟
- انا من الشرطه
- نعم
- هل لديك ابن اسمه حسين ؟؟
- نعم . لماذا ؟؟
- لقد اصابه حادث فأرجو الحضور . هو الان بالمشفى ..
هل تسمعيني ؟؟؟
- ...................
- الووووووووو
- ....................